مصابون يمنيون: علاجنا في المستشفيات السعودية يؤكد حرص المملكة على اليمن وشعبه
أولت السعودية الجانب الإنساني للتعامل مع القضية اليمنية جل اهتمامها منذ اليوم الأول من انطلاقة عاصفة الحزم، حيث أكدت التصريحات الرسمية الصادرة عن العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع أن الأعمال الإغاثية والإنسانية محل اهتمام المملكة والتحالف، ومن هذا المنطلق وفرت المملكة على مدى الأسابيع الماضية المئات من الأسرة للإخوة اليمنيين الذين أصيبوا خلال مواجهات مع الحوثيين.
وفي تقرير صادر عن وكالة الأنباء السعودية، أكد عدد من المواطنين اليمنيين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات نجران وجازان أن حجم الرعاية التي يتلقونها يؤكد حرص المملكة على اليمن وشعبها.
وفي هذا السياق، أكد عدد من المصابين اليمنيين أنه بعد تعرضهم للإصابة في المواجهات مع الحوثيين تم نقلهم إلى المستشفيات السعودية، وقال محمد علي مسعد الحسيني المنتمي لقبيلة مراد والمقيم في مديرية "ماهلية" التابعة لمحافظة مأرب إنه تعرض لإصابة في ركبته وساقه إثر طلق ناري من الميليشيات الحوثية، حيث نقله أفراد اللجان الشعبية والقبائل إلى مستشفى ذمار، وبعد أن فشلت العملية التي أجريت له أخذوه إلى منفذ الوديعة واستقبلته سيارة الهلال الأحمر ونقلته إلى مستشفى الملك خالد مؤكداً أنه تم استقباله بحفاوة وأجريت له العملية والحمد لله تكللت بالنجاح.
وشكر محمد الحسيني الله سبحانه وتعالى أنه تماثل للشفاء، وأنه وجد كل الرعاية اللازمة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منوهاً بما تقدمه المملكة لإعانة الشعب اليمني، ونصرته عبر عملية "عاصفة الحزم" التي دحرت وأوقفت مخططات العدوان الحوثي ضد أهل اليمن كافة.
وقال درهم بن ناجي الناصري من قبيلة جهم، المنوم إثر إصابته بقذيفة هاون"أحمد الله عز وجل على كل شيء، وأشكر خادم الحرمين الشريفين، الذي نصر أهل اليمن على ميليشيات الحوثي، وأعتصم من أجل الشرعية ومن أجل آمال الشعب اليمني في الاستقرار والأمان، كما أتقدم بالتقدير والعرفان لما تقدمه المملكة من رعاية خاصة قدمت لي منذ دخولي الأراضي السعودية وأنا في أسوأ حالة مرت بي".
وأضاف بخصوص إصابته "لقد فقدت يدي اليسرى، وتعرض ظهري لإصابة بالغة إثر قذيفة هاون تعرضت لها من ميليشيات الحوثي الغاشمة وأنا أقود شاحنة ماء إلى منزلي في محافظة مآرب في مديرية صرواح، الذي احترق بسبب قذائف الحوثيين، وهرعت لإطفائه، لكن قذيفة العدوان الانقلابي أصابتني قبل وصولي لبيتنا المشتعل، وتم إسعافي عن طريق أفراد من سكان المديرية، حتى وصلت إلى المملكة عبر منفذ الوديعة في محافظة شرورة ثم إلى نجران، حيث مر على وجودي في مستشفى الملك خالد أسبوع، وأنا أتحسن بفضل الله وبفضل الرعاية الخاصة من قبل القائمين على المستشفى.
وعبر صالح عبدالله مسلّم الحِلكي، الذي تعرض جانبه الأيسر إلى شظية في محافظة عدن، عن أسمى آيات الشكر والمحبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي وقف بجانب اليمن وشعبه وقفة تاريخية، سواء عن طريق عملية عاصفة الحزم، أو عن طريق عملية إعادة الأمل، أو عن طريق الرعاية الصحية والإنسانية للمصابين والمكلومين في مناطق اليمن التي عاث فيها الحوثيون وعصابات الخائن علي عبدالله صالح.
وقال "ذهبت من مدينتي المكلا في حضرموت للمشاركة مع اللجان الشعبية والقبائل المتمسكة بالشرعية لمواجهة المتمردين ودحرهم، وتعرضت لهذه الإصابة خلال المواجهات، وأنا مفتخر بإصابتي هذه، التي ما جاءت إلا بإيماني أنا وشباب اليمن كافة بوجوب زوال العدوان الحوثي وإيقاف عبثه وتدميره لجسد اليمن".
وأوضح والد المصاب الحلكي، عبدالله بن مسلّم، الذي كان يرافقه في مستشفى الملك خالد بقسم الجراحة، أنه مقيم في مدينة جدة منذ فترة طويلة، وأن القيادة السعودية الرشيدة وشعبها الأبي ما زالوا مع أشقائهم في بلاد المسلمين والعرب في كل محنة، وكل ضائقة، مؤكداً أن مدير المؤسسة التي يعمل فيها، تركه يرافق مع ابنه في نجران بإجازة مفتوحة، بعد أن مد له يد العون.
وبيّن محمد بن علي غريّب المنتمي لقبيلة عبيدة، الذي تعرض لإصابة في يده إثر عيار ناري من سلاح برجنيف - قناصة -، أن أعصاب يده تمزقت بعد أن أصيب في جبهة "مدغل الجدعان" التابعة لمحافظة مآرب حيث كانت القبائل في مواجهات مع عصابات الحوثيين كان أغلبها بسبب اعتداء الميليشيات على المدن والقرى والتجمعات المدنية التي لم يتوقفوا عن قصفها وترهيب أهلها.
وأعرب عن شكره الجزيل لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي قدمت له ولجميع اليمنيين المصابين كل المساعدة والمعونة الطبية اللازمة، كما قدموا النصرة للشعب اليمني في عاصفة الحزم والتمسك بالشرعية وإيقاف العدوان الهمجي الحوثي الذي أحرق مناطق اليمن وانقلب على كل الأعراف.
وقال عبدالرحمن بن صالح مبخوت الكعلاني، الذي أصيب في مواجهات مع العصابات الحوثية في معسكر ماس الواقع شمال غرب محافظة مأرب قرب مديرية الجدعان، إنه تلقى العناية الصحية والمعاملة الأخوية النبيلة منذ دخوله منفذ الوديعة حتى تنويمه في مستشفى الملك خالد بنجران، حيث أجريت له عملية جراحية بنجاح قبل يومين. وأضاف "لقد كان معسكر ماس، معسكراً تدريبياً للجيش اليمني ويسيطر عليه الحرس الجمهوري الذي سلّمه قبل أشهر للميليشيات الحوثية بكل خيانة ودناءة، ولما بدأت عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية وحماية الشعب اليمني من هذه العصابات الغوغائية وأعوانها، بادرنا بهجمات ليلية لهذا المعسكر، حيث إنه الإمداد الذي يقدمه الحوثيون لأفرادهم في جبهتي صرواح والجدعان، وأصابت خلال إحدى الهجمات التي شنتها قبائل مأرب على هذه العصابات بعدها تم إسعافي إلى المملكة، حيث أتماثل الآن للشفاء، بفضل الله جل وعلا ثم بفضل هذه البلاد المباركة.
وعبّر الدكتور عبده بن حسن الزبيدي المشرف العام على مستشفى الملك خالد بنجران من جانبه عن سعادته وسعادة كل كوادر المستشفى في تقديم الرعاية والخدمات اللازمة لجميع المصابين من الأشقاء اليمنيين تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤكدا أن المستشفى حظي بالدعم والاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة، ما جعله مجهزا بأفضل التجهيزات الطبية والكوادر ذات الكفاءات العالية في كل التخصصات.
من جانبه روى الشاب شادي محمد سوري الجنسية قصة نقله للسعودية حيث تلقى العلاج في مستشفياتها بعد تعرضه للعديد من الشظايا الناتجة عن مقذوفة أطلقتها المليشيات الحوثية على الحي الذي كان يسكن فيه في مدينة عدن.
وقال : " لقد تعرضت لإصابة كما تعرض الكثيرون غيري من المواطنين والمقيمين في مدينة عدن نتيجة لمقذوف تم تفجيره على مقربة مني من قبل الميليشيات الحوثية الغوغائية، ما تسبب لي بإصابة في الرأس وإصابات أخرى في الذراعين وأجزاء أخرى من جسدي ، ما جعلني كما ترى ثقيل اللسان في الحديث بعد تأثر المخ بتلك الشظايا، وبحاجة إلى عملية وعدة عمليات أخرى حتى أتمكن من التخلص مما بقي في جسدي من شظايا تسببت لي في الكثير من الأوجاع".
وأضاف :" ولكن ورغم ما شعرت به من ألم ناتج عن الإصابة بالشظايا بسبب عنجهية وعدوان الحوثيين على الآمنين من المواطنين والمقيمين فقد أنساني ما وجدته من رعاية واهتمام وعمل إنساني نبيل من خلال علاجي في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان وعلى أيدي أمهر الأطباء الأمر الذي لا يمكنني أن أعبر عنه إلا بالشكر والدعاء للمملكة وحكومتها الرشيدة ومواطنيها بدوام الأمن والأمان والاستقرار وأن يجعلها عوناً وسنداً للعرب والمسلمين".