السعودية في عيدها الوطني يزينها الإحرام كما زينها البيرق الأخضر
لأول مرة منذ نحو 30 عاما تحل الذكرى السنوية لليوم الوطني السعودي خلال موسم الحج، غير أنها هذه المرة تحل في ذروة الموسم الديني الذي يجمع ملايين المسلمين على صعيد واحد في زمن واحد بهذا العدد الكبير وفي غمرة المشاعر الدينية التي يختزنها يوم عرفة لتمتزج دعوات المسلمين بدعاء الوطن أن يبقى دوما في ارتقاء.
قبل تسعة عقود كتب أمين الريحاني عن الحج آنذاك الذي تحول من عملية مكبلة بالمخاطر في أزمان صراع القوى والقبائل المختلفة حول منطقة الحجاز، إلى عملية آمنة مكللة بالتوفيق بفضل الله أولا، ثم تضافر الجهود التي تكللت بتوحيد المملكة على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
أشار الريحاني ووافقه شكيب أرسلان في هذه الإشارة إلى الحج الذي صار أسهل لدرجة صار بإمكان الحجيج أن يتنقلوا بين مدن الجزيرة العربية لا يخشون إلا الله وصولا إلى المشاعر المقدسة حتى أن الأمير اللبناني شكيب أرسلان وصف حالة الأمن في بواكير الدولة السعودية الحديثة بالقول إنه صار بإمكان المرأة أن تذهب براحلتها من أقصى الحجاز إلى أقصاه دون أن تخشى شيئا على مالها أو عرضها بعد أن من الله على هذه البلاد بالأمان والاطمئنان على هدي من الشريعة السمحة والتنفيذ الصارم للأحكام.
قصة تأسيس المملكة العربية السعودية التي توافق هذه المرة ذروة موسم الحج تعيد التذكير بأن مسيرة هذه البلاد ومسيرة الخدمات الجليلة في الحج كانتا صنوان لقادة هذه البلاد منذ الملك المؤسس وصولا إلى عاهل البلاد ومليكها الحالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مرورا بملوكها السابقين سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ــ رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته ــ كما يقول السعوديون الذين يستذكرون قادة بلادهم الحاليين والراحلين بالتقدير لجهودهم الكبيرة في خدمة الحج وراحة الحجيج.
في كل عام يعود السعوديون ليتذكروا الخطوات الأولى في تكوين هذا الكيان الشامخ من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب ومن البحر إلى البحر وفي القلب منه العاصمة الدينية لربع سكان هذا العالم، جنبا إلى جنب مع العاصمة السياسية للبلاد لتكون الرياض في مكة ومكة في قلب الرياض وقلوب سكانها.