منتخب الوطن والإعلام الرياضي
بعيداً عن التصنيف العالمي الذي تصدره "فيفا" ما بين حين وآخر ويحظى بهالة إعلامية واسعة ويعتقد أغلب الرياضيين من محللين ونقاد أنه المقياس الرئيس والوحيد في تقدُّم الكرة السعودية من عدمها، وكون معايير هذا التصنيف تعتمد على جمع أكبر كمية من النقاط، وتعتمد كذلك على نتائج المنتخبات السابقة، فإننا قد نحتاج إلى المزيد من الوقت حتى نعود إلى مراكزنا المشرّفة التي حققناها في وقت مضى، أعتقد أنه ليس المنتخب السعودي الوحيد الذي تراجع في ترتيبه العالمي عن المراكز المتقدمة، بل هناك منتخبات عالمية تراجعت كثيراً عن مراكزها المتقدمة رغم تاريخها العظيم في كرة القدم على المستوى الدولي.
من الطبيعي جداً أن يحقق المنتخب السعودي نتائج إيجابية على الصعيد الآسيوي، وبالأخص في التصفيات الحالية، لأنه بطل آسيا وسفيرها إلى كأس العالم أربع مرات، هذا التاريخ القوي للمنتخب السعودي قد يكون أحد عوامل الضغط التي تسبّبت في توالي الإخفاقات السابقة، أو ربما أن التنافس العربي المحموم بين دول غرب القارة كان أحد أسباب إخفاق الأخضر السعودي.
فوز المنتخب السعودي في المباريات الثلاث السابقة التي لعبها أمام الصين ثم إندونيسيا وأخيراً العراق يوحي بأن المنتخب يسير بخطى ثابتة لتخطي هذه التصفيات والذهاب أبعد من ذلك رغم النقد اللاذع الذي واجهته إدارة المنتخب وجهازها الفني، يبدو أن المدير الفني للمنتخب السعودي الإسباني لوبيز بدأ يعرف مكامن الخطر الذي كان يواجهه ريكارد إبّان إشرافه على المنتخب السعودي في كأس الخليج ولم يستطع إيقافها، لقد أعجبني كثيراً لوبيز عندما أغلق التدريبات وكذلك المباريات الودية عن وسائل الإعلام لكيلا تتسبّب في تشتيت أذهان اللاعبين والإداريين قبل موقعة العراق، وهذه الخطوة أعتبرها خطوة ذكية وتنم عن خبرة واسعة لديه.
لقد أجبرنا لوبيز على احترامه واحترام أفكاره وخياراته رغم أننا اختلفنا كثيراً معه في طريقة واستراتيجية اختياراته ولكن العبرة في النتائج، طالما أن المنتخب السعودي يحقق نتائج إيجابية فلن يستطيع أي شخص كائناً مَن كان أن ينتقص من مجهود الجهازيْن الفني والإداري واللاعبين، فما قدّمه نجوم المنتخب في المباريات الثلاث السابقة يستحق الإشادة رغم أن المشوار طويل وإصدار الحكم على نجاح تجربة لوبيز والقريني وزكي الصالح مبكر، ولكن هناك مؤشرات ودلائل تبشر بالخير وتدعو إلى التفاؤل.
الدعم الإعلامي الكبير الذي قام به عدد من القنوات السعودية الرياضية وقناة روتانا خليجية عبر برنامج "كورة" كان له بالغ الأثر في مسيرة المنتخب السعودي الأول، فمنذ أن تسلّم سلمان القريني المهام الإدارية، ولوبيز الجانب الفني، بدأت هذه البرامج دعمها المطلق للمنتخب السعودي الأول، أتمنى أن تواصل هذه البرامج مشوارها في دعم مسيرة المنتخب حتى يتعافى منتخبنا الأول وتعود الثقة إلى المدرجات.
مقتطفات متنوعة من الدوري
- ذهاب الصدارة من الهلال إلى النصر سببها صمود كسار الرائد وفدائية مدافعي العروبة والمباراة المقبلة ستجمع الرائد بالعروبة فمَن يصادر نجومية الآخر في الجولة المقبلة؟
- أتوقع أن تكون مباراة التعاون والهلال من أقوى مباريات الجولة المقبلة؛ فالتعاون المتجدّد يسعى إلى مواصلة تميُّزه والهلال يحاول ملاحقة صدارة النصر وإعادتها.
- أزمة ديون نادي الاتحاد التي أعاقته عن تسجيل اللاعبين في الفترة الأولى ستتكرّر فصولها في الفترة الشتوية إذا ما أنهت الإدارة الاتحادية التزاماتها كافة تجاه اللاعبين.
- ربما يتغيّر شكل الأهلي ويتطور مستوى الشباب بعد فترة التوقف التي منحت اللاعبين والأجهزة الفنية فرصة في التقاط أنفاسهم.