جيل جديد من المعالجات يدعم الذاكرة في الأجهزة المحمولة المختلفة
جيل جديد من المعالجات يدعم الذاكرة في الأجهزة المحمولة المختلفة
مع ازدياد التطور في تقنيات الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية والكمبيوترات المحمولة، بات من الصعب الحصول على أداء مرتفع وشاشات عالية الدقة لفترات مطولة والحفاظ على شحنة البطارية الكهربائية، الأمر الذي جعل عديدا من الشركات المصنعة تطرح بطاريات ذات قدرات أعلى، لكن على حساب مزيد من الوزن. ومع ارتفاع الطلب على الأجهزة التي يسهل حملها، تزادد أهمية عوامل الفعالية والسرعة والأداء بالنسبة للمستخدمين، خصوصا استهلاك البطارية.
شركة إنتل طرحت أخيرا أكثر معالج فاعل في العالم للأجهزة المحمولة من شأنه تقديم مستويات أداء أعلى مقارنة بالمعالجات السابقة، مع رفع قدرة البطارية بنحو ساعتين في الوقت نفسه، الفاعلية التي تعتبر الأعلى في تاريخ معالجات الشركات. ويعود السبب في ذلك إلى تحويل المعالج إلى نظام متكامل System on a Chip، حيث وضع مهندسو الشركة عديدا من الدارات الإلكترونية المختلفة داخل المعالج نفسه، وخفضوا كمية الطاقة الكهربائية اللازمة للعمل إلى نحو 2,5 واط، مقارنة بـ 35 واط المستخدمة في عديد من الكمبيوترات المحمولة اليوم. هذا، ويدعم الجيل الجديد من المعالجات الذاكرة المستخدمة في الأجهزة المحمولة المختلفة، مثل الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية التي تعمل بفرق جهد يبلغ 1,2 فولت مقارنة بـ 1,5 فولت المستخدمة في ذاكرة الكمبيوترات الشخصية. هذا، وأصبحت الذاكرة مشتركة بين المعالج ووحدة الرسومات، مقارنة بحفظ نسخ متطابقة لكل منهما كما هو الحال في السابق، الأمر الذي يعني عدم الحاجة إلى قراءة المعلومات نفسها أكثر من مرة، وبالتالي المساهمة في خفض استهلاك البطارية.
ومن الوظائف المهمة التي تدعمها المعالجات الجديدة تقديم نمط عمل فاعل في وضعية الاستعداد Active Idle يسمح للجهاز الدخول في وضعية الاستعداد لحفظ الطاقة الكهربائية، لكن مع السماح لبعض التطبيقات بالعمل في الخلفية، مثل برامج البريد الإلكتروني والصوتيات والفيديو وإجراء التحديثات من الشبكات الاجتماعية. هذا، وستتوقف دارات الرسومات عن العمل في هذا النمط، الأمر الذي سيسمح لبعض الأجهزة بالعمل لنحو 13 يوما من دون إعادة شحن البطارية على الإطلاق، وبالتالي تسهيل عملية التنقل واستخدام الجهاز بالنسبة للمسافرين في رحلات العمل. ويستطيع الجيل الجديد من المعالجات إيقاف نفسه عن العمل لفترات قصيرة جدا ومعاودة العمل لدى الحاجة؛ ولن يشعر المستخدم بهذا الأمر، نظرا لأن هذه الفترات تبلغ أجزاء صغيرة من الثانية.
، مثل لدى الكتابة على لوحة المفاتيح، إذ سيوقف المعالج نفسه فور ارتفاع أصبع المستخدم عن زر ما في لوحة المفاتيح ويعاود العمل لدى الضغط على زر آخر، الأمر الذي يعني توفير وقت كبير في اليوم الواحد، والحصول على آلية متقدمة لإدارة الطاقة على مستوى المعالج نفسه، وليس على مستوى التطبيق الذي يتطلب طاقة لعمله.
وسيستفيد قطاع الأعمال من هذا التطور نظرا لتنامي توجه استخدام الكمبيوترات الهجينة Hybrid والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز"، إذ سيستطيع المستخدم الحصول على مستويات أداء عالية باستخدام أقل قدر ممكن من الطاقة الكهربائية لأداء الأعمال المطلوبة لأطول فترة ممكنة، والاستفادة من الوزن المنخفض وسهولة حمل ونقل الجهاز معه، إضافة إلى الفائدة الناجمة عن توافق التطبيقات المصممة للنسخ المكتبية مع الإصدارات اللوحية بسبب تناغم بيئة المعالجات بين الفئات المختلفة للأجهزة.
وبالنسبة للأفراد، فإن خفض استهلاك الطاقة الكهربائية يعني الحصول على فترات أطول لمشاهدة عروض الفيديو عالية الدقة أو مزيد من اللعب بالألعاب الإلكترونية، أو حتى تصفح صفحات الإنترنت لفترات أكبر. هذا، ويمكن الاستفادة من هذا التطور والحصول على اتصال عالي السرعة بالإنترنت عبر شبكات الجيل الرابع للاتصالات اللاسلكية 4G من دون استهلاك قدر كبير من الطاقة الكهربائية، إضافة إلى تطوير الخدمات التي تعتمد على الموقع الجغرافي للمستخدم التي غالبا ما كانت تستهلك طاقة كهربائية عالية للعمل.
وبالنسبة لمستويات الأداء العالية التي يقدمها صناع المعالجات الجديدة، فإنها تستطيع توفير الوقت والجهد اللازمين لمعالجة البيانات، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على استهلاك الطاقة الكهربائية. ونظرا للفعالية العالية لهذه المعالجات، فإنها لا تحتاج إلى مراوح متخصصة لتبريدها، الأمر الذي يعني عدم استهلاك مزيد من الطاقة لتبريد المعالج نفسه. وللمقارنة، فإن أجهزة "مايكروسوفت سيرفيس برو" اللوحية تحتوي على مروحتين لتبريد الجيل السابق من المعالجات. هذا ويستطيع الجيل الجديد من معالجات الأجهزة المحمولة تشغيل عروض الفيديو فائقة الدقة 4K المتطلبة جدا، ومن دون التضحية بالشحنة الكهربائية، الأمر الذي يعني الحصول على أجهزة محمولة ذات مزايا متقدمة، وتعمل فترات مطولة.