وحدة متماسكة
وحدة متماسكة
منذ 23 أيلول (سبتمبر) من عام 1932، عندما أعلن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــــ طيب الله ثراه ــــ قيام المملكة العربية السعودية، ظل الشعب السعودي يحتفل بهذه المناسبة ويعدد من إنجازات قيادات هذا البلد المعطاء عربيا وإسلاميا.
في ذكرى اليوم الوطني يجب التأمل في كل الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحققت خلال السنوات الماضية، وأن نتطلع مع انطلاقة كل عام جديد لتحقيق مكاسب ميدانية جديدة في مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، فقد سعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد إلى بناء وحدة سياسية متماسكة شهد لها العالم بأثره، كما سعت إلى التطوير والإصلاح في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية حتى استطاعت أن تضع الأساس لنظام إسلامي شديد الثبات والاستقرار.
واتسمت النهضة التنموية في المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز ـــ رحمه الله ــــ حتى يومنا هذا بالتوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية. وشهدت المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــــ حفظه الله ــــ إقامة مدن اقتصادية في مختلف مناطق المملكة، في موقف مشرف يجسد اللحمة بين القيادة والمواطن، حيث وفرت تلك المدن فرص عمل ونهضة اقتصادية حظيت بها مناطق المملكة.
واليوم تحتفل المملكة بمناسبة اليوم الوطني، ولعب الاقتصاد الوطني دورا رائدا في تطور المجتمع السعودي ووضع المملكة في مقدمة دول منطقة الشرق الأوسط وهنالك كثير من محطات الاقتصاد الوطني يجب الوقوف عندها للتعريف بحجم التطورات التي طرأت على الاقتصاد السعودي، الذي أصبح من أكثر اقتصادات دول العالم تطورًا وازدهارًا.
إن التنمية الاقتصادية الوطنية كانت وما زالت المحور الرئيس الذي يشغل بال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله منذ أن كان وليًّا للعهد ورئيسًا للجنة العليا للاقتصاد، كما كان الملف ذاته يشغل بال والده الملك عبد العزيز ــــ طيب الله ثراه ــــ حينما كان يركض وراء الثروة البترولية حتى استطاع أن يجعلها المصدر الرئيس للدخل الوطني.
اليوم الوطني مناسبة الوطن والمواطن، مناسبة تذكرنا ــــ كمواطنين ورجال أعمال ــــ بمسؤولياتنا تجاه هذا الوطن الكريم، تلك المسؤولية التي ينبغي أن تكون هي نطاق المنافسة بيننا، فتلك هي المنافسة في الخير.
إن التنمية كانت أهم وأبرز الثوابت التي حرص عليها الملك المؤسس وأبناؤه الكرام، بما اشتملت عليه من نهضة في المجالات كافة، من التعليم إلى الإسكان، مرورا بربط البلاد بشبكة عصرية وحديثة من الطرق والمواصلات، والاستثمار في صحة المواطن السعودي وتعليمه وتنميته، وتوفير أحدث نظم الاتصالات، إذ شهدت البلاد العديد من الإنجازات، التي يصلح كل منها ليكون ـــ بمفرده وعلى حدة ــــ عنوانا كبيرا ومهما لتحولات تاريخية يشهدها أي مجتمع.
* رئيس مجلس إدارة المد الله العقارية ــــ الدمام