بيكيه .. اللاعب الذي حصل على كل شيء

بيكيه .. اللاعب الذي حصل على كل شيء
بيكيه .. اللاعب الذي حصل على كل شيء

يمكنك أن تبدأ بفهم شخص ما فقط عندما تلتقي والديه، ومباشرة بعد المقابلة التي أجريتها مع جيرارد بيكيه، حضر والده. نحن في مجمع للمكاتب خارج برشلونة، في كيراد جيمز، شركة ألعاب الفيديو الناشئة التي أسسها بيكيه خلال رحلة الانتصارات والفوز مع نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا بكؤوس جميع بطولات كرة القدم. والده رجل في منتصف العمر، أنيق بشكل خيالي، مع وشاح من الحرير ملفوف بشكل منظم. إنه يعطيني درسا وديا وسريعا في قواعد اللغة الإسبانية. بيكيه الأب رجل أعمال يكتب الروايات أيضا. ووالدة بيكيه عالمة أعصاب بارزة.

يعتبر جيرارد بيكيه (وهو أيضا حفيد مدير برشلونة) ذلك الوحش النادر، لاعب كرة قدم بارع من الطبقة الوسطى الميسورة، الأمر الذي يعطيه وضع أفضلية غير عادية حول مهنة مذهلة. انضم إلى نادي الحي الذي يقيم فيه، نادي برشلونة لكرة القدم، عندما كان طفلا. ولعب مع طفل صغير صامت أرجنتيني اسمه ليونيل ميسي عمره 13 سنة. وعند بلوغه عمر 23، كان قلب الدفاع في فريق برشلونة الذي قهر كل منافسيه، وكان بطلا للعالم مع منتخب إسبانيا. وبحلول ذلك الوقت كان قد التقى بالمغنية شاكيرا. وفي يوم حوارنا معه، بدت مثقلة بحملها بطفلهما الثاني. جاء بيكيه مباشرة إلى المقابلة بعد موعد مع الطبيب. وطوال هذا الوقت واصل محاولة أن يعيش ما يعتبره حياة طبيعية – أي حياة الطبقة المتوسطة الميسورة في برشلونة.

كيف يضفي التناسق المنطقي على كل ذلك؟ وما الذي تظل ترغب فيه إذا، كان يبدو أنك في الثامنة والعشرين وتملك بالفعل كل شيء؟

عندما قدنا أنا ووكيله، أرتورو كاناليس، السيارة متجهين إلى موقف السيارات في المجمع قبل المقابلة، هاجمتنا سيارة من الخلف، وهي تصدر أصواتا. استبعدنا الحادث باعتباره تصرفا صبيانيا. ثم ترجل من السيارة بيكيه الطويل القامة والوسيم والملتحي، وهو يضحك بفرح على مزاحه. في الداخل، مكتب كيراد مفروش بسجاد العشب الاصطناعي الأخضر، مثل ملعب لكرة القدم. بيكيه يحيي موظفيه (يقول إنه يجد أن مطوري البرمجيات رائعون)، ثم يجلس على كرسي مكتبه الهزاز مثل رئيس تنفيذي شاب على نحو سخيف. طرحت عليه الأسئلة باللغة الإنجليزية - لغة يفهمها تماما بعد أربع سنوات قضاها في وقت مبكر مع مانشستر يونايتد - ويجيب باللغة الإسبانية.

أعاد برشلونة شراءه من يونايتد مقابل ثمانية ملايين يورو في عام 2008، عندما كان عمره 21 عاما. ولم يكن قد أصبح لاعبا أساسيا قط في إنجلترا. برشلونة، أيضا عند أدنى مستوى له، كان قد قرر أن يحدث بداية جديدة له تحت قيادة مدرب مبتدئ بالقدر نفسه، هو بيب جوارديولا (37 عاما). في السنوات الأربع التي أعقبت ذلك، نادرا ما خسر بيكيه أي مباراة. مع برشلونة فاز بألقاب إسبانية واثنتين من بطولات الأندية الأوروبية، ومع إسبانيا أصبح بطل العالم في عام 2010 وبطل أوروبا في عام 2012. وربما لا يوجد لاعب كرة قدم في التاريخ أصبح مزينا بمثل هذه الانتصارات في هذا العمر الشاب.

ابتكار سعودي

على جدار مكتبه الشخصي في كيراد يعلق ميداليته من كأس العالم.
وجهت له القول "لقد فزت بكل شيء بالفعل".

يضحك: "كأس القارات ليست موجودة". بطولة الفرق الوطنية التي ابتكرتها السعودية في التسعينيات لم تؤخذ على محمل الجد.

لكن كيف تتكيف عاطفيا مع الفوز بكأس العالم وأنت في عمر 23؟

"أصْدُقك القول، حدث كل ذلك بسرعة بحيث وجدت الفوز وضعا طبيعيا. عندما بدأت في الخسارة كان ذلك حين بدأت أفهم كل شيء كنت قد فزت به. كان الأمر كما لو كنت تذهب للعب في مسابقة مثل كأس أو دوري، وكأنك ذاهب للفوز به. ثم تبدأ في كسب كل شيء، وتعتقد أنك الأفضل ويجب أن تفوز. لا يمكنك أن تضيع هذه الفرصة. لأننا كنا ذاهبين بمثل تلك السرعة التي كنا نفوز من خلالها على أي فريق يواجهنا".

لكن ألم تكن في حاجة إلى الوقت لإدراك الأمر "يا إلهي، أنا 23 وأنا بطل العالم"؟
"لا، لأنني كنت قد التقيت بشاكيرا وبدأت أفكر أكثر في الجانب الشخصي لدي. وواصلنا الفوز". وقال مبتسما: "تعبَتْ شاكيرا في البداية لفهم أهمية الفوز بكأس العالم. أعتقد الآن أنها تفهم الأمر أكثر من ذلك بكثير بعد أن أوضحت لها الأمر. كان الأمر بالنسبة لها مجرد مسابقة أخرى مع فرق مختلفة، وأن أحد هذه الفرق سيفوز ويشعر الجميع بالسعادة في بلدهم - وكرة القدم ليست كذلك".

مدرسة جوارديولا

كان العقل المدبر وراء التمريرة القصيرة الجديدة للعبة الإسبانية هو جوارديولا. ويقول بيكيه "كثير من المدربين يجعلونك تفعل شيئا ما، وأنت تفعل ذلك لأنهم في الأساس هم رؤساؤك. لكن جوارديولا يفسر لماذا. إنه الشخص الذي يجعلك على فهم بهذه الرياضة. إنه يحلل الخصم، ثم يشرح أنه ينبغي لنا أن نفعل هذا لأنهم يفعلون ذلك، بعدها يمكن أن نحصل على مساحة في هذا المكان أو ذاك. ويصبح الأمر بهذه الطريقة في المباراة وهو يكون فخورا لأنه على حق. لقد صنع اللعبة قبل بدء المباراة".

#2#

"قادنا من السنة الأولى وكان يساعدنا على الفوز بالألقاب، لكنه أيضا كان يتعلم معنا. كرة القدم كل حياته تقريبا. إنه مهووس جدا بالأشياء التي يحبها". (الكلمة الإسبانية ترجمتها "الهوس" لكنها تحمل معنى أكثر إيجابية على نحو "مُرَكِّز، مكرس حياته").

بيكيه نفسه يعترف بأنه أقل هوسا. في الملعب، مع لحيته، وحركته القوية الحرة التي يبدو وكأنها تصدر عنه عفوا، وهدوئه في التعامل مع الكرة، يبدو وكأنه محب بارد بين الرياضيين المتعصبين. وقال "عندما ألعب مباراة سيئة، لا أحب التفكير في المباراة. في النهاية، كل شخص يفهم كرة القدم بالطريقة نفسها التي يفهم بها الحياة".

في فرقة جوارديولا، بيكيه هو الذي يلطف الأجواء. إنه يحاول اللعب "بابتسامة"، بالطريقة التي يلعب بها بطله، ماجيك جونسون، كرة السلة. وقال عنه صانع ألعاب برشلونة، تشافي "نقل إلينا جيرارد مرحه وشبابه. جاء مع فكرة الاستمتاع بالوقت، وهذا ليس كرة القدم. بالنسبة لنا، كرة القدم وظيفة".

فكاهة طفولية

من مانشستر يونايتد، استورد بيكيه إلى إسبانيا الفكاهة التي غالبا ما تكون طفولية في غرفة تغيير الملابس الإنجليزية. فقد يأخذ البطارية من هاتف ميسي. وميسي، المولود البريء، قد لا يشتبه حتى في وجود مؤامرة. واعتاد بيكيه وشريكه منذ فترة طويلة في مركز قلب الدفاع، كارليس بويول، أن يتحادثا خلال المباراة على النحو التالي:

بويول: "جيري، جيري، جيري!"

بيكيه: "ماذا"

بويول: "لا شيء. أردت فقط التأكد من مركز".

وكان لدى كل من بيكيه وجوارديولا مواجهات خاصة بهما. جوارديولا يشتبه في أنه يتهادى بصورة متراخية في بعض الأحيان، لاكتسابه الوزن وقلة اهتمامه بنفسه بعد لقاء شاكيرا. ومع ذلك، كان الإعجاب بينهما متبادلا. ويعتقد جوارديولا أن الإبداع في برشلونة بدأ مع تمريرات بيكيه التي تأتي من الخلف. وكتب أليكس فيرجسون، الذي كان مديرا فنيا لبيكيه في مانشستر يونايتد، في مذكراته "كان بيكيه بلا شك أكثر لاعب لم يحصل على التقدير الذي يستحقه في فريقهم (برشلونة) لقد قال لي جوارديولا إنه كان أفضل لاعب تعاقدوا معه". وبناء على ذلك، نادرا ما تجرأ جوارديولا على إثارته. وذكر المدرب المساعد في برشلونة في ذلك الحين، تيتو فيلانوفا، في عام 2011 "كانت هناك لحظة كنا نصلي فيها من أجل صحة بيكيه. إذا كان قد سقط من إصابة ما، كل شيء قد يحبط".

ويقول بعضهم إن بيكيه يلعب مثل مدرب على أرض الملعب. واقتبسُ له حكمة من المدرب الهولندي يوهان كرويف، والد أسلوب برشلونة "كرة القدم لعبة يتم لعبها برأسك".
يرد بيكيه "أعتقد أن هذا صحيح هنا في برشلونة أكثر من الأندية الأخرى على الإطلاق".

قاعدة الـ 5 ثوان

أكثر مباريات برشلونة مبرمجة مسبقا مثل مجموعة تلعب في ملعب كرة قدم أمريكية. اللاعبون لديهم مهام محددة مسبقا. مثلا، بعد خسارة الكرة، يطبق لاعبو برشلونة "قاعدة الخمس ثوان": يقضون خمس ثوان في مطاردة الكرة سعيا لاستعادتها مرة أخرى. (كتاب "بيب كونفيدنشال" بقلم مارتي برارنوا يكشف عن المتغير، و"قاعدة الـ 32 دقيقة": موظفو جوارديولا يعرفون أن المدرب لا يمكن أن يفكر في أي شيء آخر غير كرة القدم لمدة أطول من نصف ساعة).

يقول بيكيه "ربما يكون ريال مدريد أكثر قوة من الناحية الجسدية، لكن عندما يهاجمون لا يكونون منظمين كما هو حالنا. لديهم لاعبون يستفيدون أكثر من سرعتهم، ومواهبهم الفذة. ربما يتجاوزك كريستيانو رونالدو منطلقا من اليمين أو اليسار، (جاريت) بيل على اليمين أو اليسار. لديهم الحرية أكثر بكثير، وبذلك ربما يكونون أكثر فوضوية".

ويقول بيكيه "إن مدافعي برشلونة يعاينون مواقعهم في كل ثانية". اللاعبون المميزون مثل ليو (ميسي) أو نيمار ربما لديهم مزيد من الحرية ولا يفكرون كثيرا في البقاء في مواقعهم.

مهاجمة الخصم يمكن أن تجلب الفوز - يمكن لليو ونيمار إبراز مواهبهم وتحقيق الفوز - لكن أعتقد أن الدفاع هو منطلق الفوز بالألقاب. ويقول "الدفاع في برشلونة يعتبر عملية دقيقة بشكل خاص". ويضيف "نحن الفريق الوحيد في العالم الذي يدافع مع الاستحواذ على الكرة، وفي ملعب الفريق المنافس. فرق مثل أتلتيكو مدريد وتشيلسي تشعر براحة أكثر في الدفاع في منطقة الجزاء الخاصة بهم مع 11 لاعبا وراء الكرة. نحن لا نفهم كرة القدم بهذه الطريقة".
وحتى بعد أن استقال جوارديولا، المنهك، في عام 2012 بالكاد تغير أسلوب برشلونة. فقد تولى الأمر تلميذه، فيلانوفا. ويتذكر بيكيه تلك الفترة "كان خبرا رائعا بالنسبة لي". ويضيف "تيتو وأنا كانت لنا علاقة متميزة، لأنه كان مدربي عندما كنت في عمر 14 ـ 15 عاما". كان ذلك أيام فريق الشباب الذي لا يقهر، الذي كان يضم بيكيه وميسي وسيسك فابريجاس وجميعهم ولدوا في عام 1987.

في عام 2013 فاز فيلانوفا مع برشلونة بلقب الدوري الإسباني مع 100 نقطة، وهو رقم قياسي للنادي. لكن فيلانوفا أصيب بسرطان الحنجرة وتوفي في نيسان (أبريل) 2014، عن عمر يناهز 45 عاما.

ويقول بيكيه "تخيل. يبدأ رئيسك بالشعور فجأة بأنه في حالة صحية سيئة، وبين يوم واليوم التالي لا يكون موجودا هناك. هذا ما جعلنا ننهض ونواصل الفوز، وكنت أشعر أنه معنا".
بالتأكيد توفي فيلانوفا وهو لديه أشياء أكبر من نتائج برشلونة ليقلق بشأنها؟
يعترف بيكيه "الحقيقة هي أنه ليس في الأمر أي منطق. لكن هذا وسيلة لاستدعائه، ليشعر بأنه معنا في شكل ما".

الحياة العائلية

في كانون الثاني (يناير) 2013 ولد لبيكيه وشاكيرا (تكبره بعشرة أعوام بالضبط) طفلهما، ميلان. مثل بيكيه، أصبح ميلان عضو برشلونة الاجتماعي، بالميلاد. ونشر بيكيه وشاكيرا صورا له على شبكة الإنترنت، للحد من قيمة الصور وبالتالي ردع المصورين. وفي 30 كانون الثاني (يناير) الماضي غرّد بيكيه بولادة ابنهما الثاني، ساشا. (وعلى غير عادة لاعب كرة، يكتب بيكيه مشاركاته بنفسه على وسائل الإعلام الاجتماعية).

في برشلونة، كما يقول، يمكنه هو وشاكيرا الذهاب الآن إلى المطاعم معا. ويصف حياتهما العائلية بأنها "هادئة جدا وطبيعية".

"أنا أحب القيام بالأعمال المنزلية، وتغيير الحفاظات واللعب والقراءة قبل النوم وجلب ميلان من المدرسة. كان لي الحظ أن عائلتي أعطتني دائما كثيرا من الحب، وأعتقد أن لدي القدرة على إعطائها لأولادي".

هل ما زلت تغني لميلان نشيد برشلونة كل ليلة؟

يقول ضاحكا "فعلت ذلك عندما كان ميلان صغيرا لأنه كان دائما يطلب مني غناء هذه الأغنية. إنه من مشجعي برشلونة. الآن يفضل أغنية ميكي (ماوس)".

نظرا لامتيازاتك، هل تشعر بالأزمة الاقتصادية في المجتمع من حولك؟

يجيب "يظن الناس دائما أن لاعبي كرة القدم يعيشون في فقاعة منفصلة عما يحدث في الخارج. لكن لدينا الإخوة والأقارب والأصدقاء الذين يمرون بهذه الأزمة. وبشكل واضح، مهما حاولت أن أضع نفسي مكان الشخص الذي يعاني، فإنني لن أعاني مثلما يعاني هو نفسه. لكننا نعرف أين نحن وماذا يحدث. لدى كثير من لاعبي كرة القدم اهتمامات أكثر مما يظن الناس. لم أشعر أبدا أن لاعب كرة القدم كان الأنموذج الأولي لشخص لديه ثقافة قليلة، أو ذكاء قليل. لقد التقيت بجميع الأصناف. اليوم فقط، مثلا، كنت أتحدث إلى (الزميل خافيير) ماسكيرانو حول كيف وأين يمكن الاستثمار".

وقال والد بيكيه مرة لصحيفة "لا فانجارديا"، "إن ابنه كان لديه معدل ذكاء يبلغ 170. ولفترة ما، درس بيكيه اقتصاديات الأعمال في كلية ESADE لإدارة الأعمال في برشلونة، ثم أسس كيراد جيمز. ونشأ وترعرع في لعبة فوتبول PC، التي تتيح للاعب أن "يكون" رئيس النادي ومدربه. (وهذا قد يكون تدريبا جيدا لبيكيه الذي يتطلع لأن يترشح في يوم ما لدور الطبقة المتوسطة الميسورة المتمثل في رئاسة نادي برشلونة).

ويقول "لعبت (فوتبول PC) لسنوات عديدة، وكان العيب الرئيسي الوحيد فيها هو أنك لا تستطيع أن تلعب ضد أصدقائك". وقد حلم بنسخة من شأنها أن تسمح بالتنافس مع الأصدقاء على الشبكات الاجتماعية. وكتب بنفسه اقتراحا استغرق أكثر من 30 صفحة وأنتجت كيراد اللعبة، التي أطلق عليها اسم المدير الذهبي، ولديها الآن خمسة ملايين مستخدم، من بينهم واين روني.

مستوى متراجع

في حين كانت حياة بيكيه خارج الملعب تتحرك إلى الأمام، كان ناديه يتراجع. استقال فيلانوفا في تموز (يوليو) 2013، بعدما حال مرضه الشديد دون استمراره، عقب وقت قصير من تفوق بايرن ميونيخ على برشلونة في دوري أبطال أوروبا. ولم يفز برشلونة بأكبر جائزة في أوروبا منذ عام 2011. وإذا ما أطاح به مانشستر سيتي خارج المنافسة في الجولة المقبلة من دور الـ 16، فإن وسائل الإعلام التي لا تعد ولا تحصى التي تتابع برشلونة على مدار الساعة، ستعلن عن أزمة شاملة في النادي.

وإذا كان الأمر كذلك، فسيلقي بعض اللوم على عاتق بيكيه. ويوم الإثنين من الأسبوع الماضي احتفل هو وشاكيرا بعيد ميلادهما المشترك. وفي عمر 28 عاما، هو الآن في مرحلة يصل فيها قلب الدفاع عادة إلى أقصى إمكانياته. لكن بالنظر إلى ما أحرزه في سنواته الأولى، النقاش حول انحداره بدأ منذ فترة طويلة. في كأس العالم العام الماضي، تم استبعاده من التشكيلة بعد خسارة إسبانيا 1-5 في المباراة الافتتاحية أمام هولندا. وفي وقت مبكر هذا الموسم، وضعه مدرب برشلونة الجديد، لويس إنريكي، على دكة الاحتياط مرارا وتكرارا.

لكن بيكيه يرى نفسه قائدا يساعد على بناء فريق برشلونة الجديد. ويقول إن تشابي وأندريس إنييستا وميسي "هم القادة وأكثر اللاعبين المخضرمين". ويضيف "بعدهم يأتي (سيرجيو) بوسكيتس وأنا ـ الأشخاص الذين كانوا موجودين منذ سنوات وبدأ يكون لديهم كثير من الوزن في الفريق". ويضيف، "لكوننا لاعبين نشأوا في النادي نعرف ما يعنيه هذا النادي وكل تاريخه. الأمر ليس كذلك بالنسبة لشخص من الخارج".

إنه يعتقد أن اللاعبين الذين نشأوا في النادي عليهم أن يساعدوا الوافدين الجدد الأجانب على الاندماج. وقال لي نيمار في العام الماضي "إنه عندما التحق ببرشلونة كان خجولا جدا، لكن كان الفريق رائعا معي. يمزحون معي منذ البداية، قائلين إنهم يستعدون للفوز على البرازيل في نهائيات كأس العالم. أنا لا أعتقد أن هناك أي غرور".

ليونيل ميسي

ربما يعرف الجميع من هو أهم شخص في غرفة الملابس - على الرغم من أن ميسي نادرا ما يتحدث. يقول بيكيه، هذا الفريق المكون من ذوي الخبرة ليس بحاجة إلى زعيم صاخب يقول لأعضائه ما يجب القيام به كل يوم. بالنسبة له، ميسي يقود من خلال تصرفاته "يتسلم الكرة، ولديه الشخصية اللازمة لتولي الأمر عندما يسوء الوضع. الشعور بالمسؤولية الذي لدى ميسي الآن كبير جدا".

ربما يكون بيكيه هو الشخص الوحيد خارج أسرة ميسي الذي يعرفه منذ فترة طويلة، وقد شاهد تغييره. يقول "عندما تكون أصغر تكون الكرة لعبة تمارس بشكل جيد على أرض الملعب. عندما تكبر ترى أن هناك أشياء أخرى كثيرة، مثل الاعتناء بنفسك، والنوم في الليل. أعتقد أن ذلك في هذا المعنى، وقد نضج ليو كثيرا".

هل نَمَوْتَ أنت؟ هل أنت الآن أفضل من ذلك اللاعب البالغ من العمر 23 عاما الذي فاز بالفعل بكل شيء؟ قال بيكيه وهو يستخدم الكلمة الإنجليزية "بالتأكيد". وأضاف "على الرغم من أن هناك أناسا يعتقدون العكس في الأشهر الأخيرة. أشعر أنني أكثر أمنا على أرض الملعب. إذا كنت قد ارتكبت خطأ قبل ثلاث سنوات، فسيكون لدي مزيد من الشكوك. الآن عندما ترتكب خطأ فإنك تعلم أنك بحاجة إلى القتال ضده وتصعيد موقفك".

ويتابع "يمكنني أن أسجل مزيدا من الأهداف. يقول الناس دائما إن دفاع برشلونة ضعيف، لكن هذا العام نعترف بأننا سجلنا تسعة أهداف فقط في 19 مباراة. على الصعيد الشخصي، أود أن أكون رائدا مثلما كان بويول. لكنني سعيد بالمهنة التي لدي".

الانتقاد الأخير الموجه له، كما يقول "كان أكثر حول هذه الاضطرابات خارج الملعب. هناك شيئان أو ثلاثة أشياء قمت بها بشكل غير صحيح، مثل الهاتف المحمول على دكة البدلاء".

وبعد أن تم ضبطه وهو يتفحص هاتفه في دكة البدلاء أثناء مباراة في تشرين الأول (أكتوبر)، استبعده لويس إنريكي. في ذلك الوقت أيضا علِق بيكيه وشقيقه بمشاجرة ليلية مع الشرطة في برشلونة. لكنه يقول إنه ترك كل ذلك وراءه "الآن أرجو أن تكون مسيرتي لأطول فترة ممكنة، في حين إنني اعتقدت قبل بضع سنوات أنني يمكن أن أعتزل حين أصل إلى 30 عاما. هذا التغيير يحدث لجميع اللاعبين: متلازمة لاعب كرة القدم".

هل ستقضي السنوات المتبقية مع برشلونة؟

يجيب "أنا لا أرى نفسي ألعب في فريق آخر. هنا هو المكان الذي أشعر فيه بأنني الأسعد، وألعب بصورة أكثر راحة. لدينا أفضل فريق في العالم".

الأكثر قراءة