الأجهزة الذكية تصبح أكثر ذكاءً في 2014
ثورة الهواتف الذكية انتهت. بدلاً من ذلك سيكون تركيز هذا العام على تغييرات تدريجية في التكنولوجيا من شأنها أن تساعد الأجهزة على أن تلعب دوراً أكبر حتى من ذي قبل في حياة الناس.
ستعني المعالِجات الأفضل والتطبيقات المتكاملة هواتف أكثر ذكاءً، ليس فقط فيما يتعلق بقوة المعالجة الهائلة، ولكن أيضاً في التحليل والاستفادة من المقدار الكبير من البيانات التي تجمعها الأجهزة.
سينطلق معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لهذا العام في لاس فيجاس بعد أيام، وسيكون بمثابة استهلال للقتال من أجل التفوق في سوق الهواتف الذكية، حيث سيتم عرض التكنولوجيا والاتجاهات التالية في الأجهزة الخلوية.
أجهزة الاستشعار
ستكون أجهزة الاستشعار الذكية التي تراقب المستخدم حاسمة للعديد بالنسبة من الأجهزة هذا العام، ومن شأنها أن تسمح للهواتف الذكية بالاستجابة تلقائياً لاحتياجات المستخدمين - حتى قبل أن يكونوا على علم بها.
لقد كانت أجهزة الاستشعار المستخدمة حتى الآن في الهواتف الذكية بسيطة نسبياً، حتى إن كانت كثيرة للغاية. مثلا، يشتمل أحدث أنموذج لجهاز الآيفون على عداد الخطى، وبوصلة، وعداد تسارع، ونظام تحديد المواقع، وماسح ضوئي لبصمات الأصابع. وستسمح أجهزة الاستشعار المُحسَّنة للهواتف بأن تعمل وتستجيب بطريقة مماثلة لوحدة تحكم لعبة كينكت Kinect من مايكروسوفت، التي بإمكانها فهم إيماءات اليد والتعرف على الوجوه. وفي الواقع، ستستخدم نوكيا، التي تؤول ملكيتها إلى مايكروسوفت قريباً، أجهزة الاستشعار بشكل كبير جداً في مجموعة مُجدّدة من الأجهزة يتوقع إطلاقها في الربيع، وفقاً لأشخاص مطلعين على الشركة.
ستكون أجهزة الاستشعار قادرة على كشف درجة الحرارة، والضغط، وحركة العين، والإيماءات، والموقع، والحقول المغناطيسية. وستنظر شاشات الهواتف المميزة إلى المستخدم وتعرف ما إذا كان نائماً، أو ماشياً، أو راكضاً، أو راكباً في حافلة. وسواء كان يرفع إصبعاً، أو إصبعين، أو ثلاثا، أو يمسح بها.
وتنسب المجموعة الاستشارية "أكسنتشر"، التقدم في الأنظمة الميكانيكية الإلكترونية إلى الموجة المقبلة من أجهزة الاستشعار الأصغر حجماً والأدق، التي تدوم مدة أطول. وقال ديفيد سوفي، العضو المنتدب لمجموعة الاتصالات في أكسنتشر: "سيتم تسليط الضوء على أجهزة الاستشعار في عام 2014 بشكلٍ لم يسبق له مثيل، ما يُمكّن التحول الرقمي للأشخاص والشركات وتغذية الشبكات المترابطة ببيانات ثاقبة على نحو متزايد".
ويتم التخطيط للمسح الضوئي لقزحية العين من قبل بعض صنّاع الأجهزة، ما يسمح للأشخاص بفتح هواتفهم باستخدام اتصال العين، بدلاً من كلمة المرور. وهذا يسمح أيضاً بعملية تتبع العين المُحسنة لتطبيقات مثل القراءة وتصفح صفحات الإنترنت. ووفقا لشركة كاناليس، ستظهر أيضاً هذا العام أجهزة استشعار لمراقبة معدل دقات القلب في التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها.
وبشكل حاسم، سيصبح الهاتف أكثر ذكاءً من خلال التعلم مما يتتبعه من عادات المستخدم. وسيعرف من أنت وماذا تفعل، ويستجيب وفقاً لذلك بعد أن تعلّم من تجارب سابقة.
وقال لوك مانسفيلد، رئيس قسم ابتكار المنتجات في سامسونج أوروبا: "سيشهد عام 2014 بدء التكنولوجيا باستخلاص البيانات، وتقديم رؤى أكثر وضوحاً، إلى شيء أكثر قابلية للتنفيذ يمكن أن يساعدنا على اتخاذ القرارات بشأن صحتنا ورفاهيتنا".
التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها والساعات
وسيساعد انتشار أجهزة الاستشعار التكنولوجية التي يمكن ارتداؤها على تحقيق الخطوة التالية في الاستخدامات العامة بين الناس، مع قيام جميع الشركات الصانعة الأساسية تقريباً بعرض أشكال تكنولوجيا الجهاز الخلوي التي يمكن ارتداؤها في المعصم أو أي مكان آخر، التي من شأنها مراقبة النشاطات وسلامة الجسم أثناء التنقل.
وستكون معظم الأجهزة مُلحقات مرافقة للهاتف الذكي، بدلاً من أن تكون منتجات مستقلة، على الرغم من أن ساعتين على الأقل ستأتيان وبداخلهما شرائح الجوال، ما سيسمح للساعات بالاتصال بشكل مستقل بالإنترنت الجوال.
ويخطط معظم صانعي الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد لإطلاق ساعة ذكية، مع وعد الصنّاع الصينيين، مثل ZTE، من قبل بتخفيض الأسعار ببدائل نهائية أقل تكلفة. وفي الوقت نفسه، تستمر شركة أبل في العمل على الساعة الذكية "آي ووتش". وستكون هناك أشكال متنوعة حيث يسعى الصنّاع لتمييز المنتجات بعروض مختلفة، بما في ذلك على الأقل منتَج مع تصميم القارئ الإلكتروني. وكثير منها يقدم في المقام الأول إخطارات وضوابط لجهاز الهاتف في الجيب.
وعديد من الشركات الصانعة تعتمد أفكاراً موجودة أصلا في السوق - مثل أحزمة اللياقة البدنية التي تبيعها جوبون ونايك - ونقلها إلى تطبيقات أوسع بحيث يمكن للأشخاص المتصلين رقمياً تسجيل كل جانب من جوانب حياتهم باستخدام أحزمتهم، وساعاتهم، وأجهزة أخرى يمكن ارتداؤها. وهذه الخطوة التي اتخذها صنّاع الهاتف الذكي لسوق "نمط الحياة" قد تؤدي إلى تراجع في حظوظ الأجهزة المتخصصة التي يمكن ارتداؤها، التي لها استخدام واحد فقط، مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية.
وستُنتج التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها تطبيقات برمجيات جديدة - حدد بن وود، من شركة سي سي إس إنسايت، ثماني فئات تراوح من استهلاك الإنترنت البسيط والترفيه إلى "النفس التي تقاس بمعايير كمية" و"مدونات الحياة".
وتتوقع شركة جونيبير فرصاً كبيرة لمطوري التطبيقات في أسواق الصحة، واللياقة البدنية، والرياضة، والاتصالات. وستصبح الجاذبية الجمالية عاملاً، مع توقع المحللين حدوث تحول في عالم الأزياء حيث يقوم المصممون بتبني الملابس "الذكية" ومنتجات أخرى يمكن ارتداؤها. ومع التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها والتطبيقات القادرة على تتبُع العادات والتنبؤ بها، ستكون هناك أيضاً مخاوف كبيرة فيما يتعلق بالخصوصية.
المواد والشاشات
مع تطابق الهواتف الذكية من حيث الشكل على نحو متزايد، ستقدم بعض الشركات الصانعة مواد مختلفة لنسخ ذات أسعار أعلى.
وسيستمر تصميم أجهزة الهواتف بأحجام وأشكال مختلفة، إذ تهدف شركات مثل إل جي وسامسونج إلى تقديم نسخ جديدة من المنتجات بشاشات مرنة، أو منحنية، مثل النسخة الأكثر متانة لمجموعة جي فليكس، من إل جي. وسيتم اعتماد السيراميك، ولا سيما في التفاصيل. ويقول تنفيذيو الصناعة "إن إحدى الشركات الصانعة للهواتف تقوم بتحضير جهاز مصنوع من مادة لا يمكن خدشها، مشابهة لتقنية الكربونات المتعددة التي تستخدمها نوكيا بالفعل في صنع الهيكل الخارجي للهواتف.
وستستخدم الهواتف المميزة عادةً الشاشات التي تمتد من الحافة إلى الحافة، بدلاً من وجود إطار يحيط بها. وستصبح الشاشة عالية الوضوح HD أمراً طبيعياً حتى في الهواتف الذكية المتوسطة، بينما ستتحسن الدقة ودرجة وضوح الصورة على الشاشات بصورة لا يستهان بها عند الموديلات الفاخرة. ومن المتوقع ظهور الهواتف الأولى التي تتميز بشاشات فائقة الوضوح (تسمى 4K) قبل نهاية العام. وهذه تقدم صورة واقعية شبيهة بمستوى التلفزيونات الراقية، على الرغم من أن أجهزة الهواتف التي تستخدم مثل هذه الشاشات ستضحي بحياة البطارية وتحتاج لأن تكون قادرة على النطاق العريض بتقنية الجيل الرابع السريع لتنفيذ المحتوى عالي الوضوح. والشركات مثل سوني وسامسونج التي لديها بالفعل أقسام تُنتج تلفزيونات عالية الوضوح، ستكون في طليعة هذه التحسينات.
الكاميرات
لقد تعادلت الشركات الصانعة الكبرى على لقب أفضل كاميرا هاتف ذكي العام الماضي، وتأتي الميزات الدقيقة والإضاءة الخافتة في طليعة كثير من الإعلانات. وبينما يتفاخر جهاز "لوميا 1020" من نوكيا بأعلى مستوى من الميجابكسل، وهو 41، إلا أنه أيضاً بعيد جداً عن كونه الأكثر سهولة من حيث الاستخدام.
وتستمر المعركة في عام 2014 مع توقع أن تقوم نوكيا وسوني باتخاذ الخطوات التالية نحو تقديم جودة الكاميرا قليلة الإضاءة. وستتحسن أيضاً تكنولوجيا كاميرا سامسونج ضمن ملحقاتها الأخيرة لمجموعة جالاكسي. وسيتم صُنع المزيد للقدرة على "إعادة تركيز" الصور بعد التقاطها، إضافة إلى جودة التكبير، مع تركيز صنّاع الهواتف الذكية على سوق الكاميرا المدمجة.
وسيكون هدف صنّاع الهواتف الذكية أن تستبدل بمجموعة كاميرات "سدّد والتقط" القدرة المضافة لمشاركة الصور مباشرة على الإنترنت - في الواقع سيكون في منتصف كاميرا الهاتف التطبيقات القادرة على إنشاء يوميات "مدونات الحياة" باستخدام وظائف مماثلة للكاميرات المعروضة للبيع من قبل.
تقنية الجيل الرابع
وما بعده
ستجلب الشركات الصانعة تقنية الجيل الرابع للهواتف الذكية الأكثر بساطة، ما يعني أن النطاق العريض فائق السرعة على الهواتف الخلوية وجميع التطبيقات سيكون أكثر توافراً. ومع أن أجهزة الهواتف الأولى من سوني وسامسونج ستتباهى بالسرعات المثيرة للإعجاب، ستأتي تقنية الجيل الرابع بوصفها معيارا لأجهزة مستوى الدخول التي يبلغ ثمنها 100 جنيه استرليني بحلول منتصف عام 2014.
وسيتم دعم هذه الخطوة بالتحول إلى رقائق تقنية الجيل الرابع، مثل تلك التي تصنعها ميدياتيك، الشركة الصينية الصانعة للمكونات، التي هي أرخص بدون التضحية بالتجربة.
في الوقت نفسه، سيتم تعزيز أجهزة الهواتف ذات الأسعار العالية بدعم لمعايير "إل تي اي أدفانسد" القادرة على الوصول لسرعة 300 ميجابايت التي يتم ترويجها من قبل مشغلين، مثل إي إي EE في المملكة المتحدة. ومن المقرر إطلاق الأجهزة القادرة على العمل بمعايير "إل تي أي أدفانسد" خلال النصف الثاني من العام. وستكون رقائق أقوى وأرخص متاحة وستعزز أداء الأجهزة الأكثر بساطة.
وستقوم معالِجات أفضل بدعم تطبيقات الصحة وأسلوب الحياة ومجموعة أجهزة الاستشعار الذكية، الأمر الذي سيُمكّن الهاتف الذكي من أن يصبح جهازاً حاسوبياً جوالاً بالمعنى الفعلي للكلمة.