الجاسر: دعم رواد الأعمال ليس كلمات جميلة تلقى في الملتقيات والمؤتمرات
أكد خالد الجاسر الرئيس التنفيذي لبنك البلاد، أن كافة الدراسات والمسوحات الاقتصادية أثبتت أهمية الدور الذي يلعبه رواد ورائدات الأعمال والفرص التي يصنعونها بأعمالهم للبيئة الاقتصادية المحلية.
جاء ذلك خلال ملتقى اتحاد رواد الأعمال لدول مجلس التعاون الخليجي (GEF) الذي تم انعقاده يوم الإثنين 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 في فندق الريتز كارلتون - الرياض بحضور الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، وقد شارك الجاسر كمتحدث في الجلسة التي أقيمت ضمن برنامج منتدى حفل جائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله لريادة الأعمال العالمية. وقال الجاسر: "لعل من أهم خصائص هذا القطاع أنه يقاس نجاح الاقتصاديات المتقدمة بمدى حجم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأنها المصدر الأول للتوظيف وإيجاد فرص العمل، فالباحث عن عمل يصبح مشغلا للآخرين. كما يتسم رواد ورائدات الأعمال بالجرأة والإقدام والمرونة العالية لمواكبة المتغيرات الاقتصادية. ودائما ما تأتي الأفكار الجديدة والخلاقة والإبداعية من رواد الأعمال، وهذه الميزة لا تتسم بها المنشآت الكبيرة والتقليدية، التي تحكمها الكثير من المعايير والضوابط التي إن جاز لنا القول إنها "تحد من الإبداع". وأضاف "عادة ما تعتبر هذه الشريحة بالنسبة للمستثمرين الخارجيين ورؤوس الأموال العالمية غير جاذبة، فرأس المال العالمي لا يعبر الحدود بسهولة ولا يصل عادة إلى للأسواق المتقدمة ويحجم بشكل كبير عن دخول أسواق ناشئة ونامية، وهنا تقع علينا المسؤولية. فإن لم نستطع أن نقوم بمسؤولياتنا كمؤسسات راعية ومسؤولة عن هذا القطاع، فإن الدعم لن يعبر الحدود ليصلنا لكي يقطف ثمار إبداع أبنائنا وبناتنا التي نحن بأمس الحاجة إليها".
وبين الرئيس التنفيذي لبنك البلاد أنه يجب علينا أن نقترب من الواقع وأن نتلمس احتياجات رواد ورائدات الأعمال لتكون جهودنا كمؤسسات سواء عامة أو خاصة هي إيجاد بيئة تساعدهم على الإبداع ولا تحد منه ولا تحجمه ولكنها تسيره تجاه احتياجات البلاد. خاصة أن من أكبر التحديات التي تواجه اقتصاداتنا الوطنية هو تنويع مصادر الدخل والتنمية المستدامة وترشيد الطاقة، وفي تلك العقول اليافعة والقلوب التي تنبض بالجرأة والحماس تكمن ثروة البلاد التي نعقد عليها الآمال لكي تصبح مملكتنا منارة للإبداع.
وأوضح الجاسر أن دعم رواد الأعمال ليس كلمات جميلة تلقى في الملتقيات والمؤتمرات، ولكنه سلوك اجتماعي وثقافة تبدأ من تربيتنا لأطفالنا وتمتد لمدارسنا وتنعكس على خططنا وتعاملنا كمؤسسات وجهات مشاركة في دعم هذه الثقافة، مضيفاً حرصنا في بنك البلاد أن نسير وفق هذا الاتجاه، وأن نطبق هذه القناعات وأن نصبح رافداً وطنيا ندعم الإبداع ورواده، وقد عملنا طيلة الفترة الماضية على إيجاد مثل هذه البيئة داخلياً وذلك كي نستطيع تحمل مسؤولية احتضان الإبداع، والاستفادة والإفادة من نجاحات هذه الشريحة المهمة وكي يكون البلاد "شريك النجاح" مع كل صاحب قلب جسور همه الإبداع وطموحه رفعة اسم البلاد.