المدينة على الشاشة

شاهدت خلال حديث الأمير محمد بن سلمان في قناة العربية عن خطة التحول الوطني 2030 مقطعا دعائيا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. يدل تواجد المدينة في حضرة أكبر نسبة مشاهدة في تاريخ القناة ـــ وهذا توقع شخصي بسبب الكم الكبير من الاهتمام الذي حظي به اللقاء من قبل كل من شاهدتهم اليوم ـــ يدل هذا التواجد على أن المدينة في قلب الحدث. أمر بدأ يلاحظه الجميع وهم يشاهدونها في كل المحافل.
شاهدنا رئيس المدينة يوقع كما كبيرا من اتفاقيات التعاون، بل لا تكاد تمر مناسبة إلا وللمدينة فيها دور عقدي أو تعاوني في مجالات البحث والتطوير. بل إن المدينة اليوم تنشئ الشركات العملاقة وتديرها وتبشر بخير كثير يعم البلاد. إن الدور الذي تقوم به المدينة في مجالاتها، لهو من أهم الأدوار التنموية، فالبحث والتطوير اللذان تعمل المدينة على تبنيهما هما أساس البقاء للاستمرار في تطوير البيئة التقنية والعلمية التي تحتضن الجديد وتساعد على التفوق في عالم متسارع لا بد من مضاهاته.
المدينة اليوم هي قلب عمليات البحث والتطوير النادرة وفي مجالات مهمة تبعث على التفاؤل بمستقبل واعد. يتضاعف الإنفاق العالمي على مجالات البحث العلمي والتطوير باستمرار، السبب الأهم في هذه المعادلة هو محاولات البقاء في ظل التنافس العالمي الذي نشاهد فيه دولا كانت في ذيل القائمة التقنية تنتقل للأمام وبسرعة, بسبب العناية بالبحث العلمي والإبداع في مجالات التقنية.
أزعم أن على المدينة أن تقوم بدور أكثر حيوية في تشجيع الجهات البحثية في البلاد، يمكن أن يكون هذا من خلال تبني تلك الجهات ولو من ناحية تنظيمية ومؤسسية تجعل الجميع يعملون باتجاه تحقيق أهداف غير متعارضة أو متقاطعة، والمدينة هي الراعي للخطة الوطنية للبحث العلمي ما يجعل مسؤوليتها أكبر وأكثر جسامة في صناعة مستقبل البحث، وما يتبعه من إنجازات صناعية تحتاج إليها البلاد.
إن ربط عمليات البحث العلمي بالمجال الصناعي، وهو أمر بدأت المدينة في تنفيذه، يستدعي المزيد من التشجيع والدعم والاهتمام والمزيد من التمويل من قبل الدولة، والقطاع الخاص. يضاف إلى ذلك إعادة تنظيم العلاقة بين كل الجهات البحثية للعمل بشكل متوائم ومتكامل للوصول إلى نهايات متكاملة تخدم المملكة وخطة التحول الوطني الكبرى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي