«جوجل» والخصوصية.. فتيل «الانتهاكات» القانونية يشتعل
«جوجل» والخصوصية.. فتيل «الانتهاكات» القانونية يشتعل
وقف عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي أمام المدير التنفيذي لشركة جوجل يتساءلون ما إذا كانت النظارة الذكية ستعطي معلومات شخصية عن أشخاص بمجرد ظهورهم من دون علمهم، الأمر الذي أشعل فتيل الاتهامات بسبب انتهاكها خصوصية الآخرين، كما منع استخدامها في عدد من مقاهي الولايات المتحدة.
وحتى الآن وقبل طرح النظارة رسميا في الأسواق العالمية منعت بعض المتاجر والأسواق في الولايات المتحدة الأمريكية ارتداء النظارة داخلها، حرصاً على خصوصية الزبائن في الداخل، ولكن ماذا عن الطرقات والأماكن العامة الأخرى؟ وهل ستمنع بعض الحكومات من طرح النظارة الجديدة في أسواقها؟
#2#
تتيح النظارة الجديدة من "جوجل" التقاط الصور والفيديو دون إطلاق أي صوت يدل على ذلك، ما يسمح بتصوير أي كان وفي أي وقت دون أن يعلم بذلك، كما تسمح للمستخدم بتحميل الصور الملتقطة إلى شبكة الإنترنت بسرعة وسهولة تامة.
أنتون ولمان المحلل في شؤون المجتمع الإلكتروني عبر شبكة "ذا ستريت" يتنبأ بمشاكل نتيجة لإطلاق "جوجل" لنظارة ذكية تدعى "أي غلاس"، التي يتوقع طرحها خلال الأيام القادمة وقد تتحول إلى وسيلة تجسس مثالية.
وقال ولمان عبر الشبكة إن النظارة ستؤثر في السلوك الاجتماعي من لحظة وصولها، لأنها ستجعل من الناس هدفا للتصوير المتواصل في كل مكان، علما أن الناس لا يحبذون أن يتم تصويرهم دون إذن أو معرفة مسبقة لأسباب محددة مثل كاميرات المراقبة الأمنية ذات الاستخدام المحصور بالمراقبة، ورغم أن كل الهواتف الجوالة يمكنها أن تصورك والتقاط صور لك إلا أن ذلك يجري بعلمك في أغلب الأحيان أو يحصل مع قدرتك على معرفة ذلك وكشفه، بينما لن تتمكن من معرفة أنك هدف للتصوير بنظارات "جوجل" في أي مكان ومن كل زاوية.
فيما عبر عدد من ملاك المقاهي التي طالبت بمنع المنتج بأن استخدام هذه النظارات يشكل "انتهاكا" لخصوصية المستخدمين الآخرين، لأنه يسمح بتصويرهم والتقاط مقاطع فيديو لهم وتحميلها على الإنترنت بشكل سري وهي إحدى المزايا التي توفرها نظارات الشركة.
الحكومة الإسبانية تنتظر طرح المنتج بملف قانوني ضد الشركة الأمريكية يحمل عنوانا لغرامة تقدر بـ 1.2 مليون دولار لمحاولة المنتج خرق قوانين حماية البيانات في البلاد، وانتهاك حقوق المواطنين، حيث تعتبر وكالة حماية البيانات أن جمع "جوجل" للبيانات الشخصية ومعالجتها هو أمر غير مشروع، وقالت إن "جوجل" تستخدم صيغة غامضة عند شرح ممارساتها في سياسة الخصوصية.
ليس هنا فقط، بل مشاكل الخصوصية التي تثيرها نظارات "جوجل" ليست الأولى، فالشركة اتهمت من قبل 30 ولاية أمريكية بجمع معلومات من شبكات "واي فاي" غير الآمنة عبر السيارات المخصصة لتصوير الشوارع، وعرضها بشكل ثلاثي الأبعاد في برنامج "جوجل إيرث" عبر خدمة "ستريت فيو"، والدراسات الأخيرة تؤكد بأن معدل بيانات المستخدمين المخزنة في مراكز بيانات الشركة تشكل بحد أدنى 20 في المائة من معلومات وبيانات خاصة تعود للمستخدم.
الجدير ذكره أن إحدى شركات الإحصاء العالمية تتوقع وصول عدد الوحدات المباعة من نظارات "جوجل" الجديدة في عام 2016 إلى عشرة ملايين نظارة تقريباً، ما يطرح العديد من التساؤلات والمخاوف في الوقت نفسه.