سياسيون: قدرة الشعب اليمني ووحدة الصف الخليجي عاملان مهمان لنجاح «عاصفة الحزم»
سياسيون: قدرة الشعب اليمني ووحدة الصف الخليجي عاملان مهمان لنجاح «عاصفة الحزم»
قال لـ "الاقتصادية" ناصر الفضالة عضو مجلس النواب البحريني سابقا، نائب الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي في البحرين، إن هناك اتفاقا وتأكيدات خليجية وعربية ودولية على أهمية وقف تمدد الحوثي المدعوم من إيران في اليمن، الذي يحاول السيطرة على جنوب اليمن، وهي تعد منطقة خطرة وحساسة خليجيا وعربيا ودوليا بسبب قربها من باب المندب. كما أن الرأي الشعبي الخليجي منذ فترة يدعو منذ بداية الحركة الحوثية في السيطرة على عدد من المواقع في اليمن، لوقف هذه التمدد الحوثي الذي تدعمه إيران بكافة الطرق.
وتابع: هذا التمدد يعد ذراعا إيرانية للسيطرة على اليمن، خصوصا أن هناك تجارب في ثلاث دول في المنطقة كان لإيران دور كبير في زعزعة أمنها واستقرارها للسيطرة عليها فيما بعد وهي العراق، سورية، ولبنان، حيث أصبح القادة الإيرانيون لا يتورعون أكثر من مرة التصريح بأن هذه الدول باتت تحت سيطرتهم، الآن جاء الدور على اليمن. وأوضح أن الحوثيين يتحركون بدعم إيراني واضح للمجتمع الدولي، لذا كان لا بد أن تتحرك السعودية وبقية دول الخليج والدول العربية لوقف هذا الزحف والتمدد الإيراني في اليمن.
وتابع: نشعر بنوع من التفاؤل بأن حملة "عاصفة الحزم" ستحقق أهدافها بشكل سريع، خاصة أن اختيار كلمة "الحزم" يعني أن هناك حزما سريعا لهذا التمدد. ولفت إلى أن هناك رؤية خليجية وعربية موحدة تجاه ما يحدث في اليمن ومحاولة الحوثيين السيطرة عليها، لذا تحركت هذه الدول مجتمعة لوقف هذا التمدد وإعادة الأمن والاستقرار لليمن. ندعو الأطراف اليمنية للالتزام بمبادئ المبادرة الخليجية حتى تعود اليمن آمنة ومستقرة.
وأضاف: على الرغم من أن هناك تأييدا دوليا، ولكن يجب أن تكون الدول الخليجية والعربية حذرة في تعاملها مع ردود الأفعال الدولية، التي عودتنا دائما أنها تحرص على رعاية مصالحها الاقتصادية والأمنية في المقام الأول، وليس لمصلحة المنطقة، مشيرين إلى أن القادة الخليجيين والعرب مدركون لذلك، لذا يجب أن تكون هذه الحملة سريعة وتحقق أهدافا حتى لا يطول أمدها، مما يعني استنزاف موارد المنطقة العسكرية والاقتصادية، مما يؤدي إلى إضعاف القوى الخليجية والعربية من خلال جعل هذا الصراع يشتد ويمتد ليشمل دولا أخرى في المنطقة.
وأشار إلى أن دول الخليج عليها أن تعتمد في هذه المرحلة على تحالف القبائل القوية في اليمن ومكونات الشعب اليمني الحريص على أمن واستقرار بلاده، مشيرا إلى أن ذلك حتما سيساعد على تحقيق الأهداف الرئيسة من حملة عاصفة الحزم حتى تستطيع دول الخليج امتلاك زمام الأمور في اليمن تمهيدا لعودة الشرعية لليمن.
واستبعد الفضالة أي تدخل بري للقوات العسكرية الخليجية والعربية، وإنما سيكون التركيز حاليا على الضربات الجوية التي تستهدف القواعد العسكرية للحوثيين وتجمعاتهم لإضعافهم ودفعهم نحو العملية السلمية التي تخدم اليمن، مشيرا إلى أن دول الخليج لا تريد دخول حروب في المنطقة، فهنالك كثير من الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تواجه المنطقة العربية.
من جانبه، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام الكويتي سابقا، إن دول الخليج والدول العربية المشاركة في حملة عاصفة الحزم دخلت هذه الحرب مضطرة، حتى تعيد الشرعية للحكومة اليمنية، حيث حاولت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية والدعوة للحوار والمفاوضات دون أن تستثني أحدا من أطياف الشعب اليمني، ولكن الحوثيين رفضوا كل هذه الدعوات. وأضاف: من الواضح تماما أن هذه الحملة تلقى تأييدا كبيرا من الشعب اليمني نفسه، والأهم كي يستمر هذا التأييد إلا تطول هذه العملية العسكرية حتى تعود القيادة للجيش اليمني والحكومة الشرعية لمسك زمام الأمور هناك، من أجل تحقيق واقع سياسي توافقي جديد ينهي الحالة الدامية في اليمن.. معربا عن اعتقاده أن الحملة أدخلت دول الخليج لمرحلة تاريخية جديدة، تؤكد أن هذه الدول مهما اختلفت في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من خلال مشادات إعلامية حادة، لكنها تكون يدا واحدة وجسدا واحدا حينما تمر بالأزمات التي تهدد أمن واستقرار أي منها.
وتابع: هذه رسالة واضحة لإيران وغيرها من الأطراف الأخرى بأن أمن واستقرار الجزيرة العربية خط أحمر وأن جميع دولها مناطق للأمن الخليجي والعربي، خاصة أن هذه الحملة وجدت تأييدا من مصر والسودان والأردن. وأضاف: المهم الآن هو ماذا بعد أن تضع الحرب أوزارها، حيث يجب إلا تتأخر دول الخليج في دعم اليمن اقتصاديا ومساندته الخروج من أزماته الاقتصادية من خلال تقديم برامج اقتصادية، خاصة أن اليمن يعد من أفقر الدول اقتصاديا ويعيش حالة من الفقر، فنحو 50 في المائة من الشعب اليمني يعيشون تحت خط الفقر.
وقال: هناك أطراف وعلى رأسها إيران ترغب ومن خلال هذه الفرصة في استنزاف دول الخليج وجرها لمستنقع حرب أهلية طويلة. وأضاف: "نتمنى ألا يكون هناك تدخل عسكري بري في اليمن، لأن الحوثيين عبارة عن عصابات يصعب هزيمتهم بريا بواسطة الجيوش العربية المنظمة".
وتابع: إنجاح هذه الحملة يتوقف على قدرة الشعب اليمني على استغلال هذا الظرف التاريخي، وتبني توافق سياسي لا يستبعد أحدا من العملية السياسية، وأيضا دعم الدول الخليجية لليمن ومساعدته للنهوض من هذه الأزمة، كما أن هناك ضرورة لتماسك الجبهة الخليجية الداخلية من خلال وحدة الموقف الخليجي بقيادة السعودية.
وأضاف أن للتدخل الخليجي العسكري باليمن نتائج إيجابية، أهمها التأكيد على أن دول الخليج وحدة واحدة وفعلها مشترك وسياساتها موحدة تجاه قضاياها الأمنية المصيرية، وأن الجزيرة العربية ستبقى عربية بيمنها وخليجها العربي، والتدخل في شؤونها من قبل الآخرين خط أحمر لن تقبل به دول الخليج، وأن الحرب ضد الحوثيين ليست طائفية من قبل دول الخليج "السنية"، كما ستعمل إيران وأتباعها على تصويرها، فهذه الدول تشن حربا جوية منذ أشهر ضد "داعش" السنية في العراق وسورية، وتواجه خطر القاعدة "السنية" بجزيرة العرب الموجودة في اليمن منذ سنين، وأن الفعل العربي في هذه المرحلة هو فعل خليجي بالدرجة الأولى، وهذا هو قدرنا في الخليج في هذه المرحلة المظلمة من تاريخنا العربي.
وتوقع أن تعمل إيران وأعوانها في المنطقة على تصوير ما يجري على أنه عدوان وغزو واحتلال "سعودي" (هناك تعمد للتشديد على "سعودي" ــ لمحاولة عزل باقي الدول الخليجية عن السعودية كاستراتيجية إيرانية)، وعلينا ألا نتصرف أو نصرح بما يمكن أن يخدم هذا الهدف الخبيث.
ودعا إلى المسارعة في حسم الوضع العسكري ومساندة الشرعية والحكومة والجيش اليمني لتسلم زمام الأمور وتحاشي الظهور في المشهد اليمني العلني، والعمل سريعا على وضع خطة إنقاذ اقتصادية خليجية للوضع اليمني الذي قارب الانهيار، وتعزيز الجبهة الخليجية الداخلية، والحرص على عدم حدوث اختراقات للداخل قد تقوم بها إيران وأعوانها، وذلك بضبط الأمن الداخلي بروح القانون واحترام حقوق الإنسان الخليجي، وإشراكه في إدارة الصراع، كي يشعر بأنه متخذ قرار وله مصلحة مصيرية فيما يجري.