بروفيسورة أمريكية: قل لي ما سر ذكاء السعوديين؟

- أهلاً بكم في مقتطفات السبت رقم 513
***
- حافز السبت: من نقل لك .. نقل عنك
***
- يجب ألا تُبنى حياتنا حول محور سوء الظن. ويجب ألا تبنى على الدس والسماع والنقل. لقد تحرر الإنسانُ في حضارته من التلصص والشك بالآخرين، وتخلص من شيء مهم، الحكم على النفس بالنزاهة والإخلاص، وعلى الآخرين بالفساد وسواد الطوية. لقد منعت قيمة الإنسان الحضارية أن يرسم شخصٌ حكماً على الآخرين، وقبل الأنظمة، قراءةُ النوايا وسوء الظن والتجسس على الآخرين من أكبر ما أرشدنا الإسلامُ ضده. إن الشَّك والظن والدس سمٌ يُنثر من فم أفعى تلتوي حتى على مروض الأفعى. لم لا نقر بحقيقة هي أننا كلنا نسعى لخيرنا جميعا، وليس قصرا على أحد دون أحد؟ ومن يثبت أنه يخالف ذلك، أي أحد، فتنتصف منه الأنظمة والقوانين. هنا لا تزدهر المجتمعات فحسب، بل تزدهر نفسك، ونفسي.
***
- كنت في زيارة لولاية كاليفورنيا لتلبية دعوات علمية ومهنية، ولما عرف أبناؤنا عن وجودي في كاليفورنيا تنادوا لدعوتي، ليس بصفة رسمية، ولكن بصفة الجلسات والاستضافات التي طـُبِعْنا على أن نقوم بها بعضنا بعضا. كانت جلساتنا عفوية، عبارة عن مجرد "عزيمة" ثم يكثر العدد كرما منهم فلا يسع المكان. وهناك رأيت بناتنا وشبابنا المنتجين، وكان أكبر فخر لي أن أرى نجاحاتٍ لهم، قد لا أستطيع أن أصدقها لو نقلت إلي. رأيت نجاح فتاة سعودية تدخل أروقة المحاكم الفيدرالية بطبيعتها الإسلامية وتنصف فتاة أمريكية من أصل أفغاني ضد واحدة من أعتى الشركات الأمريكية الكبرى، ويزداد الفخر أن الفتاة ما زالت متدربة ستنهي دراستها في ماجستير القانون مباشرة بعد فوزها المدوي وتفوقها على الجميع في جامعة أمريكية عريقة. وتقدم لي شاب في إحدى الجلسات وقدم لي بطاقة تعريف عليها اسم شركته، فإذا هي شركة تطوير عقاري استقوت ونمت وكبرت وتملكت في ولاية كاليفورنيا كلها، وتعد من شركاتها الكبار. تقدم لي شاب آخر في آخر جلسة وكنا في مدينة "إرفاين" من أعمال لوس أنجلوس، وإذا هو يدير شركة متخصصة في الطاقة النظيفة، وكبرت الشركة وتولت أعمالا في تخصصها في كاليفورنيا وخارجها، ويريد الآن أن يدخل السوق السعودية إيذانا بعمل تجاري قد يكون منقذنا من نفاد البترول وتلوث البيئة. هذه مجرد عيّنات قصص.
***
- لا يجب ولا يمكن أن أقول إن الشبابَ السعودي بمعدلات حضور ذهني أكبر من بقية الجنسيات. لكن إن حدث هذا معي، ورأيته بأم عيني، بل كنت المحاضر بالقاعة، فما ذنبي؟ في جامعة من الجامعات الكبيرة في شمال لوس أنجلوس طلبت أستاذة بروفيسورة أمريكية أن أتولى التدريس بدلا عنها في محاضرتها. وكان الدرس عن الأنثروبولوجيا وطبيعتها في ربط عناصر لا ترتبط باعتماد المخيلات الذهنية البشرية الطليقة. ويتطلب هذا النوع من المحاضرات مشاركاتٍ فعلية من الطلبة كعنصر أساس لاستكمال فائدة المحاضرة. كانت الجنسيات الحاضرة في القاعة من الأمريكيين والأرمن والأتراك والهنود والروس والسعوديين. فبينما أجد السعوديين طليقين في المشاركة بلغة إنجليزية معبرة بلا تعثر ولا تأتأة وبمخيلات قوية، حاولت تشجيع الأمريكيين وحاولوا باستحياء وتأتأة، والهنود لم يشاركوا مطلقا، والأرمن والأتراك تحت ضغط بالمطالبة، وروسي واحد كان يقف ندا للسعوديين بفصاحته ومشاركته، ثم علمت أنه محام محترف والآن يعيد الدراسة في نظم المعلومات معهم. قد تكون هناك عوامل مضللة، لولا أن البروفيسورة استوقفتني وسألت: أنثروبولوجيا، ما سرّ ذكاء وقوة شخصية السعوديين؟
***
- هؤلاء هم شبيبتنا، الذين ابتعثهم مشروع الملك عبد الله - أطال الله عمره- علينا أن نستفيد منهم لبناء وطنهم حتى آخر قطرة، وقبل ذلك يجب أن نقف معهم ونشجعهم، ونصير أقرب لهم وقت عثراتهم .. لا العكس. وأحيي هنا كل ملحق وعامل في ملحقية ما دام هذا ما به يعملون.
في أمان الله ..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي