مثقفون يؤكدون ضرورة توحيد الصف لمجابهة العدو المشترك
مثقفون يؤكدون ضرورة توحيد الصف لمجابهة العدو المشترك
فيما تواصلت ردود الأفعال المحلية والدولية المؤيدة للقرار التاريخي السعودي في قيادة تحالف عربي إسلامي لإنقاذ اليمن عبر تبني عملية "عاصفة الحزم"، دعا مفكرون وأدباء سعوديون التيارات الفكرية السعودية كافة إلى تعزيز وحدة الصف والكلمة، في سبيل مجابهة أي تدخلات خارجية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة.
بداية، أكد الدكتور تركي الحمد الروائي والكاتب المعروف في حديثه لـ"الاقتصادية"، أن دور المثقف في المقام الأول يتمثل في عملية تجذير ثقافة الانتماء الوطني حال الأزمات، موضحا أن الموقف الوطني يتطلب توحد الفرقاء الوطنيين كافة خلف القيادة، ومجابهة أي عدوان أو تدخل خارجي، واصفا من يثير النعرات والفرقة في غير وقتها، ويشق وحدة الصف من الطابور الخامس في الداخل، الذي يعين أعداء الأمة في الخارج.
وقال الحمد: "في حال مواجهة العدو، وإن كنا نعتبر الحوثيين مجرد أداة بيد الأعداء زرعوا في اليمن، فأعتقد أن مهمة المثقف هي تجذير الانتماء الوطني ليس بالخطب العصماء، بل من خلال عدم إثارة الانقسامات داخل المجتمع وزعزعة الجبهة الداخلية، وهذه المهمة الأساسية للمثقف".
من جهته، أكد الدكتور سعود المصيبيح الأكاديمي المعروف، أن المجتمع السعودي مر بأزمات عدة، أبرزها حركة جهيمان التي شهدت توحد المجتمع السعودي بأطيافه كافة لتطهير الحرم، وبعد ذلك جاءت حرب الخليج التي جهل البعض فيها جهلا بسياسة وحنكة الدولة، وأقروا بأنهم كانوا على خطأ بعد أن بينت الأيام سلامة موقف الحكومة.
وتابع: "أن المستهدف ليس اليمن فقط، بل الحرمان الشريفان حسب أدبياتهم وتصريحات زعمائهم، لذلك لا يستغرب وقفة تيارات المجتمع كافة صفا واحدا خاصة أننا ننعم بالأمن والرخاء والاستقرار". ودعا المصيبيح المفكرين والأدباء والمثقفين كافة لمواصلة الدعم وتوحيد الموقف، ولاسيما أن المعركة ليست قصيرة وليست بسيطة، وهو ما يتوجب علينا الاستمرار في تنبيه المجتمعات في الداخل والخارج لأسباب تحركنا، وأن هدفنا هو حماية المملكة ووحدة أراضيها.
بدوره، أكد الدكتور أحمد الفراج الكاتب والأكاديمي المعروف، أن سياسة التيارات الفكرية أن كل تيار يسعى لمصالحه الخاصة بعيدا عن هموم الوطن والمواطن، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة لاحظنا من بداية "عاصفة الحزم" توحدا في الرأي والرؤية بين جميع الأطراف في دعم المجهود الحربي، وكل ما نأمل أن يستمر هذا التلاحم بين هذه الأطياف، وتترك التفاصيل التي لا تقدم شيئا للمجتمع، قائلا: نتمنى أن تستمر هذه الروح الوطنية، وكتابنا ومثقفونا على قدر المسؤولية، فقد تصارعنا طويلا، وآن الوقت لأن تنتهي ونتوحد خلف القيادة، مضيفا أن كل ما يتمناه الكتاب والمثقفون والإعلاميون هو الاستمرار في تحمل المسؤلية، وأن نكون دائما على هذه الوتيرة في هذه الأزمة والتوحد خلف القيادة.
وأوضح الدكتور الفراج أن المملكة أخذت زمام المبادرة لإعادة التوازن السياسي للشرق الأوسط، مستشعرة دورها كقائد للأمة العربية والعالم الإسلامي، وهذا بعث الروح من جديد، ووحد جميع المواطنين خلف القيادة، وكل ما نتمناه أن تستمر هذه الروح؛ لأن الكاسب الأول من توحد الأطياف الفكرية خلف القيادة هو الوطن والمواطن على وجه الخصوص، لافتا إلى أن تجربة حزب الله في لبنان أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن السعودية لا يمكن أن تسمح بقيام حزب ديني مدعوم من قوى خارجية، ولم يكن من المتوقع أن تسمح المملكة بحدوث ذلك في اليمن.
ولفت الفراج إلى أنه لم يكن من المتوقع أن تصمت السعودية عن السيطرة الإيرانية خلال السنوات الماضية، حيث إن السعودية لعبت دورها القيادي والريادي في المنطقة لإعادة التوازن السياسي للشرق الأوسط، والأمور تسير إلى حد الآن على ما يرام ولله الحمد.
وحول الدور الإيراني في المنطقة عاد الفراج ليؤكد أن إيران توسعت في العالم العربي مستغلة ضعف بعض الأفراد لإحداث حالة من الفرقة، وقال: "الآن ستعرف إيران حجمها الحقيقي، ونتمنى أن نرى دورا للحلف العربي والإسلامي في العراق وسورية، حيث عادت الروح إلى الثورة السورية، حيث يعلم بشار الأسد أن تبعات هذه العاصفة لن تقتصر على اليمن، وأعتقد أن الأمر لن يكون سهلا، ولكن بعد قيام الحلف الجديد ستعود الأمور إلى نصابها، وستعرف إيران حجمها الحقيقي، خاصة أن جميعنا يعلم أنها منهارة داخليا واقتصاديا، ولاسيما في ظل تجدد ثورة الشعب الأحوازي ضد الظلم والعدوان الممارس عليه منذ عقود.