«الشرقية»: ملاك الاستراحات يرفعون الأسعار .. والأهالي يطالبون بتحديدها

«الشرقية»: ملاك الاستراحات يرفعون الأسعار .. والأهالي يطالبون بتحديدها

استغل ملاك وأصحاب الاستراحات في المنطقة الشرقية تدفق أعداد كبيرة من الأسر من خارج المنطقة وبعض دول الخليج المجاورة لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك، في رفع الأسعار حتى أصبحت خيالية، حيث وصلت قيمة تأجير الاستراحة للساعة الواحدة إلى 300 ريال. ويعاني الكثير من سكان المنطقة الشرقية وزوارها خلال الأعياد والإجازات الموسمية من عدم توافر استراحات عائلية يمضون فيها أوقاتهم خلال إجازة العيد برفقة ذويهم وأقاربهم خاصة أولئك الذين يأتون من مناطق أخرى خارج الشرقية. من جهتهم، أبدى الكثير من سكان المنطقة تذمرهم بسبب نسب الأشغال المتزايدة في الاستراحات خلال هذه الأيام، خاصة أن الكثير من ملاك الاستراحات التي يرغبون في تأجيرها عمدوا إلى تعليق لوحات تفيد بأنها محجوزة خلال العيد. وقال نايف محمد أحد مواطني الشرقية، إنه أمضى أكثر من عشر ساعات باحثا عن استراحة له ولأفراد أسرته دون جدوى، ما اضطر إلى اللجوء لإحدى الشقق المفروشة للاستمتاع بإجازة العيد، بعد أن تجول على عدد كبير من الاستراحات في الدمام والخبر فلم يجد سوى عبارة معلقة على بوابة كل استراحة كتب عليها "الاستراحة محجوزة مدة أيام العيد". وبين نايف أنه يفضل دائما قضاء الإجازات الصيفية والأعياد بصحبة عائلته بإحدى استراحات المنطقة الشرقية لعدة أسباب من أهمها المحافظة على الأطفال وذلك بعدم الخروج إلى الأماكن المفتوحة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي تعيشها المنطقة الشرقية حاليا، إضافة إلى مشاركة الأهل والأصدقاء بالطهي وإعداد جميع وجبات الطعام. وأشار إلى أنه وجد أغلب الاستراحات التي تكون أسعارها معقولة وتتوافر بها سبل الراحة محجوزة قبل أسبوع من بداية الإجازة الرسمية للجهات الحكومية الأمر الذي وضعهم في مأزق وحرج كبير. ووافقه الرأي عامر السعيد من مواطني الشرقية، الذي أكد أن الأسعار التي يتعامل بها المستثمرون لا تتناسب مع ذوي الدخل المحدود، مطالبا الجهات ذات العلاقة بتحديد الرسوم وتصنيف الاستراحات ضمن المنتجعات والقرى السياحية كونها تعمل في النطاق نفسه. وكشفت جولة لـ"الاقتصادية" على عدد من الاستراحات بالدمام والخبر عن ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف، حيث تراوح قيمة استئجار الاستراحة لمدة عشر ساعات بين أربعة آلاف إلى ستة آلاف ريال، إضافة إلى احتساب رسوم التأمين التي تصل إلى خمسة آلاف ريال. كما كشفت الجولة عن وجود حظائر كثيرة ملاصقة لأغلب الاستراحات في حي الفيصلية بالدمام مخصصة للإبل والأغنام إضافة إلى أكوام كثيرة من المخلفات وبعض السيارات القديمة والتالفة. وعن أسباب ارتفاع الأسعار أوضح عدد من ملاك الاستراحات بالخبر أن الأسعار تكون مرتفعة جدا خاصة أيام العيد، معللين ذلك باستخدام الاستراحات للحفلات والأفراح إضافة إلى كثرة زوار المنطقة لتميزها بكثرة الفعاليات والمواقع الترفيهية المغطاة المخصصة للعائلات وقربها من البحرين. ولفتوا إلى أن أسعار الاستراحات تأخذ بالارتفاع وذلك من أجل تحقيق أكبر عائد من الأرباح، نظرا لأن فترة ما قبل العيد تعتبر فترة ركود وتكون أسعار الاستراحات في هذه الفترة رمزية بحيث لا تتجاوز في اليوم الواحد 1000 ريال وترتفع إلى 1500 في يومي الخميس والجمعة. وأوضح لـ"الاقتصادية" عبدالله المرزوقي مسؤول إحدى الاستراحات بالدمام أن فترة الأعياد تعد من أهم المواسم الاستثمارية بالنسبة لأصحاب وملاك الاستراحات، حيث تكون جميع الاستراحات محجوزة مسبقا في هذه الأيام، مبينا أن عملية الحجز تكون بالدفع المقدم، إضافة إلى دفع تأمين يراوح ما بين خمسة إلى عشرة آلاف ريال وذلك من أجل تقيد المستأجر بالوقت وحفاظا على محتويات الاستراحة التي تتكون من بركة سباحة، ومجلس رجال وآخر للنساء، وملعب كرة طائرة وبعض الألعاب الترفيهية. من جهته، قال لـ"الاقتصادية" فهد حمدان مدير إحدى الاستراحات بالدمام إن أسباب ارتفاع أسعار الاستراحات خلال أيام العيد في المنطقة الشرقية دون غيرها يعود إلى عدم وجود المنافسة التي تشهدها مدينة الرياض، فضلا عن عدم توافر مخططات مخصصة لبناء الاستراحات التي يستوجب أن تكون خارج النطاق العمراني. وبين أن الاستراحات أصبحت محصورة في مخططات معروفة مثل الفيصلية بالدمام والعزيزية بالخبر، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي في كل منهما، حيث يصعب تحقيق أرباح في ظل ارتفاع أسعار الأراضي. وطالب أمانة المنطقة الشرقية بأن تعمل على منح المستثمرين الأراضي التي تملكها خارج النطاق العمراني على هيئة مناقصات لتشييدها استراحات بنظام التأجير طويل المدى وذلك لما فيها من فوائد عدة.
إنشرها

أضف تعليق