الوحدة الوطنية
الوحدة الوطنية
إن اليوم الوطني للمملكة هو يوم الوحدة الوطنية، ويوم التأسيس لهذا الكيان الكبير، الذي بات نموذجاً يحتذى به في المحافل الدولية، ففي كل عام نستعرض الإنجاز التاريخي، ونستلهم الدروس، ونقف عند التجربة، ونأخذ العبرة، وفي الوقت نفسه نقوم بعملية تقييم لما تم إنجازه في العام الماضي على مختلف الصعد، خصوصا الصعيد الاقتصادي والتنموي. إننا بهذه المناسبة، نهنئ أنفسنا أولا بهذه المناسبة، التي نأمل من الله العزيز القدير أن يوفقنا لمواصلة المسيرة، فبعد أن أنهينا مرحلة بناء الكيان، وترسيخ الأسس، فنحن الآن في طور بناء الأدوار العليا من العمارة التي أرسى دعائمها المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. وإن اليوم الوطني يمثل أعظم معنى من معاني الوطنية الحديثة التي جعلت البلاد كلا واحدا، ولمت شمل أجزاء الوطن في كيان واحد قوي ومنيع، بعد أن كانت متفرقة وضعيفة غارقة في الجهل والتخلف، وأصبح اسم "المملكة العربية السعودية" رمزا للوطن الذي يشهد ــــ من خلال الوحدة ــــ أكبر وأعظم الإنجازات، من أجل حياة كريمة وراقية للمواطن السعودي في جميع مجالات العيش والحياة. وبات المجتمع السعودي اسما بارزا ومنافسا في شتى المجالات، وباتت الكفاءات السعودية تنهل العلم والمعرفة في شتى بلاد العالم وفق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وبموجب كل ذلك بات الاقتصاد السعودي رقما في كل المعادلات الإقليمية والعالمية. إن ذكرى اليوم الوطني تمثل حجر الأساس للدولة الحديثة في المملكة، من خلالها انطلقت عملية التحديث والنهضة الكبرى التي أطلقها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، والتي يمكن لنا أن نقول إنها بدأت مع صدور المرسوم الملكي بتوحيد مقاطعات الدولة، وإعلان توحيد البلاد، وإعلان المملكة في 21 من جمادى الآخر 1351هـ "الموافق 23 سبتمبر 1932" الذي يعد البداية الحقيقية لمسيرة التنمية والبناء والنهضة التي تعيشها المملكة، ففي هذا اليوم أعلن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ــــ طيب الله ثراه ــــ تسمية المملكة العربية السعودية، وتوحيدها تحت علم واحد.
* رئيس مجلس إدارة مجموعة القريان
رئيس اللجنة التجارية في غرفة الشرقية