الوطن بأسلوب البسيط

كثير منا سافر خارج الوطن، لكنه لم يعش تجربة أن يكون مقيما في بلد آخر، ليس وطنه، ففي سفرنا نحافظ على الجواز الذي نعتبره هويتنا، وبيتنا وحبلا نمسك به للعودة، والذين يفقدون الجواز يعرفون كم يعانون، ومثلهم من يفقدون بطاقة الهوية الوطنية، حين يصبح أحدنا فجأة (مجهول الهوية) غير معروف، في الخارج، أو في وطنه، حتى لو صرخت بأعلى صوتك، فلا شيء يثبت هويتك إلا وثائق، أو شهادات، هذا مثل بسيط عندما تمر بأحدنا مشكلة الهوية.
قابلت الكثير من الذين تقطعت بهم السبل، فكانوا يتمنون ولو نظرة واحدة لأوطانهم التي فقدوها، واستحالت عليهم الرجعة إليها، بعد كل هذا تأمل الآن كم أنت مواطن في الوطن، ولا تحتاج إلى جواز السفر ولا الهوية إلا في المعاملات والإجراءات، لكنك هنا على أرض وطنك مواطن بلا سؤال الهوية.
اليوم الوطني مناسبة لنتنفس الصعداء، ولكي نتأمل في واقعنا الجميل المستقر الآمن، وننظر قليلا إلى ما حولنا من قلاقل واضطرابات، ونحمد الله على نعمة الأمن، ونعمة وراحة البال، التي كانت نتاج عمل طويل في التأسيس، والعمل لها بجهد عظيم، قام به الملك عبد العزيز ومرافقوه في تأسيس الوطن، ثم جهد الملوك العظام من أبناء الملك عبد العزيز، فالاستقرار لم يأت بدون جهد وعمل، وهو ليس جهدا أمنيا في مجمله، بل جهد العدل والمساواة بين الكبير والصغير، ثم جهد القضاء على الفساد، وبوادر الفساد، وتأديب الفاسدين، واللصوص بما يكفي لمنع غيرهم من ممارسة السلوك نفسه، والأهم تسييد النظام والقانون في كل شيء، هذا كله ثمن للاستقرار.
من هنا يأتي تعبيرنا عن الفخار في عيد الوطن، وهو احتفال يؤخذ على أنه واجب فردي على كل من يعيش على أرض الوطن، ويستظل بسمائه من المواطنين، نساء ورجالا، وحب الوطن في مفهومه القريب حب غريزي لبقعة الأرض التي نولد عليها، ونعيش عليها بحمايتها، فما بالك أنه وطن خير تغمرنا وغيرنا نعمه، فنعيش برخاء.
اليوم نتذكر كل ذلك ونفتخر بتاريخ من الإنجاز تحقق، فوطننا أجمل وطن، وكل مطالبنا تسكت اليوم لنرفع أيدينا تعظيم سلام لكل رجال ونساء الوطن من المخلصين الذين بنوا لأجيالنا كيانا راسخ البنيان.
لا تقل في يوم الوطن: ماذا نريد من الوطن؟ بل قل: كيف نقف جميعا صفا في خدمة الوطن، وحمايته والمحافظة على استقراره، وكلها أمانة أوكلت للمواطن المخلص محب الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي