اليمين الهندوسي يقود حربا على «الزواج الجهادي»
تشاندراشيكار تيواري، هندوسي محافظ، مقتنع بأن مسلمي الهند يشنون "حبا جهاديا" - ويتآمرون للاستيلاء على السلطة عن طريق إغواء النساء الهندوسيات وجعلهن يعتنقن الإسلام.
يقول تيواري، الذي يترأس الفرع الإقليمي لـ "سانسكريتي باتشاو" (أنقذوا ثقافتنا)، وهي حركة هندوسية محافظة: "نحن نسميها مؤامرة، لأنهم يعتقدون أنه إذا ازداد عددهم، فإنهم سيحكمون بلادنا مثلما فعلوا في باكستان". وأضاف: "الهندوس سيصبحون أقلية".
وتقول جماعات يمينية، مثل سانسكريتي، إن هذا الشكل الأحدث من الحرب الدينية يجتاح البلاد.
ووفقا لتيواري، يتم الدفع "للمغرر" بهم وفقا للحالة الاجتماعية. ويتم دفع 600 ألف روبية (9600 دولار) كأعلى معدل للنساء الثريات من الطبقات الراقية. ويسخر كل من الليبراليين والهندوسيين المعتدلين وقادة الأقلية المسلمة في الهند من مثل هذه الادعاءات، مشيرين إلى أن مختلف الطوائف تعايشت في الهند لعدة قرون، وفعلت ذلك بشكل سلمي تقريبا منذ الاستقلال وسفك الدماء في عملية التقسيم عام 1947.
وفي مختلف أنحاء الهند، يتزوج الرجال الهندوس النساء المسلمات، اللاتي يتحولن في الغالب إلى الهندوسية، تماما كما يتزوج الرجال المسلمون من نساء هندوسيات.
وكتب نجم بوليوود، سيف علي خان، في عمود في الفترة الأخيرة في "إنديان إكسبريس": "أنا أعرف الزيجات المختلطة دينيا لأنني ابن لأحداها ويولد أطفالي منها أيضا". وأضاف: "التزاوج بين أشخاص من ديانات مختلفة ليس الجهاد. بل هو الهند".
لكن نظرية "الحب الجهادي" أعطيت فرصة جديدة للحياة بسبب الفوز الساحق في الانتخابات العامة قبل ستة أشهر، الذي حققه حزب بهارتيا جاناتا القومي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء، ناريندرا مودي.
وشن الأصوليون الهندوس الذين استعادوا نشاطهم إثر نصرهم في الانتخابات، حملة لمنع الهندوس من التحول إلى الإسلام أو المسيحية - وهو ما يحدث عادة بسبب الزواج المختلط، أو رغبة الهندوس من الطبقة الدنيا في البحث عن ملجأ في دين أكثر مساواة.
وتعد بوبال، عاصمة ولاية ماديا براديش في قلب الهند، أنموذجا من تاريخ الهند المعقد والمتعدد الثقافات. وقيل إنها تم تأسيسها من قبل راجا هندوسي، ووضعت في شكلها الحالي من قبل دوست محمد خان، وهو محارب مسلم من أفغانستان، في القرن الثامن عشر.
لكن نشطاء سانسكريتي باتشاو في المدينة حاولوا في الشهر الماضي منع زواج رجل مسلم يعمل في تصليح مبردات المياه من خريجة هندوسية، وحاولوا إقناعهما بإجهاض طفلهما، على الرغم من أن الشرطة قالت إن المرأة فعلت ذلك عن طيب خاطر منها.
وفي بلدة أخرى في الولاية، تم أخيرا اعتقال تسعة مسلمين بتهمة تحويل عدة أشخاص من جماعة الداليت - مجموعة من الطبقة الدنيا التي كانت تعرف باسم "المنبوذين" - إلى الإسلام.
وبموجب قانون ماديا براديش لحرية الدين، الذي أقر في الستينيات لمنع التحويل القسري، تعتبر عملية تحول شخص من دين إلى آخر دون إخطار السلطات المحلية جريمة.
واندلع صراع طائفي في مختلف أنحاء الهند عام 1992، بعد هدم أصوليين هندوس مسجد البابري في أيوديا في ولاية أوتار براديش، في موقع قيل إن راما، إله الهندوسي، ولد فيه ـ ويرجع تاريخ المسجد إلى القرن السادس عشر.
وتقول صاحبة فندق في بوبال تدعى أنجالي سينغ، كانت تسمى عُظمى رضا عندما كانت مسلمة قبل أن تتزوج قبل 18 عاما من هندوسي يدعى دانانجاي سينغ: "قبل عام 1992، لم نكن نعرف، في المدرسة، ديانة أي شخص منا". يوافقها سينغ الرأي قائلا: "كانت بوبال مختلفة تماما عن بوبال اليوم". ويضيف: "كان هناك في الواقع فخر بالثقافة، حتى فيما يتعلق بالدين الإسلامي (...) وقد نجت الثقافة الهندية لآلاف السنين من عديد من الغزوات التي استمرت مئات السنين. عندما تنظر في مجتمع متعدد الأوجه مثل بلدنا، يجب أن تكون نظرتك شاملة". وتم استغلال التوترات بين الهندوس والمسلمين منذ فترة طويلة من قبل السياسيين في أوقات الانتخابات، في حين قوضت النزعة الاستهلاكية والعولمة سلطة المحافظين القديمة في الطائفتين. وفي الواقع، يشعر الهندوس التقليديون في كثير من الأحيان بالقلق بشأن التأثيرات الغربية تماما كما يشعرون حيال الإسلام - تيواري يدين عروض الأزياء وحفلات السكر، إدانته لمن يقوم بتغيير دينه - ويقول بعض الهنود إن البلاد ببساطة في خضم ثورة اجتماعية حديثة. إيرا تريفيدي، مؤلفة كتاب "الهند في حب"، وهو كتاب عن الزواج والحياة الجنسية، تقول لا يوجد دليل حقيقي يدل على أية مؤامرة "جهاد الحب" من قبل المسلمين. "ولكن الواقع هو أن هناك الكثير من حالات الزواج بين الطوائف وبين الديانات المختلفة – هذه هي الحقيقة".
وتلاحظ تريفيدي أن المزيد والمزيد من الشباب الهنود يختارون شركاء حياتهم: "لقد كان لدى الهند انقسامات ثقافية وانقسامات طبقية وانقسامات دينية لعدة قرون، وفي عام 2014 ينهار كل هذا. لذلك هناك رد فعل هائل مقبل من مجموعة من كبار السن (...) سواء كانوا من الآباء أو الأجداد أو السياسيين أو المجالس القروية".
رد الفعل هذا من السهل كثيرا التعامل معه بالنسبة للأثرياء والهنود المتعلمين في المدن العالمية مما هو عليه بالنسبة للأزواج الفقراء في المدن الصغيرة والمناطق الريفية. سانجاي، وهو سائق هندوسي تزوج سرا من مسلمة يحبها منذ أيام الطفولة ولم يخبرا آباءهما المرعوبين إلا بعد عام من الزواج، يقول إن زوجته تبنت العادات الهندوسية في منزلهما، في حين أن طفليهما يتجاهلان الاختلافات الدينية ويعرفان كيف يقولا السلام عليكم لأجدادهما المسلمين. مع ذلك، القبول الكامل من قبل أي من المجتمعين يبدو بعيد المنال. ويقول سانجاي، الذي تظهر رغبته في أن يبقى مجهولا مدى حساسية المسألة: "تلك التسمية موجودة هناك، وهي أن الأم تعتبر مسلمة والأب يعتبر هندوسيا". وأضاف: "في الهند سيستمر هذا في كونه أمرا مهما. لا أعتقد أن هذا الأمر سينتهي في المستقبل".