«مها .. ماذا علمك المرض؟»
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 576
***
- حافز السبت:
علينا ألا نقلق من الظروف الصعبة فمنها يخرج الشجعان الذين يصلحون ما مال ويشيدون للمستقبل جسور الآمال.. بالأعمال.
***
الرأي:
هناك شيء مهم أود أن أفهمه. دوما في الإدارات الرسمية حيث النظام البيروقراطي وهو في أصله ومعناه ومقصده الآلية التي تدار بها التنظيمات الكبيرة يكون اللوم موجها للأفراد إما بتكاسلهم هم وتقاعسهم وإما انغماسهم الكامل بالروتين والنص فيصابون بالانفصال من الحس الإنساني التبادلي ومهما عمل المسؤولون في قمة الهرم من إصلاحات استراتيجية أو إجرائية يكون مصيرها كمصير الماء الذي يتلاشى في تراب الصحراء وهذا يصير لا شك. ولكن الذي يجعلني أسعى للفهم هو لما يكون الأفراد بديناميكية فكرية وعملية تطويرية ثم يصدمهم الجدار السميك الذي يمنع أن تجري ديناميكيتهم وأفكارهم بكامل عروق المنظمة اجتمعت أخيرا مع عاملي مستشفيات بدرجات إدارية متفاوتة ورأيت واستمعت لأفكار علمية عملية ويطبقونها في حيزهم الضيق وهي كفيلة برفع "حالة الأداء الاستشفائي" ثم تجد بهم هذه النبرة المستسلمة لواقع انقطاع الحيلة والحزن لأن آراءهم وأعمالهم لا تصل كما يتمنون أو تصل ثم لا شيء حلم كل قيادي أن تبدأ الحماسة من تحت.. لا من فوق.
***
شخصية الأسبوع:
هي فتاة عادية ربما ميزتها عن غيرها مداها التفاؤلي الذي لا يعرف العقبات ومرحها الذي يجعلها تنثر ألماسات الإيجابية والسعادة بين أهلها وصديقاتها وزميلاتها "مها النعيمي" أمدها الله بحماسة وذكاء واضحين وفهم للحياة وما بعد هذه الحياة يرتكز على طبيعتها السهلة المرحة والذكية. أكرمها الله بمرض الرحمة وهنا مع المرح بمواجهة المرض انفتحت أمامها بوابة على بعد ضوئي للفهم الأقوى للحياة جعلتها تفهم النفسية الإنسانية وكأن النفوس تنفتح أمامها كما تتقلب الصفحات. هذا الإيمان والعزم ساعدها بأمر الله أن تشفى تماما من مرضها الآن مها تقدم تجربتها للمريضات وتنجح في بث العزم بهن وتدعى للقاءات بمدارس البنات. ويجب أن أرفع التحية للدكتور أحمد الصغير الذي أشرف على علاج مها بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام وصار أيقونة إعجابها أينما تحل وأينما ترحل.
***
والمهم
مهما قال من يدير أي منشأة كبرى عن أي شيء في دنيا الإدارة ومهما عمل ومهما خطط ومهما صرف ومهما احتفل وصور القياس الحقيقي هو في مصب الخدمة أي رضا أولئك الناس الذي أقيمت المنظمة من أجل خدمتهم.
في أمان الله.