«عاصفة الحزم» .. رياح التفاؤل في فضاء عربي
«عاصفة الحزم» .. رياح التفاؤل في فضاء عربي
هل يمكن لساعات قليلة كالتي جرت فجر الخميس أن توجد كل هذا التغيير في المشهد السياسي والعسكري والفضاء الثقافي لملايين العرب، الذين أدمنوا الشكوى في فضاءات التواصل الاجتماعي، وهم يرون أحلامهم في كل مرة بعز للعرب تذهب أدراج الرياح، لكنهم بالأمس رأوها تعود مقفلة تحمل البشر بفجر عربي جديد يجري فيه صفع الخائن وتأديب الظالم وإيقاف الباغي عن أرض أسرف في إيذائها.
جميلة هي ساعات الحسم وإعادة الأمور إلى مجاريها، والأجمل أن تكون عاصفة الحزم العملية العسكرية التي اختار اسمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تيمنا بمقولة والده المؤسس المعروف الحزم أبو اللزم أبو الظفرات والترك أبو الفرك أبو الحسرات.
كانت ساعات قليلة تفصل الترك أو ترك الأمور على عواهنها من مصير الحسرات لشعب عربي يرى حجر الزاوية في تاريخ انتشاره الوجودي وجغرافيا توزعه الحالي، وهو يضيع متخذا "قم" قبلة سياسته بدلا من قبلة طالما توجه لها أبناء اليمن السعيد تجاه بيت الله الحرام حتى صار أحد أركانه يحمل اسم اتجاههم وهو الركن اليماني.
تتقلب أبصار اليمن في طبيعتهم نحو أشقائهم من العرب كامتداد طبيعي لهم كما تعود أبصار العرب جميعا نحو حجر الزاوية في أقصى الجنوب للتأكد دائما من هويته العربية وعدم تعرضه للإيذاء من قراصنة البحر والبر الطامعين في موضع قدم في هذه الأرض المباركة.. لذا كان التفاعل عاليا من أبناء العرب الشرفاء من الخليج إلى المحيط.
كلمات عظيمة قالها الأشقاء العرب بدءا من الأردن، حيث صرخت ناشطة وكاتبة لتقول في قرار المملكة بضرب المعتدين في اليمن إنه القرار الذي يعيد بعض العزة للعرب، والعرب إن عرفوا طريق العودة فلن يضيعوا أبدا بإذن الله. كلمات أخرى من دول عربية أخرى حملت ذات الطابع، وفي كل أشكال الدعم تقف نفوس شامخة محبة للعزة والكرامة في عصر دنست كرامة الأمة بفعل اختلافات أبنائها وبغير بعضهم على بعض.