قناصة الحوثي تستهدف الأطفال والنساء ولم يسلم منهم المسعفون في عدن وتعز
لا هدف للحوثيين في اليمن سوى استهداف رؤوس المدنيين من الأطفال والنساء وطواقم الإغاثة.
ففي عدن وتعز ركز قناصة الحوثي وصالح المنتشرة في المدن على رؤوس المسعفين، وغيرهم من المدنيين، حيث لا فرق بين طفل أو امرأة ومسلح تحط عليه عدسة ناظور القناصة.
الجميع هنا في مرمى القتل، ولا يستثنى أحد من السكان. ففي ذهن هؤلاء الحوثيين أن عدن وتعز التي تمثل ذروة المدنية، ونموذجها الحضاري السلمي، بات أهلها (دواعش) وكل سكانها يستحقون الموت.
"الاقتصادية" وثقت الأحداث في عدد من مناطق القتال، وتحدثت إلى بعض الشهود، من واقع الحرب المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي، بين رجال المقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف والحوثيين والقوات الموالية لصالح.
ومنذ بداية الحرب، تواصل القناصة التابعة لمقاتلي الحوثي وصالح جرائمها بحق المدنيين من الأطفال والنساء وطواقم الخدمات والعاملين في جهود الإغاثة في مدينة عدن وتعز متجاوزة كل الخطوط الحمراء.
ويواجه المسعفون في عدن وتعز ظروفا صعبة في ظل استهداف ممنهج من قبل قناص الميليشيات الحوثية، ويقولون لـ"للاقتصادية" إنهم "يعملون في ظروف خطيرة" إذ أن الميليشيات الحوثية تتعمد استهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية التي تهرع لأماكن المواجهات لانتشال القتلى وإنقاذ الجرحى.
وتثير هذه الأعمال علامات الاستفهام حول دوافع استهداف عمال الإسعافات الطبية الذين يحاولون التخفيف من مأساة المناطق والمدن المنكوبة وسكانها في ظل انقطاع تام للخدمات.
أحد المسعفين أكد "للاقتصادية" أن بعض الجثث تظل ملقاة في الطرقات لعدة أيام لعدم قدرة الطواقم الإسعافية على الوصول إليها نتيجة استهدافها من القناصين. قائلاً: "أقدم أحد القناصين على إطلاق الرصاص الحي على سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر اليمني وقتل سائقها الذي يدعى خالد أحمد باحزيم وأخوه محمد أحمد باحزيم في جولة كالتكس بمحافظة عدن عندما كان المذكورن يقومان بواجبهم الإنساني في إسعاف الجرحى.
كما تم استهداف الشاب أحمد القطيش، برصاص قناصة في القلوعة أثناء قيامه بعمل إنساني في إنقاذ الجرحى.
كما استهدفت قناصة الميليشيا الحوثية مياس محمد رجب أحد عمال مؤسسة الكهرباء، في منطقة المعلا أثناء قيامه بمهام عمله الإنساني متمثلاً في إصلاح أعطال فنية بغرض إعادة التيار الكهربائي المقطوع عن المدينة بسبب القصف العشوائي لمليشيا (صالح والحوثي)، قبل أن تستهدفه رصاصة قناص، وتصيب اثنين من الفريق الفني المرافق له.
ونعت المؤسسة العامة للكهرباء فرع عدن استشهاد الموظف مياس الشبوطي أثناء محاولة دخوله مبنى المؤسسة لأجل إعادة التيار لمناطق المعلا والقلوعة والتواهي.
كما أكدت إصابة ثلاثة موظفين ممن كانوا معه أثناء تأدية واجبهم الوطني اثنان منهم بحالة حرجة نتيجة الاشتباكات الموجودة في منطقة حجيف.
وسبق أن أدانت المؤسسة الطبية الميدانية بعدن قتل واختطاف المسعفين واستهداف الطواقم الطبية والمنشآت الصحية والمستشفيات العامة والخاصة التي تعمل بجهود إنسانية خالصة وتقوم بعملية إغاثة وإسعاف الجرحى والقتلى من مناطق الصراع إلى أماكن تلقي العلاج.
وأكدت المؤسسة سقوط قتيلين من طواقم الإسعاف وجرح اثنين آخرين، كما كشفت عن سبعة مختطفين لم يعرف إلى الآن مصيرهم إضافة إلى الاعتداء على ثلاث منشآت طبية وثلاث سيارات إسعاف ونهب واختطاف أربع سيارات إسعاف كانت تعمل في الخدمات الإنسانية الإغاثية. وأدان مركز حرية لحقوق الإنسان في محافظة عدن جرائم الإبادة والقتل الجماعي التي تمارسها ميليشيات الحوثي المسلحة بحق الأطفال والمدنيين في عدن. وناشد مدير مركز حرية لحقوق الإنسان بعدن المنظمات الحقوقية الدولية لإدانة كل جرائم القتل والإبادة التي تستهدف الأطفال والمدنيين التي تمارسها ميليشيات الحوثي في عدن منذ نهاية مارس الماضي باعتبارها جرائم حرب.
وطالب منظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية العاملة في مجال حقوق الإنسان بتصنيف ميليشيات الحوثي المسلحة منظمة إرهابية لما تمارسه من جرائم قتل وإبادة ضد الأطفال والمدنيين في عدن.
كما تواصل ميليشيات الحوثي وصالح اختطاف وإخفاء 18 من متطوعي الإغاثة في لحج جنوبي اليمن.
وفي تعز كان عبدالحليم الأصبحي هو أول ضحايا رجال الخدمات الطبية، بعد أن تعرض لرصاصة قناص ميليشيات غادرة لا تعترف بالعمل الإنساني، والأصبحي هو رئيس اللجنة الطبية لمسيرة الحياة الشهيرة.
وعلقت الناشطة اليمنية إشراق المقطري على العملية الغادرة التي تعرض لها الأصبحي بالقول:"رأس عبدالملك الحوثي وصالح مجتمعتان لا تكفيان لتبريد صدورنا بعد مقتلك أيها الصادق، فكم استمريت بعملك الإنساني والثوري معا، كنت قريبا من الجميع , تضمد وتساند وتدعم لم تخف قناصتهم وعسكرهم وعتادهم وتحركت كعادتك بطلا بسيارة الإسعاف إلى حيث الجرحى حملتهم بيديك الإنسانيتين بسخاء وعناية، لكن أيادي الغدر والقبح الحوثية العمية البصر والبصيرة، أطلقت سلاحها الفاشي لتصيبك بثلاث رصاصات، وعزاؤنا الوحيد أن يجعلك الله عز وجل مع الشهداء بإذن الله".