حجاج يوثقون زيارتهم لموقع غزوة أحد .. صورا وتوقيعا
حول حجاج زائرين لجبل الرماة في المدينة المنورة إلى لوحة فنية تحفظ توقيع كل منهم وذكرياته لتلك الزيارة التاريخية للموقع التاريخي الكبير، فحرص الحجاج على الرغم من أعدادهم الكبيرة على زيارته والتقاط الصور التذكارية على قمته، فيما عمد آخرون إلى التوقيع على صخوره.
وقال عدد من الزوار الذين التقتهم "الاقتصادية" على جبل الرماة إن زيارة المواقع التاريخية والتقاط الصور أمامها من أهم الذكريات الثمينة التي يعودون بها إلى بلدانهم، حيث إن الحج لا يتكرر لأغلبهم في العمر أكثر من مرة خاصة في ظل صعوبة جمع مبلغ تكاليف السفر إليه .
وذكر الحاج عبد الله أحمد من باكستان أنه لأول مرة يؤدي فريضة الحج ويزور المملكة مشيراً إلى أنها فرصة لن تتكرر في المدى القريب للعودة للمكان والوقوف به في وسط أجواء روحانية وطمأنينة نفسية في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبجوار قبره، وقال إنه قرأ وسمع وشاهد الكثير عن غزوة أحد ولكن الوقوف في الموقع واقع يختلف عن المشاهدة عن بعد.
من جانبه، قال الدكتور فهد الوهبي الباحث في تاريخ المدينة المنورة إن منطقة أحد تقع في الشمال الغربي من المدينة المنورة وهي المنطقة المنخفضة في المدينة إن منطقة أحد تتدخل في منطقة الحرم، وجبل الرماة حاليا كان يطلق عليه جبل "عينين" قبل المعركة وبعدها تغير مسماه إلى جبل الرماة لأن الرماة وقفوا على ذلك الجبل .
وأضاف الوهبي في سرده لأحداث غزوة أحد أن الرسول عليه الصلاة والسلام التف أثناء الغزوة حتى جعل جبل أحد عن خلفه وأصبح المسلمون مرتفعين عن المشركين لأنهم في الوادي، حيث وضع 50 من الرماة لحماية ظهر المسلمين وتقدم بالجيش حتى جعل يمين الجيش هو جبل أحد ويساره جبل الرماة ليصبح جيش المسلمين مطوقا بجبلين والرماة بعد ذلك تقدم المشركون ودارت المعركة بين جبلين في بداية القتال ولم يمض عليها أقل من ساعة حتى قتل عدد كبير من الكفار وهرب المشركون من المعركة ومعهم نساؤهم وغيرهم حتى غابوا عن الأنظار .
وتابع أن الصحابي خالد بن الوليد ولم يكن أسلم حينها فاجتمع حوله 200 من المشركين لمناوشة الرماة وحين انتهت المعركة وانتصر المسلمون نزل 40 من الرماة من على الجبل لجمع الغنائم وبقي عشرة على الجبل، حيث قال الصحابة - وكان عددهم 50 مقاتلا – لعبد الله (رئيس الجيش) لنشارك المسلمون في جمع الغنائم مخالفين وصية الرسول عليه الصلاة والسلام.
وحين رأى خالد بن الوليد الجبل خاليا صعد للجبل وقتل العشرة والتف على المسلمين من الخلف وكان عدد المسلمين آنذاك 700 مقاتل وجيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل و200 فارس.
وتتكون مقبرة شهداء أحد من سورين أحدهما دُفن فيها حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن جبير ومصعب بن عمير والآخر دفن فيه 70 صحابيا.