«عاصفة الحزم».. سرية في التخطيط ودقة في التنفيذ
أوضح لـ"الاقتصادية" عبدالله السعدون عضو في اللجنة الأمنية في مجلس الشورى، أن السر الذي تميزت به "عاصفة الحزم" هو التخطيط والاتفاق مع الحلفاء بسرية تامة، ثم مباغتة العدو من دون سابق إنذار، وهذا أسهم في نجاح العملية، كما أن التعاون والتنسيق بين من خطط للعملية ومن نفذها أسهما في دقة العملية وتميزها، وهذا يدل على احتراف جنود الوطن، كما أن الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل المملكة كفرض الحظر الجوي على اليمن وتحذير السفن من الاقتراب من الموانئ اليمنية كلها أسهمت في عزل الحوثي ومنع أي مساعدات من الوصول إليه، كما أنها أسهمت في الحد من مقاومة الحوثيين لأن إيقاف المدد عنهم سيؤثر عليهم بشكل كبير.
#2#
وأضاف السعدون، أن مكانة المملكة الروحانية ومركزها السياسي والاقتصادي والعسكري جعل الجميع يتحد معها ويلبي نداءها لإنقاذ اليمن من الفوضى والحرب الأهلية والخروج على الشرعية والعملية هي امتداد للجهود التي تبذلها المملكة ودول الخليج من 2011 لإنقاذ اليمن.. مؤكدا أن الاستخبارات السعودية والقوات الجوية تميزت بشكل واضح في هذه العملية، حيث حددت الأهداف، ثم ضربتها ليلا والمباغتة بلا شك كانت هي العامل الحاسم في العملية، إضافة إلى تفوق القوات الجوية على الطرف الآخر وعدم توقع الحوثيين للعملية.
وقال، إن الطيارين السعوديين يخضعون لعمليات تدريب مكثفة هي الأقوى على مستوى العالم والقوات الجوية بدأت من حيث انتهى الآخرون وهي تشارك في تمارين مع دولة متقدمة كفرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرها والتدريب الذي تلقاه الطيارون طيلة الفترة الماضية جعلهم مؤهلين للمشاركة في مثل هذه العمليات والتفوق فيها و"عاصفة الحزم" أظهرت لنا نتائج هذا التدريب وثمراته، كما أن القوات الجوية خلال السنوات الماضية ضاعفت طواقمها وأضافت طائرات جديدة مطورة كالتايفون وطائرات التدريب وF15، كل هذا التطوير أسهم في إنجاح العملية.
من جهته قال لـ"الاقتصادية" اللواء سعود الزهراني قائد القوات المسلحة بمنطقة الخرج سابقا، إن "عاصفة الحزم" اسم على مسمى لأنها فاجأت الجميع وأدت دورها بشكل جيد وجاءت في وقتها المناسب لتحجيم قدرات الحوثي وإمكاناته ولو تأخرت قليلا لحصل ما لا تحمد عقباه، كما أن تحالف هذه الدول واجتماعها والتخطيط للعملية بسرية تامة وتنفيذها كما هو مخطط له إنجاز يحسب للقوات المسلحة السعودية التي قادت العملية بالتعاون مع الحلفاء المشاركين فيها، كما أن الدقة في تنفيذ العمل العسكري أثّر على ميليشيات الحوثيين ومنعهم من التقدم للجزء الجنوبي من اليمن.
وأضاف الزهراني، أن القوات الجوية السعودية والقوات المشاركة استطاعت خلال ربع الساعة الأولى من العملية أن تقوم بعملية تشويش كاملة لجميع الأجهزة التقنية والوسائل الموجودة لدى الحوثيين وهذا ساعدها على السيطرة على المجال الجوي وهذا يحسب لهم ويدل على قوة ومهارة جنودنا وقواتنا المشاركة في العملية وحلفائها.
من جهة أخرى أكد لـ"الاقتصادية" الفريق عبدالعزيز الحسين نائب رئيس هيئة الأركان العامة السابق أن العملية جاءت في الوقت المناسب لاستعادة الحكومة الشرعية وإعادة البسمة إلى اليمن السعيد، كما أن قيادة خادم الحرمين الشريفين بالفكر الصائب وبجهود رجالنا البواسل الذين تمكنوا من إطلاق العملية في الوقت المناسب وبدقة عالية وتخطيط مميز وبمشاركة دول التحالف كلها عناصر أسهمت في نجاح العملية.
وأضاف الحسين، جميع الزملاء المشاركين في العملية يقومون بواجبهم على أحسن وجه ونتمنى لهم التوفيق والسداد ونرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى بأن ينصر القوات المشاركة في العملية وأن يوفقهم في مهمتهم ضد هذه الفئة الضالة التي تعمل لمصلحة أيادٍ خفية تسعى للتأثير على الأمة الإسلامية التي تتميز بالهدوء والحضارة والأمن والاستقرار.