عبد الله وسلمان وأمانة الإنسان

في كلمته المختصرة المفيدة التي أعقبت إقرار مجلس الوزراء لميزانية الدولة للعام المالي (1435-1436) كان الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - سدد الله خطاه - حريصاً على توجيه (إخوانه) الوزراء على تأدية جميع واجباتهم تجاه وطنهم بكل أمانة وإخلاص، وأن يضعوا بين عيونهم الله سبحانه وتعالى، حيث لا يوجد بينهم وبينه حجاب. ليس هذا فحسب، بل إنه - حفظه الله - شدد على السفراء السعوديين بأن يقابلوا أبناء هذه البلاد الطاهرة كافة، صغيرهم وكبيرهم، كأنهم (هو) خاتماً كلمته باعتبار كل ما تنعم به مملكتنا الغالية من خيرات، من فضل الرزاق الكريم ..(من فضل ربكم، من فضل ربكم، من فضل ربكم).
وفي كلمة أخرى ألقاها ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لدى استقباله وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ووكلاء الوزارة والسفراء ورؤساء البعثات السعودية في الخارج، شدد بدوره على ما حرَصَ عليه خادم الحرمين الشريفين حول أهمية خدمة المواطنين وتسهيل أمورهم ومراعاة الظروف التي تواجههم، خارج حدود بلدهم ومساعدتهم. وحث - وفقه الله - من يرى من المواطنين أية ملاحظات في الخارج على إبلاغ وزارة الخارجية، لتلافي تلك الملاحظات، مشدداً على أن "العالم صار صغيراً جداً" مختتماً بالقول: "رحم الله من أهدى إلي عيوبي".
يا سادة ويا أحبة ويا كرام .. إذا كان القياديان الأولان في مملكة الحرمين الشريفين في كلمتيهما اللتين تزامنتا مع الحدث الاقتصادي الأهم سنوياً "إعلان ميزانية الدولة" يحرصان كل الحرص على الاهتمام بالمواطن في الداخل والخارج - وسط تشديد على أهمية التكاملية في العمل والتعامل - بحيث إن على الجميع من وزير في الداخل وسفير في الخارج - أن يضطلعوا بأدوارهم تجاه المواطنين كافة هذا من جانب! ومن الجانب الآخر على كل مواطن تعترضه عوائق أو ملاحظات، عدم التردد في إبلاغ جهات الاختصاص لمعالجة الأمر. كيف لا ؟! وأبواب كبار ولاة الأمر مفتوحة ليل نهار وفي كل مكان.
بقي القول: ما دامت توجيهات كهذه، تصدر من (قامات) قيادات بحجم الملك عبد الله وعضيده ولي العهد سلمان، وتشديدهما على مراعاة الله سبحانه في كل شيء، هل من الممكن أن يقصر أية أنسان (يخشى الله) في مهامه تجاه الوطن والمواطن؟!
بصراحة لا نعتقد والأكيد ليت كل القيادات الرياضية والشبابية في الأندية والاتحادات كافة، تستفيد من مضامين مثل هذه الكلمات الحريصة على خدمة المواطن والوطن وأمنه صغاره وكباره على القدر ذاته من الاهتمام في كل جانب ومجال. وفق الله الجميع إلى الخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي