حروب الميليشيات الحوثية تهدد بقطع الاتصالات عن اليمن خلال أيام

حروب الميليشيات الحوثية تهدد بقطع الاتصالات عن اليمن خلال أيام

هددت الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية في اليمن بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن المواطنين، في خطوة تهدف إلى عزل اليمن عن العالم، وفي الوقت الذي تعيش اليمن فيه ظروفاً إنسانية صعبة وانقطاع الكهرباء بشكل كلي منذ نحو أربعة أسابيع، وانعدام المشتقات النفطية عن معظم محافظات الجمهورية، خرجت مؤسسة الاتصالات اليمنية -التي يسيطر عليها الحوثيون- بتحذير مفاده انقطاع كلي وشيك لخدمة الاتصالات الدولية والمحلية عبر شبكات الهاتف الثابت والمحمول. وأضافت المؤسسة أن "خدمات الإنترنت قد تتوقف خلال الأيام القليلة المقبلة"، بسبب ما وصفته بـ "انعدام الوقود".
مصادر خاصة في مؤسسة الاتصالات ذكرت لـ "الاقتصادية"، "قيام جماعة الحوثي باستنزاف كمية كبيرة من المشتقات النفطية الخاصة بالمؤسسة لاستخدامها فيما يسمى بـ "التعبئة العامة" و"المجهود الحربي"، في حربهم في عدد من المحافظات اليمنية"، يأتي ذلك فيما تعاني معظم المحافظات أزمة خانقة وانعداما شبه تام للمشتقات النفطية، وتصطف طوابير طويلة من المركبات أمام محطات الوقود ليومين وأكثر في مختلف محافظات الجمهورية، لغرض الحصول على وقود.
من جهته أوضح سامي شبيل رئيس نقابات البريد والاتصالات في الجمهورية اليمنية أن الاتصالات السلكية واللاسلكية وخطوط الإنترنت ستنقطع بشكل كلي في اليمن خلال أقل من أسبوع، مشيرا إلى أن وزارة النفط وفرت عشرة آلاف لتر من مادة الديزل، بينما يحتاج تشغيل الاتصالات في العاصمة صنعاء ليوم واحد فقط إلى ضعف الكمية.
وأكد شبيل أنه خلال اليومين المقبلين ستنقطع الاتصالات بشكل كلي عن خمس مدن يمنية هي عدن ولحج والضالع وأبين وتعز، على الرغم من وجود مخزون خاص من مادة الديزل لتلك المناطق.
وقال في -تصريح صحفي لوسائل الإعلام- "إن انقطاع الاتصالات عن مناطق الصراع سيشكل كارثة إنسانية، حيث ستنقطع عنهم سبل التواصل في حال وجود جرحى بحاجة إلى سيارات الإسعاف فضلا عن عدم قدرتهم على التواصل مع منظمات الإغاثة"، مضيفا "هناك أيضاً عشرات الآلاف من العاملين الذين سيتضررون جراء توقف عمل الاتصالات إلى جانب تضرر اتصالات الملاحة الجوية والبحرية"، ووجه شبيل نداء عاجلا للجهات المسؤولة، لحل هذه المشكلة بشكل فوري، وإلا ستعيش اليمن في عزلة عن العالم الخارجي ولن يستطيع الإعلام تغطية الأحداث الجارية في البلاد.
من جهتهم، حذر اقتصاديون من تأثير قطع الاتصالات وخدمة الإنترنت بأشكالها على الحياة في اليمن في ظل ما يعيشه من ظروف إنسانية صعبة بسبب حروب جماعة الحوثي، مؤكدين أن ذلك من شأنه إحداث نتائج سلبية على الاقتصاد الهش، وسيضر بالحركة الخفيفة والمستمرة في السوق، وقد يتسبب في مشكلات اجتماعية في البلاد خصوصا في مناطق الصراع التي ضاقت ذرعاً بالحوثيين وما جلبوه إليهم من معاناة لا تنتهي.
في سياق آخر يشكو سكان العاصمة صنعاء، من تكدس القمامة، والمخلفات في مختلف الشوارع الرئيسة والفرعية، ما يجعل المدينة على موعد مع كارثة بيئية وشيكة، بسبب الغياب التام لآليات وفرق النظافة، وبسبب انعدام المشتقات النفطية، خصوصا بعد مصادرة الحوثيين مخزون الوقود الخاص بالبلدية، البالغ مليون لتر من مادة الديزل لمصلحة عملياتهم العسكرية التي يقودونها في عدد من محافظات اليمن، ومن المتوقع أن تؤدي المخلفات إلى انتشار الأوبئة والأمراض، جراء استمرار بقائها في الشوارع.

الأكثر قراءة