«مركز الملك عبد الله» رافد لمسيرة التنمية.. وحلول تدعم مشاريع الطاقة
أكد المهندس سامر الأشقر رئيس مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية أن نتائج البحوث التي يجريها المركز لن تبقى نظرية، بل سيعمل على تفعيلها وتطبيقها على أرض الواقع، من خلال الشركات العديدة التي عقدها المركز.
جاء ذلك في حديث مع الأشقر حول المركز قال فيه: إن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية هو مؤسسة بحثية عالمية غير ربحية تهتم بأبحاث الطاقة والبيئة وسياساتها واسترتيجياتها وتقنياتها. ويهدف المركز لأن يكون صرحا لأبحاث اقتصاديات الطاقة والأفكار المتعلقة بها وتأثيراتها البيئية لإنتاج بحوث متميزة يمكن تطبيقها والاستفادة منها في مجالات تخدم الوطن والعالم.
وتتركز مهمة المركز حول إيجاد قيم مضافة تسهم في منفعة المجتمع والإنسانية من خلال القيام ببحوث مستقلة وشفافة بمعايير عالمية تعزز فهم الفرص الحالية والمستقبلية لإنتاج واستخدام الطاقة واقتصادياتها والتحديات التي تواجه العالم في هذا المضمار متخذا المنفعة الاجتماعية أساسا في جميع جوانب أنشطته البحثية.
وقد حقق مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية تطورا نوعيا ليصبح مركزا عالميا متكاملا في بحوث اقتصاديات الطاقة بحقيبة ضخمة من المشاريع البحثية تدعمه نظم متكاملة وكوادر من الباحثين المتميزين من 15 دولة ذوي كفاءات عالية، كما يحظى المركز بدعم إداري من مجلس أمناء يتمثل بقيادات إدارية ذات خبرات عريقة في مجال اقتصاديات الطاقة، كما يحظى بتوجيهات استراتيجية من أجل مواءمة برامج أبحاث المركز مع الاستراتيجيات التي يتبناها من مجلس استشاري عالمي يضم نخبة من المختصين المحليين والعالميين.
- وما طبيعة الأبحاث التي بدأ المركز بإجرائها فعلا ومجالاته، فقال: بدأ مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، جملة من المشاريع البحثية شملت إعادة التعريف بمفاهيم قديمة مثل كثافة الطاقة والإنتاجية وكذلك طرح مفاهيم جديدة مثل الطاقة المتمثلة بالتبادل التجاري والخدمات. ويتم مناقشة هذه المفاهيم من المنظور المحلي والعالمي مع تضمينات مهمة حول تطور الحوار العالمي بشأن مواضيع من بينها التجارة العالمية وانبعاثات الكربون. كما قام المركز بإنشاء وتطوير تصميم أنموذجي للطاقة متعدد القطاعات، وإضافة قطاعات جديدة تعمل كمدخلات إضافية للأنموذج مثل التنقيب والإنتاج والتكرير والمواد الكيميائية والطاقة والماء. وقد تم الانتهاء من التصميم الأولي في غضون سبعة أشهر فقط من العمل البحثي، باستخدام تقنيات جديدة وغير مألوفة.
كما يتولى مشروع بحثي آخر عملية تصميم أنموذج رياضي لقياس مدى فعالية الانتقال لمصادر أخرى للطاقة، (التحول لاستخدام الطاقة الشمسية محليا) وإمكانية تحقيق هذه النقلة بشكل سريع وبتكلفة اقتصادية تدعم القطاع المحلي، وبالتالي زيادة المنفعة الاجتماعية والحد من العبء الاقتصادي. كما أن هناك مشاريع بحثية أخرى تبحث في استرتيجيات وسياسات الطاقة في دول أخرى مثل مشروع تطوير أنموذج الطاقة بالصين ويهدف هذا المشروع البحثي إلى تمكين المستفيد من الأنموذج من تجربة عدد من الخيارات ومن ثم اقتراح سياسات تتعلق باسترتيجيات الطاقة. ويعد مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية استثمارا مهما لدعم برامج الأبحاث بالمملكة ورافدا لمسيرة التنمية حيث يهدف المركز على توفير المعرفة لتعزيز فهم الاستخدام الفعال لمصادر الطاقة وطرح حلول وخيارات لدعم قرارات ومشاريع الطاقة واقتصادياتها وذلك لتحقيق الرخاء للمملكة والعالم. وللحفاظ على موثوقية أبحاثه محليا ودوليا، يطبق المركز منهجا بحثيا موضوعيا ومستقلا يستند إلى حقائق ومعلومات موثقة. ويهدف المركز إلى توفير الشفافية بشأن منهجية إجراء الأبحاث ونشر نتائجها وكذلك إتاحة البيانات المستخدمة في المشاريع البحثية.
- كيف يتم استقطاب الكفاءات البحثية العالمية وتوظيفها في المركز بجانب الكفاءات السعودية البحثية والإدارية؟
بدأ المركز في عام ٢٠١٢ بنحو عشرة موظفين فقط، وفي نهاية عام بلغ عدد العاملين ١٠٧ موظفين، منهم ٦٠ باحثا في مجالات وتخصصات متعددة يمثلون ١٧ جنسية، يمثل السعوديون منهم ٤٥ في المائة، كما يبلغ العنصر النسائي ٢٩ في المائة من العاملين. ويضم المركز أكبر عدد من الباحثين في مجال الطاقة يعملون في مكان واحد. ونطمح أن يصل العدد إلى ١٤٠ موظفا بينهم ٨٠ باحثا بنهاية ٢٠١٦، وقد حرص المركز على استقطاب باحثين ذوي خلفيات في الاقتصاد والهندسة والعوم وإدارة الأعمال، والمال والعلاقات الدولية، وعلوم الكمبيوتر وعلم الاجتماع، وسيكون هؤلاء المهنيين في المقدمة لدراسة وتقييم وفهم أهم قضايا اقتصاديات الطاقة وتقنياتها وسياساتها والتغيرات في استرتيجيات إمداد واستهلاك الطاقة حول العالم. وسيعكف المختصون في المركز على مواكبة الابتكارات العلمية في هذا المجال والاستفادة من مخرجاتها في برامج بحثية تدعم مسيرة التنمية الوطنية.
- وما برامج الأبحاث في المركز ومجالات البحث؟
ترتكز المشاريع البحثية بالمركز على ستة مجالات أساسية للأبحاث وهي:
• إدارة موارد الطاقة
• موارد الطاقة واقتصاديتها
• تأثيرات السياسات الاقتصادية في مجال الطاقة
• إنتاجية الطاقة
• تحولات الطاقة
• استهلاكيات الطاقة
أما مجالات البحث فهي تحصيص موارد الطاقة في الاقتصاد، وتدفق الطاقة وآثار السوق، والآثار الجانبية من خيارات استراتيجيات الطاقة، وإنتاجية الطاقة، ووسائل النقل سواء من ناحية أنواعها ووقودها وتقنياتها، وأخيرا تحول مصادر الطاقة. ونهدف في المركز إلى تفعيل نتائج هذه الأبحاث وتطبيقها وعدم الاكتفاء بنشرها، ولتحقيق ذلك، عقد المركز شراكات تعاون بحثية استراتيجية مع قطاعات داخل وخارج المملكة تمثل ذلك بعدد من الوزارات والجهات الحكومية التي يمكنها الاستفادة من مخرجات هذه الأبحاث في قطاعات متعددة مثل الكهرباء والماء والبيئة والاقتصاد.
- ما خصوصيات ورش العمل في المركز؟
ورش العمل بالمركز تجري بنظام مبتكر ومبسط، حيث يستضيف المركز مختصين وأكاديميين ومسؤولي قطاعات عامة، خاصة من المملكة والخليج والعالم للتباحث في موضوع المشروع البحثي. وقد أثبتت هذه الورش فعاليتها الكبيرة، حيث أصبحت ملتقى لتبادل الخبرات ونقل المعرفة. كما أن ورش العمل دعمت بشكل مباشر التواصل بين المشاركين بها نتج عنها استفادة كبيرة على مستوى القطاعات المحلية والإقليمية والعالمية. ولأن كل مشروع بحثي يتضمن سلسة من ورش العمل تمتد إلى نهاية المشروع فقد أبدى عديد من القطاعات الرغبة في المشاركة في المشاريع البحثية لتحقيق الفائدة من التنوع المعرفي فيها. كما نتج عن هذه الورش شراكات بحثية بين المشاركين فيها.