«مسك الخيرية» .. إثراء العمل الخيري
عند الحديث عن مبادرات المسؤولية الاجتماعية وإثراء العمل الخيري، كما سبق في سلسلة المقالات السابقة ومن واقع التجارب العالمية، نجد أن أغلب الممارسات الداعمة لتفعيل المسؤولية الاجتماعية تحضر من خلال قيادات تجارية تتكئ على ثروات مالية كبيرة، أو مبادرات لساسة لهم سنوات طويلة في الخدمة السياسية تبنوا بعلاقاتهم وخبراتهم تفعيل الدور المجتمعي لإحداث الأثر في مجتمعات مختلفة، والنوع الثالث يقوم من خلال تبني الشركات العملاقة مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات Corporate Social Responsibility. في هذا المقال سيكون الحديث مختلفا نوعا ما عن مؤسسة مسك الخيرية، التي أسسها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد ـــ حفظه الله ــــ بهدف تمكين الشباب السعودي وتطويرهم لدعم المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي.
الأمير محمد بن سلمان، الذي نشأ في مدرسة والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــــ حفظه الله ــــ وتأثر برعايته ودعمه اللامحدود للعمل الخيري. تقوم المؤسسة على رسالة تهدف إلى تمكين المجتمع من التعلم والتطوير والتقدّم في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية، عبر إنشاء الحاضنات لتطوير وجذب المؤسسات عالية المستوى وتوفير البيئة التنظيمية الجاذبة، إضافة إلى رعاية الفعاليات الهادفة لتنمية الشباب وقيادتهم إلى أفق النجاح.
«مسك الخيرية» مؤسسة غير هادفة للربح تشجع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للسعودية، وتركز مجالاتها في ثلاثة فروع مهمة تتمحور حول التعليم، والإعلام والثقافة. وسعت المؤسسة في ذلك إلى إيجاد شراكات عالمية ومحلية مع مؤسسات تعليمية وتجارية من أجل تهيئة البيئة الحاضنة لتحقيق أهدافها.
من أبرز الشراكات التعليمية، التي بنتها المؤسسة ووثقت عملها الاحترافي من خلالها الشراكة مع جامعة هارفرد، وخان أكاديمي، ومجموعة بوسطن الاستشارية. وقامت المؤسسة برعاية عدد من الفعاليات الهادفة لبناء جيل شاب وواع وذي مسؤولية تمثلت في رعاية ملتقى "مغردون سعوديون بنسخه الثلاث"، ورعاية مؤتمر تيدكس الأطفال TEDxKids في ثلاثة مواسم، وملتقى "كمل" الهادف إلى تحفيز مبادرات الشباب ومنحهم دفعة النجاح التي يبحثون عنها، وملتقى "شارك" التقني.
مؤسسة مسك الخيرية وهي تطبيق فعلي لرؤية مؤسسها لامست كثيرا حياة الشباب وهم مستقبل الوطن. وترعى احتياجاتهم من خلال إيجاد منصة وسيطة بين الجهات المانحة والجهات المتخصصة وبين المستفيد النهائي، لتقدم لنا تجربة عملية لما ينتظره قطاع العمل الخيري في المملكة من مبادرات لجمع الاحتياجات وتفعيلها في بيئة تطوعية لم تكن متوافرة كثيرا. وينتظر هذه المؤسسة مستقبل مشرق لتفاعلها مع جيل الشباب، مع منح الجهات الداعمة فرصة للمشاركة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.