خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5

خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5
خلاف على عدد أعضاء الوفد.. الملك يريدهم 9.. وبريطانيا: لا أكثر من 5

كما ذكر أن فيصل حين صعد إلى الباخرة وجده الطبيب الذي على السفينة مريضا ولعله شخص مرضه بالملاريا إذ وصف له بعد فحصه (الكينا) واستخدمها بانتظام ولم يشك إلا مرة واحدة من ملله من أقراص الكينا المرة!

وأشار فاسيلييف إلى حصول خلاف طفيف بين وفدي نجد والكويت لأن أحمد الجابر كان في الثلاثين وكان يرى من غير اللائق أن يتنازل عن الزعامة لأمير في الـ 13 من عمره، وما كان في نية فيصل إثارة موضوعا برتوكوليا مثل هذا لو لم يذكره أحمد بن ثنيان بمكانته الرفيعة على أي حال تم تسوية الخلاف بكل أريحية.

ومن اللطائف أنه تم تدريب الموفدين العرب على استعمال الشوكة والسكين أثناء تناول الطعام في الرحلة وأتقنوا بسهولة أساليب التعامل على الطريقة الأوروبية وآداب السلوك العام بالمفهوم الأوروبي.

وألمح فاسيلييف إلى تقيد أعضاء الوفد النجدي بمواقيت الصلاة وهم إلى ذلك لا يدخنون فيما كان الكويتيون يدخنون ويفوتون أحيانا موعد الصلاة، فيما كان الجميع يتناول الطعام على مائدة واحدة، وفيما عدا لك فإن أفراد كل وفد يحاولون البقاء على انفراد، والجميع يحتسون القهوة التي يعدها الخدم.

وذكر أن الوفدين جلبا هدايا متماثلة لملك بريطانيا هي السيوف وكانت سيوف النجديين بقبضات وأقربة ملبسة بالذهب ومطعمة باللؤلؤ من صنع الأحساء، وقد لاحظ قبطان الباخرة اختلاف لون تذهيب المقبض عن تذهيب الأقربة في السيفين فتساءل عن ذلك فأخبره بن ثنيان بأنه لا يوجد في نجد ذهب ولكنهم يقومون بصهر العملات الذهبية النقدية إذا احتاجوا إلى ذلك وبين للقبطان أن المقابض صنعت في نجد بصهر الليرات العثمانية والأقربة صنعت في الأحساء بصهر الجنيهات الإنجليزية.

وأشار إلى أن الوفدين وصلا إلى ميناء بليموث أولا وهناك استقبلهما فيلبي بحضور مراسلي الصحف وآلات التصوير وكانوا جميعا في الزي العربي الجميل غير المألوف في أوروبا.
ومما أشار إليه حدوث خلل برتوكولي جعلهم ينقلون الضيوف من فندق إلى آخر وفي أحد الفنادق لم يكن ممكنا تناول الطعام وذات مرة سلكوا لبطريق تحت المطر ليصلوا إلى مطعم فتهكمت صحف لندن على هذا الحدث ووقعت في يد الملك جورج فلفت نظر الحكومة إلى ذلك وتم تلافي الخلل.
#2#
وعن تفاصيل استقبال الملك جورج الخامس للوفد ذكر أن الملك جورج الخامس وعقيلته وكريمته الأميرة ماري استقبل الوفد النجدي في قاعة العرش بقصر بكينجهام الساعة 11:45 من صباح 30 تشرين الأول (أكتوبر) 1919، حيث بدأ فيصل بتلاوة رسالة أبيه بالبسملة ثم سلم نصها للملك وقدم له سيفين هدية وأعرب الملك عن مواساته لعبد العزيز ومبعوثه بسبب وفاة ثلاثة من أبنائه بالإنفلونزا ثم قدم صورتين فوتوغرافيتين صورته وصورة الملكة وعليهما إهداء بخطه من أجل حاكم نجد، معبرا عن صداقته، ومحيلا المسائل السياسية إلى الحكومة ليتباحث الوفد معها.

ويشير سعيد مشبب القحطاني إلى أن الوفد بعد مقابلتهم للملك جورج الخامس غادروا بريطانيا إلى باريس فجأة بسبب تجاهل المسؤولين البريطانيين لوفد الأمير فيصل ومعاملتهم معاملة الصغار فبدلا من الاهتمام بالشؤون السياسية اهتموا بأشياء أخرى أقل أهمية مثل زيارة المترو أو حديقة الحيوان وقد أدرك البريطانيون غلطتهم وعالجوا الأمر بإرسال جون فيلبي لاسترضاء الأمير والوفد المرافق له والعودة بهم إلى إنجلترا وأعدوا لهم برنامجا متكاملا لزيارة معالم بريطانيا واستئناف المحادثات الرسمية.
#3#
وقد كان الإنجليز جادين في مباحثاتهم مع الوفد ودرسوا رسالة عبد العزيز الذي أوضح حقيقة خلافاته مع الشريف وأسباب الاشتباك معه طالبا السماح لحجاج نجد بدخول مكة وسرعة ترسيم الحدود بين نجد والحجاز. وكان بن ثنيان في الحقيقة هو الذي يجري المحادثات لكنه كان يناقش كل شيء مع فيصل لأن الفتى يريد أن يعرف كل شيء لأنه عندما ودع والده قال له: ستحدثني عن كل ما يدور هناك بعد أن تعود.
#4#
ومن الأماكن التي أشار فاسيلييف إلى زيارة فيصل ومرافقيه لها دير وستمنستر آبي ومبنى البرلمان والمتحف الوطني والبنك البريطاني وحديقة النبات ومرصد جرينيتش وكاتدرائية القديس بولس، وشاهد فيصل في نهر التايمز غواصة ألمانية من غنائم الحرب والتقطوا له صورا على متنها، كما زار الوفد كلية ترينتي في كامبردج التي تخرج منها فيلبي، ثم قاموا برحلات في ربوع إنجلترا وويلز وإيرلندا، وزاروا مصنع التعدين في ويلز وشاهد أحواض بناء السفن في بلفاست ومصنع الأسلحة والسيارات في برمنجهام وميدان الرماية ومزرعة الخيول ومواقع الصيد والمتاحف والمسارح والمتاجر.
#5#
كما تعرف الوفد على هيئة تحرير جريدة "ديلي سكيش"، حيث التقطوا صورا لفيصل وعرضوا عليه كيفية التحميض ثم تابعوا كيف تتحول الصورة إلى رقيقة معدنية ثم دخلوا المطبعة التي تنضد فيها الجريدة وجلس فيصل على كرسي رئيس التحرير وأخذ بضع نسخ من الجريدة للذكرى.

ومن اللطائف التي أوردها فاسيلييف زيارة فيصل ومرافقيه لمبنى البرلمان البريطاني، حيث دعوا لاحتساء الشاي في مطعم البرلمان وكان السكر بسبب عدم توافره يوزع بالبطاقات، ولذا يقدم بحبات قليلة على الموائد ووضع فيصل سكرا زائدا في فنجان الشاي فلم يبق شيء من السكر لشاي الآخرين فارتبك المرافقون واضطروا لطلب كمية أخرى من السكر. وأشار إلى أن فيصل في محطة البيكاديلي لمترو الأنفاق أعجب بالسلم الكهربائي فصعد ونزل عدة مرات.
ومن محطة فكتوريا توجه النجديون إلى مضيق كاليه وركبوا العبارة إلى فرنسا وأمضوا ليلتهم في ستراسبورج ثم كولونيا قبل أن يصل باريس وينزل في أوتيل دوموند.. هناك في باريس قرر المسؤول البريطاني المرافق حين علم بوجود فيصل بن الحسين في باريس تنظيم لقاء بين الوفد وفيصل بن الحسين إلا أن ابن ثنيان رفض اصطحاب فيصل بن عبد العزيز وذهب وحده في لقاء اعتبره هو غير رسمي ولكن ظهرت في كلام فيصل بن الحسين نبرة رأى فيها ابن ثنيان نوعا من الإهانة فاتقدت عيناه شررا فأنهي اللقاء بأسرع ما أمكن.
#6#
ويشير فاسيلييف إلى أن فيصل بعث من فرنسا إلى وزير شؤون الهند رسالة شكر على الحفاوة التي قوبل بها ووقع الرسالة كالآتي: "فيصل بن عبد العزيز بن سعود نجل ملك أراضي نجد وشيخ مشايخ قبائلها"، وقد صاغها ابن ثنيان ويعني ذلك وصف عبد العزيز بالملك لأول مرة في الممارسات الدبلوماسية.
#7#
وقد أمضى الوفد أسبوعين إضافيين في باريس تخللها زيارة مواقع الحرب في بلجيكا بتاريخ التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 1919 وذلك لعدم وجود وسيلة نقل للعودة، وفي حين سهرت على راحة الوفد في فرنسا شركة توماس كوك السياحية فإن أعضاء الوفد لم يكنوا مرتاحين لخدماتها، وأخيرا غادروا ميناء مرسيليا برفقة المقدم جراي في نهاية ديسمبر وعاد فيصل إلى الوطن في شباط (فبراير) 1920 من الطريق نفسه عبر بومباي والبحرين.
#8#
وأخيرا فبقدر ما كانت هذه الزيارة مفيدة في تحسين العلاقات بين بريطانيا والملك عبد العزيز فإنها على المستوى السياسي لم تحقق النتائج المرجوة، وبقدر ما كانت تجربة صعبة بالنسبة للأمير فيصل كما قال جون فيلبي بقدر ما كانت دراسة علمية زادت في معلوماته ونورت أفكاره كما قال منير العجلاني، ولكن كان لأول وفد سعودي إلى أوروبا قصة استمرت نحو ستة أشهر ومرت في خط طويل مشرقة مغربة بمحطات عديدة بدأت من الرياض فالأحساء ثم من البحرين إلى مسقط فبومباي ثم من بومباي إلى بورسعيد فبليموث ومنها إلى لندن مرورا بويلز وإيرلندا ومن لندن إلى باريس مرورا ببلجيكا ثم العودة من مرسيليا إلى بومباي ومنها إلى البحرين فالأحساء وأخيرا الرياض.
#9#

الأكثر قراءة