الشمري: السيطرة على سرقات «تويتر» الأدبية مستحيلة

الشمري: السيطرة على سرقات «تويتر» الأدبية مستحيلة
الشمري: السيطرة على سرقات «تويتر» الأدبية مستحيلة

أكد الكاتب والروائي السعودي معجب الشمري أن منع الكتب هو دعاية وإعلان عظيم تقدّمه الرقابة للكاتب في عصر الإنترنت وعصر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مشكلة لم يفهمها الرقيب حتى الآن، فالعقل لا يمكن تقييده في هذا العصر. وقال إن السرقات الأدبية في “تويتر” انتشرت بصورة مزعجة، والسيطرة على مثل هذا النوع من السرقات شبه مستحيل.

صاحب النصوص والروايات الشهيرة، “تارتاروس”، “زجاجة سرية”، “آمين”، “مرقص المتسولين”، كشف في حوار مع “الاقتصادية” أنه في فترة توقف، ولن يصدر أي أعمال أدبية خلال العام المقبل، فإلى نص الحوار:

أنت إحدى الأيقونات الأدبية على "تويتر"، يتابعك نحو 115 ألفا، سرقة تغريداتك ألا تزعجك؟ وكيف تتعامل مع الأمر؟

السرقات الأدبية انتشرت بصورة مزعجة، والسيطرة على مثل هذا النوع من السرقات شبه مستحيل، لكن دائما نصنع النور من النوافذ المغلقة؛ إذ أن النص الذي يُسرق هو النص الذي نال إعجاب الآخرين.

عناوين كتبك لافتة، مثل "مرقص المتسولين". كيف "تتخمّر" في ذهنك؟ وهل تتردد في اختيارها؟

للأمانة لا أتعمّد جذب الانتباه، أعتقد أن دور الكاتب في تقديم العمل الأدبي يتطلّب عدة أمور، وضمن أهم تلك الأمور هو العنوان، لا أواجه مشكلة في عدم تقبّل الناس له طالما أنه يخدم العمل ومرتبط في دلالته، ولم يمس الدين أو الذات، أتردد كثيرا لأنه يكون دائما ضمن عدة خيارات.
#2#
بعض المثقفين يتجهون للاكتفاء بكتابة النصوص والخواطر على وسائل التواصل، وعدم طباعة الإنتاج الأدبي. ماذا خسر هؤلاء؟

أحيانًا لا تكون خسارة، بل هي كل الانتصار، عندما يعلم الكاتب أن العمل غير صالح للنشر ولن يقدّم من خلاله ما يلامس الناس فالأفضل ألا يُنشر، لأن تأثير النص الإلكتروني مختلف بشكل كبير عن النص المطبوع.

هل تعتقد أن أعمالك قوبلت بما تستحق نقديا؟

بفضل الله وكرمه وفقني الله في الوصول إلى بعض النقّاد الذين يحلم أي كاتب في الوصول إليهم، مثل الدكتور أيهم الدرعي الحاصل على الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة دمشق، والذي يدرّس الآن في فرنسا، كان له دراسة نقدية على أحد كتبي وتمت إضافة دراسته النقدية في مقدمة الكتاب، أنا أبحث عن النقد؛ لكن النقد البنّاء؛ الذي يصنع لك خطوة نحو التقدّم، لكن المشكلة التي نواجهها هي الترصّد والتحوير، عندما يخرج شخص ما ويطلق الشتائم قائلا هذا نقد.

تعرّضت لمقص الرقيب في أكثر من كتاب، حدثنا عن كل حادثة؟ ولماذا تم المنع؟

كان الأمر قبل عدّة أعوام، حدثت بعض الأخطاء من الرقيب وتم تصحيحها لاحقا. طلبوا حذف بعض الأجزاء ورفضت، عدت لأناقشهم من جديد، تم تفسيرها من قبل المدقق بشكل خاطئ ونجحت في إجازة جميع الكتب، الآن تتوافر جميعها في مكتبات المملكة والخليج أيضا.

مصادرة الكتب في زمن الإنترنت، هل ما زال لها جدوى؟

المشكلة التي لم يفهمها الرقيب حتى الآن أن منع الكتب هو دعاية وإعلان عظيم تقدّمه الرقابة للكاتب في عصر الإنترنت وعصر مواقع التواصل الاجتماعي، لا أظن أن المنع سيحجب وصول الكتاب، الشحن الدولي أيضا، هناك عدة وسائل تجعل الكتاب يتوافر، العقل لا يمكن تقييده في هذا العصر.

إنتاجك الأدبي القادم ما عنوانه؟

لا أعتقد أنني سأصدر خلال العام المقبل، أنا في فترة توقف، صدر لي "مرقص المتسولين" قبل عدة أشهر، وهو آخر الإصدارات حتى حين.

انتقلت من القصيدة بأنواعها إلى الرواية والنثر، حدثنا عن هذا الانتقال؟

أنا من بيئة شعرية كاملة، وهذا إرث عائلي مكتسب بالفطرة منذ أن كنا صغارا، لكن صقل الموهبة يكون من أشياء عادية أخرى تلفت الانتباه، لم أتخيّل في أحد الأيام أن أكون شاعرا، أو كاتبا، حدث فجأة، ربما حبي للغة العربية الفصحى والأدب، وحبي للقراءة جعلني أهمل الجانب الشعري وأميل للرواية والنصوص النثرية، لدي بعض القصائد لكن توقفت عن النشر منذ عدة أعوام، واكتفيت بالكتابة لنفسي.

هل النجاح بالضرورة وليد الفشل والألم والحزن؟ إلام تعزو نجاحك الشخصي؟

النجاح حالة استحقاق، كل شخص نجح في مجال هو يستحق هذا النجاح، بغض النظر عن الطريقة والكيفية، عن نفسي أعتبر محبة الناس وملامسة ما أكتبه لمشاعرهم هي أعظم هدايا النجاح في حياتي الأدبية، ليس بالضرورة أن يكون ناتج فشل أو حزن، لكن المعاناة تفتح في داخل كل كاتب نافذة ليعبّر من خلالها عن شعور لا يمكن للآخرين أن يعبروا عنه. نجاحي الشخصي أعتقد أنه ما زال في داخلي وما زلت أبحث عنه أكثر، لا أعرف طريقة محددة أو شخص متسبب، لكن وجود ابنتي ديم في حياتي جعلني أستطيع أن ألوّن وجه الكتابة بطريقة أخرى، وقد يكون هذا أحد الأسباب في تحوّلي الأدبي.

الأكثر قراءة