«نماء المنورة» .. استثمار استراتيجي
نشرت "الاقتصادية" في عددها 7429 خبرا بالتزامن مع منتدى المدينة الاستثماري هذا الأسبوع جاء نصه "أعلن الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة إنشاء شركة "نماء المنورة" كشركة مملوكة للدولة من خلال إحدى شركات الأمانة، لتقوم على إطلاق حزمة من البرامج التي ستعزز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة كونها تشكل 90 في المائة من الشركات المسجلة في وزارة التجارة وتحتاج إلى المزيد من الدعم لتسهم في النمو الاقتصادي".
ستهتم هذه الشركة برعاية برنامج "صنع في المدينة" للاستفادة من المكانة الدينية للمدينة المنورة، وللأثر الذي تملكه في قلوب زوارها. وحيث إن المدينة يزورها عدد كبير سنويا من القادمين للزيارة والسياحة الدينية، فإن فرص نجاح كثير من المشاريع الصغيرة والفردية ومشاريع الأسر المنتجة تكون كبيرة، إذا ما وجدت الإطار الذي ينسق هذه المشاريع ويجعلها على نسق منتج وذات عائد مستديم.
وجود هذه الشركة لتقديم الدعم اللوجستي للمؤسسات والمشاريع متناهية الصغر سيؤسس لمشاريع تتطور مع الزمن، في ظل حاضنة حكومية يجب أن تدرك أنها شريك في إنجاح واستمرار هذه المشاريع وحمايتها دون التركيز على جني الأرباح من هذه المشاريع البسيطة في مفرداتها والتي ستشكل قوة اقتصادية للمدينة المنورة ورافدا مستمرا في تحسين بيئة العمل ومساعدة الشباب على تقليص نسب البطالة في المنطقة، ومنحهم المنصة المناسبة للارتقاء بمشاريعهم والانتقال بها إلى فئة المشاريع المتوسطة والكبيرة والداعمة لمشاريع السياحة، والصناعة والخدمات الأخرى.
ما قامت به إمارة منطقة المدينة المنورة خطوة رائدة وجريئة في زمن أثقلت به الجهات الرسمية مشاريع التنمية، والتشريع لها والرقابة عليها، ما أوجد في بعض الأحيان بيئة تعاني الفساد ومحاربة المشاريع الصغيرة، وتتحطم على أبوابها آمال كثير من الشباب والشابات في إيجاد فرص العمل التي تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم، بعيدا عن محاربة الشركات الكبيرة والمفترسة أحيانا، وبعيدا عن المنافسة غير العادلة والمضرة بالسوق في أحيان كثيرة.
"نماء المنورة" مشروع ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية مؤثرة، وستجني فوائده منطقة المدينة المنورة حالما يرى النور فعليا، ولعلها تكون بادرة نور تستضيء منه بقية مناطقنا إشعاع النور لتنطلق في مشاريع مماثلة، وشراكة رسمية مع قطاعات الأعمال الصغيرة والفردية لجعل اقتصادنا اقتصادا منتجا وفعالا في معالجة كثير من القضايا التي يعانيها سوقنا ومجتمعنا.
الخطوة رغم جراءتها، إلا أن فرص النجاح لها ــــ بإذن الله ــــ كبيرة وستحدث نقلة نوعية في الاستثمار المجتمعي.