ديفيد بترايوس: طويت صفحة الماضي وأركز الآن على المستقبل
عند الظهيرة تماما، كما هو متفق عليه، الجنرال ديفيد بترايوس يدخل إلى مطعم فور سيزونز. وصوله يسبب موجة من الحركة بين الموظفين في الطابق. يرتدي بدلة زرقاء وربطة عنق حمراء اللون، رئيس وكالة المخابرات المركزية السابق عملي - تمشيا مع دوره الجديد في وول ستريت. عندما استفسرت عما يبقيه مشغولا هذه الأيام، طال انتظاري لجوابه حتى أنني ندمت بعض الشيء على سؤاله عن ذلك. إضافة إلى وظيفة مجزية في شركة للأسهم الخاصة ومجموعة من وظائف التدريس، فهو "يشارك في جولة إلقاء كلمات مدفوعة الأجر". يبتسم، وفي إشارة واضحة إلى هجمات بيرني ساندرز على الكلمات التي تلقيها هيلاري كلينتون مقابل أجر أمام بنوك وول ستريت، يضيف: "أشار كثيرون إلى أن هذا هو أعلى شكل من أشكال جرائم ذوي الياقات البيضاء". فقط عندما أتطرق للفضيحة التي أنهت مسيرته في الحياة العامة الناجحة للغاية، يرد بلهجة سريعة.
قبل أربع سنوات فقط، كان يحتفى ببترايوس مثلما كان يحتفى بدوغلاس ماك آرثر بين أبناء جيله. وحتى لو اعتبرنا أن هذا يعد نوعا من المبالغة، إلا أنه كان متفوقا بشكل كبير على الجنرالات الأمريكيين الآخرين. في أعماق حرب العراق، عندما كانت البلاد تكابد مرحلة الموت بسبب آلاف العبوات الناسفة الارتجالية، كان يطلق عليه اسم "الملك داود" في الموصل - مدينة طهرها وسيطر عليها قبل أن تسقط مرة أخرى في أيدي المتمردين. ثم عُيِّن في منصب المسؤول الرئيس عن زيادة عدد القوات في العراق في عام 2007 في عهد جورج دبليو بوش، وبعد فترة قضاها رئيسا للقيادة المركزية في البنتاجون، ولّاه باراك أوباما مسؤولية القوات التي كان مسؤولا عن زيادة عددها في أفغانستان. كانت مكافأته هي أن يتولى منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية في عام 2011. واعتقد كثيرون أن وكالة المخابرات المركزية كانت تشكل نقطة انطلاق لطموحات بترايوس الرئاسية. أمريكا تحب الجنرال الناجح وكانت شعبيته تصل إلى عنان السماء. هل يمكن لأي شيء أن يقف في طريقه؟
حكاية بولا
كان الجواب نعم - ديفيد بترايوس نفسه. بعد فترة وجيزة من إعادة انتخاب أوباما في عام 2012، استقال بترايوس فجأة من وكالة الاستخبارات المركزية عندما تبين أنه كان قد تشارك مع كاتبة سيرته، بولا برودويل، في ثمانية دفاتر ملاحظات تشتمل على معلومات سرية. وكان بينهما أيضا علاقة غرامية. نادرا ما كان فقدان السمعة والمكانة بهذه الدرجة من القسوة. وما زاد من تعقيد الأمور أن سيرة برودويل التي غالت في مدح بترايوس كانت بعنوان "كل شيء هنا: تعليم الجنرال ديفيد بترايوس". كان ذلك هدية إلى برامج الكوميديا التي تعرض في وقت متأخر من الليل. بعد تحقيق طويل، بترايوس، الذي اعترف بأنه مذنب لأنه أخرج معلومات سرية بدون تصريح، تم تغريمه 100 ألف دولار. يعتقد بعضهم أنه محظوظ لأنه نجا من الذهاب إلى السجن. وفي كلتا الحالتين، كان سقوطه مطلقا (لا يزال متزوجا من زوجته هولي). بعد ما يقارب عاما من انقشاع الغبار، أرسلت رسالة بالبريد الإلكتروني إلى بترايوس أدعوه إلى لقاء على وجبة غداء مع "فاينانشيال تايمز". جاء رده بالقبول خلال دقائق.
لم أعد القائد
المطعم على بعد مسافة قصيرة سيرا على الأقدام من مكتب بترايوس في مانهاتن. على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان يشغل منصب مستشار أول في مجموعة الأسهم الخاصة، كولبرج كرافيس روبرتس KKR، البرابرة الأصليين الذين كانوا عند البوابة. الباب الدوار بين كبار شخصيات البنتاجون وقطاع الدفاع موجود منذ فترة طويلة، لكن بترايوس غيّر هذه السابقة بأن انتقل للعمل في وول ستريت. بعد أن كان الحاكم العسكري البارز في عصره، كانت بطاقات معارفه على مستوى العالم جاهزة تماما للاستفادة منها. أسأله عن أكثر شيء يفتقده في الحياة العامة. "أكبر فرق بين ما كنت أقوم به في ذلك الحين وما أقوم به الآن هو أنني لست القائد - القيادة المركزية الأمريكية كانت تتألف من نحو من ربع مليون جندي أمريكي، وكان في العراق وحدها 165 ألف جندي أمريكي (...) هذا الرقم سري في وكالة المخابرات المركزية. أحيانا كان لدي أربعة أو خمسة أشخاص مختصين في كتابة الخطابات في وقت واحد".
فجأة يصل النادل ويقدم طبقا كبيرا من الكرفس والجزر والقرنبيط. يقول الجنرال مازحا "شكرا لك، هذا هو بالضبط ما أريد - كيف عرفت؟". بحثت عن طبق المايونيز أو صلصة الكوكتيل لسكبها على الخضار. لكن بترايوس قال: "لا، ليس هناك ما تغمسه معها. أنت تتناول الغداء مع رجل يهتم بالصحة". في الوقت الذي أحاول فيه مواكبة طريقته النشطة في المضغ بصوت مسموع، أتذكر أنني قرأت في مكان ما أن بترايوس يحب الاسترخاء خلال مناقشة ظهور "داعش" مع تناول كوب من البينو نوار. لكنه اليوم يرفض تناول البينو نوار، قائلا إن "الوقت لا يزال مبكرا على تناوله بالنسبة لي". يطلب طبق التونة مع الكريمة الحامضة كطبق مقبلات. وأنا أختار حساء الهليون.
مع وجود المقبلات أمامنا، أحكم أن هذه لحظة جيدة لطرح الموضوع الأكثر توترا بالنسبة لبترايوس. قبل تناول الوجبة، بعث عدة رسائل عبر البريد الإلكتروني يسرد فيها مجموعة مذهلة من أنشطته، ما يعني ضمنا أنه سيكون أكثر سعادة لو أننا ابتعدنا عن المواضيع الحساسة، على الرغم من أنه يقبل إصراري أن لا شيء خارج الحدود المسموحة. وعليه فقد سألته عما تعلمه من فقدانه لسمعته ومكانته.
يجيب دون توقف، وغالبا باستخدام ضمير الغائب. يقول: "أقوم ببعض البحث عن الذات والتأمل، واستخلاص الدروس المناسبة ومواصلة الطريق". ويضيف: "الأمر ليس وكأنني لم أكن قد شهدت فترات عصيبة في الماضي. أن تكون في قتال لا يعني أنك في لحظات احتفالية لا تنتهي. لكن الأمر يختلف عندما يوقِع الشخص الأذى على نفسه. أحدهم أرسل لي رسالة تقول: لا تقل لي مدى علو قفزة الرجل، قل لي مدى علو قفزة الرجل بعد أن يسقط أرضا. من الواضح أن المرونة لها أهمية. لم تكن الشدائد غريبة علي، لكن الأمر يختلف عندما يكون شخصيا. ليس بالأمر الذي أنصح به".
ما بعد السقوط
جملته الأخيرة ألقاها على نحو يوحي بأنه لا مجال للبحث في الموضوع، لكنني قررت أن الأمر يستحق محاولة أخرى. هل جعله الإذلال أقوى؟ لم يرمش له جفن، على الرغم من أنه يواصل تجنب استخدام صيغة المتكلم. "إنها واحدة من تلك الصفقات". ويتابع: "يمكنك إضافة حجر أو حجرين لحقيبتك. وأن تركع لفترة من الوقت ثم تستجمع قوتك وتواصل المسير. عند نقطة معينة عليك أن تتخلى عن مرايا الرؤية الخلفية للحافلة والتركيز على ما هو في الأمام وهذا ما سعَينا إليه".
#2#
أسأله: ألا تنظر إلى الوراء أبدا؟ يقول: "في الواقع وضعت الخطوط العريضة لكتاب خلال أيام – ما الاسم الذي أطلقه تشرشل عليها؟ أيام الشعور بالاكتئاب؟ أعني، من الواضح أن الانتقال المفاجئ جدا من كونك كما يقول الناس فردا مضادا للرصاص إلى فرد يطلق الرصاص على نفسه، ثم البحث عن أشياء للقيام بها، وضعت الخطوط العريضة لكتاب عن القيادة". العنوان الذي كان مقررا للكتاب هو: "بلا هوادة: دروس القيادة المستفادة - بعضها بالطريقة الصعبة". سألته: ألم يكن ذلك يعني أن الكتاب هو نوع من الاعتراف؟ يقول: "حاول الناس استمالتي للحصول على الاعتراف، لكني لستُ في عيادة طبيب نفسي. أنا فقط أقول: "انظروا، لقد طويت صفحة، حياتي الماضية انتهت. أنا أركز الآن على المستقبل". قررت أنه سيكون من الحكمة أن أركز على اتجاه آخر.
غزو العراق
نحن الآن نتطلع لتناول أطباقنا الرئيسة - بترايوس لديه طبق من سمك السلمون المسلوق. أما أنا أتناول برانزينو المشوية. هل كان غزو العراق عام 2003 خطأ؟ يقول "هذا سؤال لن أتطرق له أبدا"، متذكرا كيف أنه كقائد لزيادة عدد القوات ومن ثم كرئيس القيادة المركزية "كتب رسائل تعزية لأمهات وآباء في أمريكا أكثر من أي شخص آخر". لكن ما الدروس التي يجب على الولايات المتحدة أن تستخلصها من العراق؟ أليس تمرد "داعش" اليوم وليد أخطاء ما بعد الغزو؟ يوافق بترايوس على الكثير من النقد، حول الأخطاء التي ارتكبت أوائل الاحتلال الأمريكي. قال: "ليس هناك شك في أن قرارين تم اتخاذهما في وقت مبكر استحدثا المشاكل الهائلة التي لا تزال حتى يومنا هذا". كان الأول اجتثاث حزب البعث، الذي اجتث الموالين السابقين لصدام حسين من الوظائف الحكومية. والثاني تسريح الجيش العراقي الذي ألقى الكثير من الرجال الغاضبين - وغالبا المسلحين - في الشوارع. "كان لدينا سؤال موجود على جدار مركز عملياتنا في الموصل" يقول "هل ستأخذ السياسة أكثر الأشرار بعيدا عن الشارع بدلا من وضعهم في الشارع؟ إذا كان الجواب بالنفي، عندها يجب عليك أن تذهب للجلوس تحت شجرة حتى تذهب هذه الفكرة بعيدا. لا يمكنك أن تجعل الناس عاطلين عن العمل دون أن تخبرهم كيف سيتمكنون من تأمين الطعام على موائدهم. وقعت أضرار هائلة لا تزال تطارد العراق حتى يومنا هذا".
بترايوس يسلم بأن على الولايات المتحدة أن تستخلص درسا في التواضع من هذا الفصل. لكن علاجه لأزمات اليوم هو المزيد من التدخل الأمريكي، على أن يتم تنفيذه على نحو أفضل. يقول: "سيتم استغلال المساحات غير المحكومة في العالم الإسلامي من قبل أناس يتمنون لنا السوء، لن يتم احتواؤهم. سورية تعتبر تشيرنوبل سياسية حقيقية - سونامي اللاجئين يسهم في النشاط المتطرف حتى في وطننا. قيادة الولايات المتحدة أمر حتمي. ليس هناك بديل".
المرشح الجمهوري
أسأل بترايوس، أليست أكبر التحديات التي تواجه الولايات المتحدة موجودة هنا في الداخل؟ كنا نتحدث قبل أيام فقط عن أن دونالد ترامب أصبح تقريبا بشكل حتمي المرشح الجمهوري للرئاسة. وتظهر استطلاعات الرأي حصة ضخمة من الرجال والنساء الذين يدعمون ترامب. بترايوس يتجاوز عن فرصة انتقاد ترامب، ويجيب "هناك علامات تظهر أن ترامب بدأ بالفعل بتعديل مواقفه". ويضيف: "ما وضع ترامب وبيرني ساندرز أيديهما عليه هو شيء حقيقي - يتجاوز تماما الجنود والبحارة ومشاة البحرية. إنه أمر يتعلق بفقدان الأمريكيين الثقة بأن أبناءهم وبناتهم سيكونون في وضع أفضل مما هم عليه".
أطباقنا الرئيسة نفدت. بترايوس يطلب طبقا من التوت المختلط بالكريم. ويطلب أيضا القهوة. أنا تجنبت الحلوى وفضلتُ تناول فنجان من الاسبرسو المزدوج. النادل قدم لكل منا كوبا من الليمون المعطر على حساب المطعم. يقول بترايوس "شكرا". ويأخذ رشفة كبيرة ثم يقول للنادل "جيد جدا". وبعد أن استهلك نحو ثلثه يضيف: "جيد جدا. خذه معك".
في الأسابيع الأخيرة، نظرا للاضطراب في الحزب الجمهوري، بعض المطلعين على الأمر توهموا فكرة وجود شخصية "الفارس الأبيض" القادم في الأيام المقبلة لإنقاذ المؤسسة. وكان اسم بترايوس قد ظهر عدة مرات. كيف كان رد فعله على ذلك؟
يرد بترايوس: "الأفراد الذين أطلقوا تلك البالونات التجريبية يجب أن يخضعوا للاختبار للتأكد من أنهم لم يكونوا تحت تأثير المخدرات". ويضيف: "أنا واجهت في الواقع أحد كبار المسؤولين من البيت الأبيض، عندما كنت في القيادة المركزية، وقلت: أنا لن أكون في أي وقت مرشحا لمنصب يتم الحصول عليه بالانتخاب. هذا أمر لا نقاش فيه". ويواصل قوله "أنا أعلم أن الشفرة الوراثية لديك لا تقبل أن يكون هناك من لا يرغب في الترشح للمنصب (...) أعلى منصب في البلاد، لكن أرجو أن تفهم أنني لا أريد ذلك". ويتابع: "لقد تغير الزمن. لا يمكن أن يكون الشخص جنرالا متقاعدا يدرِّس في جامعة كولومبيا وفجأة يصبح أيزنهاور الذي يترشح للرئاسة. ماذا كانت تلك الأغنية من موسيقى الكانتري؟ أي جزء من لا ليس مفهوما لديك؟".
لكن من الواضح أن بترايوس يتحين الفرصة للعودة إلى الحياة العامة. في الواقع، إذا حكمنا من خلال قائمته من شهادات مجلس الشيوخ التي أعطاها أخيرا، الجنرال يُعِد نفسه بقوة لذلك. قبل بضعة أيام من اجتماعنا كتب افتتاحية في صحيفة "واشنطن بوست" وضع فيها ملامح خطة يمكن للولايات المتحدة من خلالها هزيمة "داعش"، واليوم أحضر معه بشكل مفيد حزمة طويلة من الأوراق التي كتبت حول مواضيع اليوم الكبرى. من غير المحتمل أنه يبحث عن مؤسسة فكرية لتأمين وظيفة ذات مكانة مهمة لكنها لا تنطوي على عمل حقيقي. ويواصل بترايوس: "أنا غير حزبي نهائيا. عملت لدى رؤساء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مناصب عليا جدا. دعنا نرى ما الذي سيأتي".
رئاسة أوباما
سألته كيف تقيم رئاسة أوباما. يجيب "سأترك ذلك للمؤرخين". ماذا كان رأيه في مقابلة أوباما مع مجلة "أتلانتيك منثلي" في الآونة الأخيرة التي انتقد فيه حلفاء الولايات المتحدة ووصفهم بأنهم راكبون بالمجان؟ يجيب: "هناك عدد من الردود على تلك المقابلة التي أعتقد أنها أثارت بصورة مشروعة الكثير من الدهشة في أنحاء العالم. التعليقات على الحلفاء، قبل وقت قصير من زيارة عدد منهم، يبدو أنه فقط تعكس درجة الإحباط في السنة الأخيرة. وأنا أعلم أن الناس في البيت الأبيض ينظرون إلى الوراء (...) هناك نوع ما من الإحساس بالصدمة".
من الواضح أن بترايوس كان يتمتع بما يسميه شكل "سريع لإطلاق النار"، حيث كان ينتظر السؤال التالي. نحن نتحدث منذ نحو ساعتين. سألته هل يجب محاكمة إدوارد سنودن؟ فيجيب "بالتأكيد. إذا كان سنودن يريد مساعدة هذا النقاش، كان يمكن أن يكون بسهولة جدا من المبلغين عن المخالفات الذين يمكن أن يتوجهوا إلى المنظمة المناسبة ويقدم وجهات نظره. لكنه لم يفعل". أسأله بصورة مفاجئة: هل يجد بأسا في أن يكون أحد الجنود المخنثين مؤهلا ليصبح رئيسا لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية؟ ينظر بترايوس بصورة تدل على أنه أُخِذ بالسؤال، فيجيب: "هذا سؤال افتراضي لا يستحق حتى الرد عليه". وبعد وقفة: "ولكن هناك معايير لاتخاذ الإجراءات - لا يمكنك أن تتحدث مع أي شخص آخر في الجيش لأنك تشعر نحوه بانجذاب جنسي. أي جندي زميل. لا يهم إذا كنت رجلا، أو فتاة، أو أيا كانت فئتك، إذا تم وضع المعايير، عندها الشخص الذي يستوفي هذه المعايير ينبغي أن يكون قادرا على فعل أي شيء". أشعر بالحرج نوعا ما. يقول بصوت خافت تدريجيا "انظر في المخطط الكبير للتحديات الفكرية". يقول بترايوس وهو ينهض عن الطاولة: "كان هذا لقاء ممتعا". في الوقت الذي كنا نغادر فيه، يندفع أحد الأشخاص في المطعم إلى الأمام لمصافحته ويقول "سمبر فاي" (المخلص دائما) - شعار سلاح مشاة البحرية الأمريكية. ومع أن بترايوس لم يكن من البحرية، إلا أنه يبتسم. ويقول: "شكرا لك". ويضيف: "شكرا لك على هذه المجاملة اللطيفة". ويغادر، مثلما كان وصوله، لا يزال يتصرف إلى حد كبير بشخصية الجنرال، بينما المتفرجون يردون التحية عند كل زاوية. أقول في نفسي، صحيح أنه بدون الزي الرسمي، لكن لم يتغير الكثير. من الواضح أن الجنرال يأمل أن يقود قوة كبيرة مرة أخرى - هذه المرة لإحياء حياته المهنية الخاصة - وبحيث تكون واشنطن هي مسرح عمله.