فوانيس رمضان .. الماضي يعود إلى جدة
جلبت مكة المكرّمة وجدة وبعض مدن الحجاز كثيراً من الظواهر الرمضانية من مصر وبلدان آسيا الوسطى كالفانوس والتمر هندي والأكلات المعجنة،
وهذا العام ارتفع الطلب على الفوانيس في منطقة مكة المكرّمة بنسبة 100 في المائة، وبما يفوق مبيعات 100 ألف فانوس.
#2#
وقال محمد عفيف نائب رئيس لجنة الكهرباء بغرفة جدة: إن ارتفاع الطلب على الفوانيس هذا العام أتى على نحو غير متوقع من قبل تجار الجملة، مبيناً أن الطلب فاق المعروض لهذا العام، خاصة بمنطقة مكة المكرّمة التي تم بيع 100 ألف فانوس ما بين متوسط وكبير؛ ناهيك عن الفوانيس الموجودة مسبقاً من العام الماضي، مبيناً أن الكهرباء ليس لها موسم، خاصة مع الطفرة التي تعيشها المملكة الآن، ولكن فوانيس رمضان أحدثت موسماً لها ومن المتوقع أن يتصاعد الطلب على الفوانيس خلال الأعوام المقبلة، ليس فقط في الغربية؛ بل في باقي مناطق المملكة.
#3#
وأرجع عفيف ارتفاع الطلب على الفوانيس هذا العام، إلى أمور عدة يتصدّرها مهرجان جدة التاريخي الذي سحب كمية كبيرة من السوق، إضافة إلى توجّه الناس إلى إحياء الأيام الرمضانية والعادات التي اندثرت خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن للإعلام ووسائل التواصل والتقنية دوراً في العمل على استرجاعها إضافة إلى التسويق الكبير عبر قنوات التواصل الاجتماعي لمعالم رمضان وتصدّرتها الفوانيس، إضافة إلى دخول محال تجهيز الأفراح والكوش لتشريع المنازل والمناسبات الرمضانية.
ويراوح سعر الفانوس بين 25 و75 ريالاً، بحسب الحجم، إلى 130 - 200 ريال.
وأشار مازن غندور مالك محل للإضاءة، إلى أن ارتفاع الطلب على الفوانيس دفع التجار إلى سحب كميات من المناطق الأخرى في المملكة، لسد الطلب في الغربية.
#4#
ويعود ارتباط الفوانيس برمضان إلى روايات عدة اختلف المؤرخون بينها تصدّرتها ثلاث روايات، الأولى: إن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق.
كان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان، وقصة أخرى أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها عن طريق شموع تُوضع بداخلها، ورواية أخرى لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان، وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا.
بهذا الشكل كانت النساء يستمتعن بالخروج وفى الوقت نفسه لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبحت للسيدات حرية الخروج في أي وقت، يظل الفانوس رمزاً خاصاً بشهر رمضان، خاصةً في مصر.
لقد انتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل، ويقوم الأطفال الآن بحمل الفوانيس في شهر رمضان والخروج إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرخون الفوانيس.
قبل رمضان ببضعة أيام، يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه، كما أن كثيراً من الناس أصبحوا يعلقون فوانيس كبيرة ملوّنة في الشوارع وأمام البيوت والشقق وحتى على الشجر.