الجبير: وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام في اليمن للتنسيق مع المنظمات قريبا

الجبير: وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام في اليمن للتنسيق مع المنظمات قريبا

قال عادل الجبير وزير الخارجية "إن اللقاء الذي جمعه أمس بجون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بحث التدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة؛ سواء كانت في لبنان، أو سورية، أو العراق، أو اليمن، أو أماكن أخرى".
وبيّن الجبير خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أمس مع جون كيري، في قاعدة الرياض الجوية "بحثنا عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما أطلعنا الوزير كيري على مباحثات الدول 5+1 مع إيران بشأن الملف النووي الإيراني، التي سنبحثها بعمق أكثر اليوم في مدينة باريس مع زملائنا وزراء خارجية دول مجلس التعاون، كما بحثنا قمة كامب ديفيد المزمع عقدها في مدينة واشنطن في 13 و14 من شهر مايو الجاري".
وأضاف وزير الخارجية أن "اللقاء بحث التدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة، سواء كانت في لبنان، أو سورية، أو العراق، أو اليمن، أو أماكن أخرى".
وقال الجبير "فيما يتعلق باليمن أطلعت وزير الخارجية الأمريكي على حرص السعودية على إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وتبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 274 مليون دولار؛ استجابةً لنداءات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن، كما أطلعته على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإنشاء مركز الرياض لتنسيق الأعمال الإغاثية، ولكن للأسف حرص خادم الحرمين الشريفين، وحرص المملكة العربية السعودية على إيصال المساعدات إلى الأشقاء في اليمن كان أمراً صعباً؛ بسبب استمرار العمليات العسكرية والعدوان الذي يقوم به الحوثيون وحلفاؤهم في اليمن".
وأضاف وزير الخارجية "لقد أطلعت الوزير كيري خلال اللقاء على تفكير السعودية في أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام في اليمن للتنسيق مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإغاثية للأشقاء في اليمن، على أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بذلك، وألا يتعرضوا لهذه الجهود، وألا يقوموا بأعمال عدوانية في اليمن خلال هذه الفترة التي سيتم تحديدها قريباً، وبالتفاصيل التي تساعدها".
وقال الجبير "لقد أطلعت الوزير الأمريكي على الخطوة الكبيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين في تصحيح وضع الإخوان اليمنيين الموجودين في المملكة بشكل غير نظامي، الذي قد يشمل من مليونين إلى ثلاثة ملايين من الأشقاء اليمنيين الموجودين في المملكة، وتصحيح أوضاعهم القانونية؛ ما يسمح لهم بإيجاد فرص عمل لمساعدة عائلاتهم وأشقائهم في اليمن، وهو عكس ما تقوم به دول أخرى من إبعاد المخالفين، أو إذا كانوا لاجئين ووضعهم في مخيمات للاجئين، لكن المملكة العربية السعودية حريصة على مصلحة ومكانة وكرامة الأشقاء اليمنيين سواء في اليمن، أو في السعودية، ولذلك اتخذت المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين هذه الخطوة الكبيرة غير المسبوقة في تاريخ العالم".
واختتم وزير الخارجية كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مؤكداً حرص المملكة العربية السعودية والتزامها بأن تكون هناك عملية سياسية في اليمن تؤدي إلى حل هذه الأزمة بشكل سلمي.
وقال "نتطلع إلى مؤتمر الرياض المزمع عقده في 17 مايو، الذي يبحث فيه اليمنيون أمورهم بناء على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن بما فيها قراره 2216، كما نرحب بأي جهود تقوم بها الأمم المتحدة لعقد مباحثات بين الأطراف المعنية اليمنية في أي مكان في العالم، التي ننظر إليها بأنها تساند وتدعم الجهود التي نقوم بها في مؤتمر الرياض، لأن الهدف هو الوصول إلى حل سلمي في اليمن".
من جانبه هنأ جون كيري الجبير بتعيينه وزيراً للخارجية، وقال "لقد تعاونت معه خلال سنوات طويلة عندما كان سفيراً للمملكة في واشنطن، ونتطلع إلى مواصلة التعاون في المستقبل".
ووصف كيري لقاءه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، ليلة أمس بالمفيد جداً.
وقال "لقد تحدثنا في تلك اللقاءات بشكل مطول، واستعرضنا التهديدات التي تواجهها المملكة في اليمن، والدعم الأمريكي للجهود السعودية، وأهمية العمل لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة".
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في الرياض لجميع الأطراف في اليمن، وقال "الجميع يتفق على أن مثل هذا المؤتمر، ومن خلال الأمم المتحدة يجب أن يؤدي إلى إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، ونحن مسرورون بأن المملكة العربية السعودية وافقت على دعم جهود الأمم المتحدة في إيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن، وأنا ممتن بشكل خاص للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين على تقديم مبلغ 274 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية للشعب اليمني ولليمن".
وأضاف كيري "الجميع يعرف أنه قبل عدة أسابيع أعلن خادم الحرمين الشريفين التحول من المرحلة الأولية للحملة العسكرية، إلى مرحلة سياسية وإنسانية، ولكن لسوء الحظ، الحوثيون لم يقبلوا أن يكونوا جزءاً من هذه العملية، في ذلك الوقت، وبالتالي استمر الصراع، واستمرت القوات على الأرض في القتال، واليوم نحن نرحب بمبادرة المملكة من أجل إيجاد حل سلمي من خلال الإعلان عن نيتها أن تؤسس لوقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام لأسباب إنسانية، وألا تكون فيها أي ضربات أو إعادة موضع للقوات، أو تحقيق أي مكسب عسكري، لكن هذا التوقف مشروط بموافقة الحوثيين وأن يلتزموا بذلك، لذلك نحث الحوثيين بقوة وبشدة ومن يدعمهم على ألا يخسروا هذه الفرصة الكبيرة في الاستجابة لاحتياجات الشعب اليمني، كما نريد أن نشكر المملكة العربية السعودية على هذه المبادرة، وقولها للعالم إنها مستعدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن".
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن العمل يجري حاليا على تفاصيل هذا الإيقاف لإطلاق النار حيث ستكون هناك عدة أيام بين الإعلان وبين البدء الفعلي لوقف إطلاق النار؛ من أجل السماح للمجتمع الدولي وأعطائه الوقت بأن يحضر ويعد الغذاء والدواء والمواد الأخرى ليتم توزيعها بصورة منظمة متى ما بدأ وقف إطلاق النار فعليا، وإذا ما وافق الحوثيون على ذلك وعلى شروطه، وهو سيعطينا الفرصة أيضاً لكي نقوم بالدبلوماسية اللازمة لدفع هذه العملية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي "إن الولايات المتحدة الأمريكية قلقة ولا تزال بشأن الوضع في اليمن، ونحن ندعم كامل الجهود من أجل توصيل المساعدات الإنسانية دون أي إعاقة، والمجتمع الدولي والولايات المتحدة ستضاعف جهودها من أجل أن نوقف تدفق السلاح إلى اليمن بموجب قرار الأمم المتحدة، ومن الضروري شكر المبادرة السعودية".
وأضاف "من الضروري كذلك أن توافق جميع الأطراف على وقف إطلاق النار"، وقال "أنا سعيد اليوم بأن الرئيس اليمني "عبدربه هادي" وافق على دعم هذه المبادرة، وتم التأكيد على ضرورة دعم المفاوضات عن طريق الأمم المتحدة التي تشمل جميع الأطراف".
وحث كيري الحوثيين على التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد، وقال "هذا هو الوقت المناسب لتنشيط الدبلوماسية الفعالة".
وبين وزير الخارجية الأمريكي أن مباحثاته مع الجبير شملت الاستعدادات والتحضيرات لاجتماع باريس، ولاجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في قمة كامب ديفيد التي يستضيفها الرئيس الأمريكي أوباما، وقال "ناقشنا كذلك الاتفاقية النووية المحتملة مع إيران، ومفاوضات الدول 5 + 1 مع إيران بشأن ملفها النووي، وإننا نتشاور مع المملكة في هذا الصدد، وسنواصل نقاشاتنا غداً في باريس، ولكن لا بد من قولنا إننا ما زلنا نشعر بالقلق بشأن ما تقوم به إيران في سعيها في تقويض الاستقرار في المنطقة، ولهذا السبب فإننا نؤمن بأنه من الضروري ألا يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، وبالتالي سنواصل العمل مع أصدقائنا وشركائنا في المنطقة لتحديد العلاقة الأمنية ودفعها إلى الأمام بيننا".
وأضاف "ناقشت مع الجبير الوضع في سورية، وتقدم حربنا المشتركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث إن هناك كثيرا من الأمور التي نستطيع أن نقوم بها في هذا الجانب".
وقال كيري "نستطيع أن نؤكد لكم أن تنظيم داعش يقع تحت ضغط كبير اليوم، وقد تم إضعاف قياداته وقدراته على الاتصالات، وأيدلوجيته في تراجع كبير، لذلك نحن محظوظون بأن الولايات المتحدة هي شريك مهم جداً في هذه الجهود".
وحول سؤال عن توضيح الدعوة للقضية الإنسانية في اليمن وإمكانية وجود اتصالات حول الموضوع مع الميليشيات الحوثية أكد عادل الجبير وزير الخارجية أنه لا وجود لأي اتصالات بهذه الميليشيات لأنهم يهاجموننا ويهاجمون الأبرياء في اليمن، مشيرا إلى أن القضية الإنسانية تناقش منذ فترة، مؤكدا استعداد المملكة لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن، والتفكير في إرسال هذه المساعدات عن طريق الجو، ولكن يتضح أن هذا الجهد بإرسال المساعدات جوا غير كاف، ولا بد أن نفكر في مزيد من العمل ومضاعفة الجهد في هذا الصدد، وبالتالي يجب أن يكون هناك وقف لعمليات القتال لفترات من الزمن وفق ما أعلنا قبل يومين، لافتا إلى وجود بعض من التحديات في اليمن وظروف صعبة تعقد عملية إيصال المساعدات وتسيير العمليات الإنسانية "لذلك اتخذنا القرار بأن يتوقف القتال في كل أنحاء اليمن وسيتم الإعلان عن التاريخ الفعلي لبدء ذلك قريباً، إضافة إلى أنه لا بد من إعداد المتطلبات اللازمة، حيث يعتمد هذا على التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار الشامل في جميع مناطق ومحافظات اليمن، آملين من الجميع في اليمن الاهتمام بمصلحة الشعب اليمني، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وأن تتوقف الميليشيات الحوثية عن أعمالها العدوانية، فيما سنرى إن كانوا سيلتزمون بذلك أو يوافقون على مثل هذا المقترح، ولكن يتضح أيضا أن اهتمامهم ينصب على التمرد على السلطة الشرعية ولا يبالون بمصلحة اليمن وشعبه".
وفيما يتعلق بالجانب الإيراني أوضح أن الدور الإيراني كان سلبياً إلى الآن بدعمهم الحوثيين مالياً وأيديولوجيا ويزودونهم بالسلاح، كما أن لإيران محاولات لتهريب السلاح إلى اليمن، واستطاعت قوات التحالف إيقاف الطائرات ومنعها من الهبوط في مطار صنعاء لنقل السلاح، إضافة إلى منع السفن الإيرانية المحملة بالسلاح، التي كانت متوجهة إلى الميليشيات الحوثية، مبينا أنه ليس بإمكان إيران أن تلعب دوراً فعالاً في اليمن، داعين هذه الميليشيات إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.
أما فيما يخص إرسال قوات برية إلى اليمن فأوضح وزير الخارجية الأمريكية أنه لا الولايات المتحدة ولا المملكة تنويان إرسال قوات برية إلى اليمن.
وعن المعايير أو الضمانات التي تضمن أن إيران ستتوقف عن دعم الإرهابيين وأعمال التخريب والتدخل في اليمن، بين كيري أن الولايات المتحدة تشعر بقلق كبير إزاء نشاطات إيران في المنطقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تخطط فقط بل قامت بتوفير المتطلبات وتوفير الأسلحة ورفع مستوى المبادرة البحرية بإرسال بعض السفن إلى المنطقة، مؤكدا أن هناك جوانب كثيرة ستناقش في كامب ديفيد حول مزيد من الإجراءات التي سنتخذها لمنع أي نشاطات مخالفة تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ومع المعايير الدولية في العلاقات بين الدول، مضيفا أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد إزاء هذه النشاطات".
قال كيري "إننا واضحون جدا حول مدى عزمنا للمضي قدما لمواجهة كل دولة تقوم بتدخل في شؤون الدول الأخرى بطريقة تحدي الأمن الإقليمي والدولي والمصالح أيضا"، مضيفا أن "هذه الإجراءات تنطبق على نشاطات إيران"، مبينا أن أحد الأهداف التي دعت الرئيس أوباما إلى توجيه الدعوة إلى دول مجلس التعاون والمجيء إلى واشنطن وأيضا الاجتماع التحضيري له في باريس، هو تركيز جميع جهودنا وتفكيرنا على الخطوات اللازمة لتوفير استقرار أكبر على المستوى الإقليمي، ولكيلا تصبح المنطقة ساحة قتال، ولتتمكن شعوب المنطقة من العيش فيها بسلام، مفيدا أن لنا جهودا مع مجلس الدول الخليجية، لنستطيع أن نقدم مزيدا من التطمينات لشعوب المنطقة حول المستقبل، وهذا يتطلب أن نحدد الطرق التي تسمح لنا بتعاون وتبادل المعلومات بشكل فعال، إضافة إلى الاستعداد والتحضير بشكل فعال وفوري ضد أي تهديدات قد تنشأ، وهذا بالضبط ما نقوم به، وقال "إنني على ثقة بأن ما سينتج عن هذه المحادثات يدفعنا للتقدم إلى الأمام ولا شك أن نصبح أكثر أمنا وازدهارا.
أما ما يتعلق بسورية فلم يتغير شيء في موقف الولايات المتحدة، إذ إننا لم نجد أي طريقة لذلك، مع رفضنا النشاطات التي يقوم بها الرئيس الأسد من قتل للنساء والأطفال، وإلقاء الغاز السام، وتجويع الناس، إضافة إلى أمور كثيرة حدثت ومزقت البلاد، ونرى ثلاثة أرباع السكان أصبحوا نازحين، وبالتالي من الصعب أن نتخيل كيف يدفع مثل هذا القائد لأن يصبح قائدا شرعيا، نحن لا نرى هذا ممكنا ونؤمن بأن الأسد فقد شرعيته ونعرف أن الطريق الوحيد الذي يوصلنا إلى السلام وفي نفس الوقت سبب في الحرب هو الأسد، كما أبلغنا الأطراف الداعمة مثل إيران وروسيا أنه بالإمكان تحقيق السلام في سورية وكذلك أن تصبح دولة علمانية موحدة، إذا ما شارك الأسد في هذه المفاوضات وساعد على تنفيذ اتفاقية جنيف الأصلية التي هي السياسة الفاعلة للولايات المتحدة وجميع شركائها، فلا بد أن يكون هناك تحول وتغيير يعيد السلام إلى سورية، والأسد ليس جزءا من ذلك المستقبل لسورية على المدى البعيد".

الأكثر قراءة