العالم العربي والإسلامي كان متعطشا لـ «عاصفة الحزم»
العالم العربي والإسلامي كان متعطشا لـ «عاصفة الحزم»
تلافت عديد من الدول خلافاتها، ومواقفها المُتباينة، بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء الأربعاء الماضي، بانطلاق "عاصفة الحزم"، ضد الحوثيين، في اليمن، حيث بدا الموقف موحدا، فأيدت تلك الدول قرار الهجوم، وإعادة الشرعية، والاستقرار إلى اليمن، وانضمت إليه، بما يستوجبه موقفها تجاه التحرك الخليجي لدحر التمرد الحوثي، في الوقت الذي كانت فيه الدول العربية، والإسلامية مُتعطشة لقرار يتصدى للأطماع الفارسية في المنطقة.
وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور فهد بن عبدالعزيز الخريجي، أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود، إن أمريكا، والغرب، والعرب، أجمعوا على أن "عاصفة الحزم" خطوة شجاعة، وقوية تدل على إمكانات عسكرية متقدمة تقف خلف الدعوة للحلول السلمية، التي بآت بالفشل، ودلت على خيانة المواثيق من الطرف الحوثي والإيراني، مشيرا إلى أن العالمين الإسلامي والعربي كانا متعطشين لقيادة حازمة، تنهض بالمنطقة من سباتها، وتتصدى للمد والأطماع الفارسية في المنطقة، وأضاف، "جاء الجواب من الملك سلمان أسطورة العرب والمسلمين بقرار البدء في ضرب عش الدبابير، ووكر الأفاعي الإيرانية, وأعلنها صريحة أن العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة، وعودة الشرعية بعد تجريد الحوثيين من السلاح، وحماية الأمن والسلم في اليمن".
وتابع: "ظهرت البهجة على وجوه العرب، والمسلمين، وظهر تأييد مسبوق النظير، حيث جمع قرار الملك سلمان (تركيا، وقطر، ومصر)، وأثنت الدول العربية كافة، والإسلامية والأوروبية على (عاصفة الحزم)، واعتبرتها خطوة في الطريق الصحيح للخروج من مفاوضات العبث الإيرانية الأمريكية، وزاد: "وكان السيناتور كيري قد قال إن ما حدث هو دليل على عدم ثقة المنطقة العربية في أمريكا، وأنه على أمريكا أن تكسب ثقة العرب مرة أخرى بمواقف حقيقية تقلم أظافر الأطماع الفارسية".
وأوضح الدكتور الخريجي، أن ما تقوم به القوات السعودية ليس هجوما على الحوثيين، بل نصرة للشعب اليمني، وانتصار للشرعية، وبداية اليد الحديدية، في كبح أطماع الدولة الفارسية، وإحباط لمشروعها الشيعي في المنطقة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن ملامح سلامة ونجاح القرار الخليجي بقيادة سعودية ظهرت في التأييد المنقطع النظير لـ"عاصفة الحزم"، واستطرد أستاذ الإعلام السياسي، "السودان أقفلت الممثليات الثقافية الإيرانية كافة في أرجائها كافة، وأسهمت بضربات جوية ضد معاقل الحوثيين، وتركيا قامت بتجهيز قوات عسكرية متقدمة وأبدت استعدادها للمشاركة الفورية في ضرب الانقلاب الإيراني الحوثي، وهددت بأن على إيران أن توقف أطماعها الشيعية، وإلا ستتعرض للغضب التركي، في حين أن باكستان أعلنت أن أي مساس بالسعودية سيدفع باكستان لاعتماد القوة العسكرية في تعاملها مع جارتها الإيرانية".
من جهته، أكد لـ"الاقتصادية"، الدكتور سعود السبيعي، عضو مجلس الشورى، رئيس اللجنة الأمنية في المجلس، أن ما جرى (نصرٌ من الله وفتح مُبين)، للعرب والمسلمين، والمنطقة ككل، واستطرد: "السعودية كـ(الحليم، احذروا غضب الحليم)، مبينا أن سياسة المملكة دائما عدم التدخل في شؤون الآخرين، ولا تقبل لأحد أن يتدخل في شؤونها، لافتا إلى أن ما حدث من الحوثيين ومن أيدهم خارج الجزيرة العربية، لاشك أن فيه ضررا على مصالحنا، وأضاف الدكتور السبيعي، "المملكة منحت فرصة للحوار معهم، لكن للأسف لم يُنصتوا، فاضطرت ومعها الحق في ذلك، لذلك أيدتها الدول، والعالم، وميثاق الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية"، وتابع، "العاصفة آتت ثمارها الأولية، وستليها الأخريات، وبإذن الله يُحفظ لليمن شرعيته، واستقراره، ويكفي المملكة شرور هذه الفئة، التي تريد تنفيذ مصالح دول أخرى".
وقال خضر القرشي عضو مجلس الشورى: إننا جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز على ما قامت به حكومتنا الرشيدة ومن عاونهم من الأشقاء العرب, على دحر الحوثيين ووقف عملياتهم التخريبية في اليمن, مؤكدا أن هذا الأمر يوضح لجميع المشككين في القدرات العسكرية أن المملكة قادرة على حل أي نزاع بالحلم أو بالحرب.
وأضاف القرشي "المملكة أخذت ثلاث سنوات وهي تسعى للصلح في اليمن وجمع الكلمة فيما بينهم, إلا أن الحوثيين غرتهم إيران وقدمت لهم الأموال والأسلحة, وانساقوا خلف مطامعهم". وأشار القرشي إلى أن المملكة ستعود منتصرة في هذه المعركة لأنها معركة حق, حيث كان هناك طلب من الرئيس هادي لنصرة الشعب اليمني من أيدي العابثين الحوثيين, ولبت السعودية والدول الخليجية والعربية النداء. من جهته، قال وليد بن عبدالكريم الخريجي عضو مجلس الشورى حول أحداث "عاصفة الحزم" لا شك أن القرار الذي اتخذه خادم الحرمين في دعم الشرعية في اليمن سيكون له انعكاس إيجابي على المنطقة بصفة عامة وعلى المملكة واليمن بصفة خاصة". وأضاف: "المملكة بذلت جهدا كبيرا لجمع الفرقاء في اليمن على طاولة الحوار لإيجاد حل سياسي, إلا أن التعنت من قبل جماعة الحوثي ومحاولة تمددهم في معظم أرجاء اليمن, أدى إلى أن تأخذ المملكة العربية السعودية قرار حاسم وحازم", مضيفا، أننا جميعا في مثل هذا الوقت مجتمعين صفا واحدا خلف قيادتنا حتى يتحقق النصر, كما يجب أن نكون متيقظين ومتعاونين لأعلى درجة مع الجهات الأمنية كافة.