يمنيون: اليد الشقيقة تنظف الجرح اليمني الغائر وتداويه
لا تكف الرياض عن تقديم قوافل الإغاثة لليمنيين، عسكرياً وإنسانياً، تذهب لوضع اليد الشقيقة على الجرح اليمني الغائر بغرض تنظيفه ومداواته.
وبالتزامن مع "عاصفة الحزم" التي أطلقتها المملكة لحماية الشرعية من الجماعة المسلحة التي سيطرت على الدولة وأشعلت الحروب، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة.
"الاقتصادية" رصدت ردود فعل الشارع اليمني حيال هذه اللفتة الإنسانية التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين الجارين الشقيقين.
وقال نجيب السعدي رئيس مؤسسة وثاق، "إن الدعم الذي خصصه الملك سلمان لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن رسالة للشعب اليمني بإن المملكة لن تتخلى عنه، مهما كانت الظروف".
وأضاف السعدي في تصريح لـ "الاقتصادية"، "ليس غريبا على المملكة العربية السعودية أن تقدم هذا الدعم لليمن فهي على مدى الأعوام السابقة تقدم الدعم للشعب اليمني في ظل الظروف الطبيعية، فما بالك بالظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا".
واعتبر السعدي اهتمام المملكة بالجانب الإنساني رسالة لليمنيين بأن السعودية أتت لتبني وترسي قواعد السلام في اليمن، وإعادة الاستقرار إليها مهما كان الثمن، وستقف إلى جانبه حتى يستعيد اليمن عافيته ودوره الفاعل في المنطقة.
ونوه السعدي بضرورة أن تشرف المملكة بشكل مباشر على توزيع هذا المعونات وأن يتركز هذا الدعم الإغاثي على المناطق الأكثر تضررا في عدن ولحج وتعز والبيضاء وعمران ومأرب وصعدة والضالع والبحث عن وسيلة لإيصال الدعم للمستحقين وتفادي استيلاء الحوثيين عليه بطريقة أو بأخرى.
كما دعا قيادة التحالف العربي لـ "عاصفة الحزم" أن تبحث عن وسائل لتسهيل دخول المواد الغذائية لليمن حتى لا يتفاقم الوضع الإنساني.
من جانبه، قال بكيل عفيف وهو مدير تنفيذي لمؤسسة تنمية المجتمعات المحلية، "إن اهتمام المملكة بالجانب الإنساني في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد يعكس مدى اهتمامهم بالشعب اليمني ودورهم الأخلاقي تجاه اليمن"، مشيرا إلى أنها رسالة للشعب اليمني مفادها أن المسألة ليست مسألة حرب إنما هي مساعدة لإنقاذ اليمن من الوقوع في شراك الفوضى والعنف الطائفي.
واعتبر رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح علي الجرادي تخصيص الملك سلمان 274 مليون دولار لإغاثة الشعب اليمني تعبيرا عن الجانب الإنساني والعميق لدى الملك سلمان والأشقاء في السعودية والخليج، الذي يترافق مع الحزم لإنقاذ اليمن من الفوضى التي يعيشها.
وأضاف الجرادي في تصريح لـ "الاقتصادية"، "هذه "العاصفة" تجمع بين الحزم والإنسانية وهي من مميزات الملك سلمان والأشقاء في الخليج الذين لم يتخلوا عن اليمن". وقال "هي رسالة طمأنينة للشعب اليمني أن اليمن سيكون ضمن عمقها الخليجي مستقبلا".
كما عبر الجرادي عن شكر حزب الإصلاح لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة، متمنيا أن تكون ضمن رؤية استيعاب اليمن ضمن محيطها الخليجي. وقال الصحفي والكاتب اليمني فهد سلطان "إن السعودية اليوم أمام مسؤولية كبيرة تجاه اليمن، تبدأ من تخليصها من الانقلاب الذي صادر مكتسبات الشعب اليمني ولا تنتهي عند اللفتات الإنسانية خاصة في وضع إنساني صعب بات يعيشه اليمن في هذه الأثناء".
وأضاف سلطان في تصريح لـ "الاقتصادية"، "العمل الإغاثي الذي تقوم به السعودية ليس جديداً على اليمن، فقد كانت للمملكة وقفات متكررة ومستمرة في اليمن وزادت بوتيرة كبيرة منذ أحداث ثورة 11 فبراير 2011م حتى اللحظة، وهذا يجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الجارين".
وأشار إلى أن الشارع اليمني يتطلع إلى إنهاء هذه الأزمة والعودة إلى مسار الدولة، فذلك بات أمراً مهماً كي تستعيد هذه الدولة عافيتها وتتوقف عن الانزلاق في أي حروب قادمة.
من جانبه، اعتبر الناشط السياسي محمد السامعي تخصيص 274 مليون دولار للإغاثة في اليمن خطوة مهمة وعظيمة ومؤشرا حقيقيا إلى أن هناك رغبة جادة من قبل قوى التحالف بقيادة السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في الانتقال باليمن من مرحلة الصراع الداخلي والتخفيف عن الشعب من تبعات الحرب الدائرة".
وقال السامعي في تصريح لـ "الاقتصادية"، "هي مؤشر لعملية دعم تنموية قادمة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث سبق هذا القرار تصريحات من قبل مسؤولين خليجيين ومسؤولين يمنيين".
وأوضح السامعي أن المملكة تثبت دائما أنها الأقرب لليمن ولليمنيين، مشيرا إلى أن مستقبل اليمن سيكون أفضل بجانب أشقائه في الخليج العربي.