«مركاز الطائف الرمضاني» يعود بعد انقطاع 40 سنة
أعاد عددٌ من الشبان، وعُمد الأحياء، في محافظة الطائف، المركاز الرمضاني الطائفي، إلى الحياة مُجدداً، ولأول مرة، بعد انقطاع دام 40 عاماً، ولكن عودته هذه المرة أصبحت بتكلفة مالية تفوق المركاز القديم بـ20 ضعفاً، ومساحة إجمالية تزيد بنحو ثلاثة أضعاف، حيث تزيد مساحته الحالية على 400 متر مربع، في حين كانت في الماضي لا تتجاوز 100 متر مربع.
عودة المركاز الحالي، كانت بإصرار الشباب، وهو الجيل الحالي الذي لم يُلامس بشكل فعلي أحوال وأوضاع الحياة اليومية القديمة في وجود المركاز، إلا أن التاريخ الطائفي القديم، في أيام رمضان استهواه، فعمل على إعادته مُجدداً من خلال إقامة "المركاز"، بكل ما فيه من مظاهر حياتية، قديمة، كانت تظهر في تلك الفترة، وانقطعت خلال الـ 40 سنة الماضية، وسط توجهات حقيقية لتوسيع نطاقه ليُصبح في كل حي.
وفي هذا الصدد، قال لـ"الاقتصادية" عيسى القصير، الباحث التاريخي، المشرف على مركاز محافظة الطائف، إن مركاز أهل الطائف عاد في رمضان الجاري لأول مرة، بعد انقطاع دام 40 سنة، مشيراً إلى أن عودة المركاز جاءت بجهود كبيرة لمجموعة من شباب المحافظة، وعددٍ من عمد الأحياء، لافتاً إلى أن المركاز قديماً كان يوجد به العُمد، والأعيان، وكان يهتم بحل القضايا، والمشاكل الأسرية، حيث كان لعمد الأحياء في تلك الفترة دور كبير في إثراء المركاز، مبيناً أنه – أي المركاز -، يُمثل عودة للتاريخ مرة أخرى، وذلك من خلال طريقة الكراسي، والسعف، مع المقاعد القطيفة، ثم الأكلات الشعبية، كـ"الكبدة، وفطيرة البيت المسماة قرص المجرفة"، إضافة إلى عودة مظاهر أخرى في المركاز كانت قد اندثرت، في الـ 40 سنة الماضية، هي "المسحراتي، وفرقنا، والمزمار، والسقا، والأهازيج الشعبية، والتجمعات الأسرية، والشبابية"، وكذلك المجسات الحجازية، والأهازيج والموروثات الشعبية الطائفية، كـ"المجرور"، وخاصة أيام الأعياد.
وأضاف الباحث القصير، "كان في الماضي ستة مراكيز، تقع تحت إشراف الإمارة، والعمدة، والآن عادت من جديد لكن في مركاز واحد، تكلفته 20 ألف ريال، بعد أن كان المركاز قديماً يُكلف مالياً ألف ريال فقط، كما أن كل حي كان له مركاز عام كأحياء (الشرقية، واليمانية، والسلامة، والعقيق)، حيث كانت تقام في مكان يُسمى (البرحة) لا تتجاوز مساحته 100 متر مربع، في حين أن المركاز الحالي يقام في سوق البلد على مساحة تتجاوز 400 متر مربع"، وتابع "المركاز الحالي سنعمل على تطويره ليصبح أكثر من مركاز في الطائف، حيث سيُصبح هناك مراكيز في مواقع جديدة كالسليمانية، وداخل البلد"، مشيراً إلى أن المركاز كان في رمضان فقط، في حين أن مركاز العمدة كان يقام طوال السنة، وزاد "مركاز العمدة لحل المشاكل الأسرية، والخصومات، والمشاجرات بين الشباب، أو مشاكل الأحياء، والقضايا الزوجية، أما المركاز الرمضاني، فإنه يزيد على الأول بالتجمعات، وتناول القهوة والشاي، والأكلات الشعبية، والألعاب الشعبية"، منوهاً إلى وجود توجه حقيقي لدى شبان الأحياء في الطائف، لإقامة مراكيز أخرى مع العمد، وذلك بعد تكوين لجنة من الشباب، وعمد الأحياء باسم "مركاز أهل الطائف يجمعنا"، موضحاً أنه سيكون بإشراف محافظة الطائف، والأمانة، والشرطة، والدفاع المدني، والكهرباء، وعدد من الجهات الحكومية، والمرافق الخدمية الأخرى.