هل حسابك في شبكات التواصل الاجتماعي محميّ من الاختراق؟
هل حسابك في شبكات التواصل الاجتماعي محميّ من الاختراق؟
لا يمكن لأي مستخدم إنترنت يقضي معظم وقته في استخدام هاتفه للدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي كـ "فيسبوك" و"تويتر" و"سناب" وغيرها، دون أن يتساءل في الوقت ذاته عما إن كانت حساباته في هذه الشبكات محمية أم لا؟
ويواجه 78 في المائة من مستخدمي الإنترنت الذين يملكون حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي نقصا في إمكانية تأمين بياناتهم الشخصية بسبب جهلهم بها.
حيث أشارت نتائج اختبار أجرته شركة كاسبرسكي لاب إلى أن ما يقارب 30 في المائة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يتبادلون مشاركاتهم وبيانات تسجيل الدخول إلى حساباتهم ومعلومات شخصية أخرى مع كل شخص متصل بالإنترنت، وليس فقط أصدقاؤهم.
وأكدت نتائج الاختبار أن من شأن ذلك أن يترك الباب مفتوحا على مصراعيه لمجرمي الإنترنت لشن الهجمات، وذلك نتيجة لغياب الوعي لدى المستخدمين حول احتمال تسرب معلوماتهم الخاصة الموجودة على هذه الشبكات إلى العموم.
ويشير مختصون إلى أن انتهاكات الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي تتم بسبب جهل المستخدمين بأنظمة تأمين الحسابات في هذه الشبكات، مثل خيارات خصوصية المعلومات الشخصية والصور أو المشاركات والتغريدات، أو صعوبة الوصول إلى هذه الإعدادات وفهمها.
#2#
إضافة إلى الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو اللامبالاة وتجاهل التحذيرات وعدم أخذ التدابير الاحتياطية التي تسعى إلى المحافظة على خصوصية البيانات في شبكات التواصل الاجتماعي، كون أن تجاهل المستخدمين للتحذيرات التي تعرضها هذه الشبكات والتي تكون بدافع الرغبة في التجربة، ومخاطرتهم بأمنهم وأمن معلوماتهم الشخصية، ويكون ذلك مقابل خدمة إضافية أو الاطلاع على محتوى يرغبون في الوصول إليه، التي تكون نتيجته في العادة الكشف عن بياناتهم مثل التطبيقات المنتشرة لحفظ مقاطع "سناب شات" بصورة غير أخلاقية، أو مواقع التغريد التلقائي التي تستخدم في شبكة تويتر، وهو ما يؤدي إلى التقليل من أهمية التنبيهات التي تظهرها صفحات هذه المواقع، وعدم التعويل كثيرا على دور المستخدمين في حماية خصوصياتهم، بسبب تجاهلهم للنصائح وعجزهم عن التمييز بين الصفحات الموثوق بها، والصفحات الأخرى التي تسعى إلى الاحتيال وسرقة بياناتهم.
وبحسب اختبار "كاسبرسكي لاب"، فإن هناك تسعة من بين كل عشرة مستطلعين أشاروا إلى تمكن أي شخص خارج نطاق أصدقائهم من رؤية صفحاتهم ومشاركاتهم، وهو ما يجعل من السهل وقوع المعلومات الشخصية الخاصة بهم في الأيدي الخطأ، أو حتى استخدامها من قبل المجرمين المختصين بالسطو على معلومات الهوية والاحتيال المالي.
وتوصل الاختبار إلى أن المستخدمين يعرضون أنفسهم للخطر عند إضافة الأصدقاء، وما يدعو للاستغراب أن 12 في المائة من المستطلعين أقروا بأنهم يقومون بإضافة أي شخص إلى قائمة أصدقائهم، بغض النظر عما إذا كانوا يعرفونهم أم لا.
وأقر ثلث المستخدمين تقريبا وهم ما يعادلون 31 في المائة أيضا بقبول طلبات التواصل الاجتماعي مع أشخاص لا يعرفونهم، وذلك في حال كان لديهم أصدقاء مشتركون فيما بينهم، مع أن هذا من الممكن أن يعرضهم للاتصال بمزيد من الأشخاص غير المعروفين، بما في ذلك مجرمو الإنترنت.
ومن ناحية الثقة بالأصدقاء، أظهر 26 في المائة من المستطلعين عدم ترددهم في الضغط على روابط مرسلة من قبل أي صديق لهم من دون السؤال عن هويته، أو الأخذ في الاعتبار إمكانية اختراق حساب المرسل.
إضافة إلى ذلك فإن استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية للدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يشكل خطرا على معلومات المستخدمين، وذلك لأنها تملك تقنيات اتصال متطورة يمكن لها إنتاج معلومات مختلفة لا يمكن لأجهزة الكمبيوتر إنتاجها مثل بيانات الموقع الجغرافي التي يمكن أن يستفيد منها المخترقون في تحديد مكان وجود المستخدم الحالي.
إضافة إلى خطر سرقة الحسابات الناتج عن كسر حماية الأجهزة عبر Root وJailbreak، واستخدام التطبيقات غير الرسمية للدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي عبر هذه الأجهزة، الذي من شأنه نقل البيانات كافة إلى مطور التطبيق غير الرسمي.
وأكدت النتائج أن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يلعبون لعبة خطرة من جراء عدم توخي الحرص في استخدام الفضاء الإلكتروني وإتاحة الفرصة للغرباء بالوصول إلى بياناتهم الشخصية والمعلومات الخاصة بهم بكل سهولة، ونظرا لاحتواء الملفات الشخصية الخاصة بمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستجرام" و"سناب شات" على مجموعة كبيرة من معلومات الخصوصية مثل تواريخ الميلاد وعناوين السكن وخطط العطلات وغيرها، فلن يستغرق المجرمون وقتا طويلا في إيجاد المعلومات القيمة واستغلالها، أو سرقة بيانات الهوية الخاصة بالمستخدمين لتحقيق أهداف إجرامية خاصة بهم، وقد يكون هذا أسهل بكثير لهم في حال قيام المستخدم بالاستجابة لطلب الصداقة معه.
وكانت أبزر التوصيات لضمان عدم تعرض المستخدمين للمخاطر من جراء عرض المعلومات الشخصية على قنوات التواصل الاجتماعي هي بتوخي المستخدمين الحذر حول من يصادقون ومدى ثقتهم بهم، لأنهم قد لا يبدون في الواقع على ما هم عليه الآن، وفي حال الارتياب من أي شخص آخر، يجب عدم قبول طلب الصداقة أو الضغط على الرابط الذي لم يتوقع المستخدم تسلمه، ومن الضروري أيضا إيلاء أهمية قصوى لإعدادات الخصوصية ضمن حسابات شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك حتى يتسنى للمستخدمين الاطمئنان إلى تبادل معلوماتهم وحالتهم وتحديثاتهم مع أصدقائهم الحقيقيين والموثوق بهم فقط.
أما من حيث اليقظة والحذر، فقد شددت النتائج على ضرورة تثبيت البرامج الأمنية التي تجعل من الممكن حماية بيئة المستخدم الرقمية ضد التهديدات الناشئة عن الإنترنت وكذلك حماية خصوصيته وبيانات الهوية الخاصة به.