الفرق بين الفكرة والفرصة
يقع كثير من رواد الأعمال في خطأ الخلط بين الفكرة لتكوين مشروع لبيع سلعة أو خدمة، وبين الفرصة لبيع السلعة أو الخدمة، ولهذا السبب يتعثر كثير من المشاريع ويوأد في مهده، محققا خسائر تصل إلى 100 في المائة من رأسمال المشروع، وكي نشرح الطريقة لإثبات الفكرة نفسها وانتقالها من أن تكون مجرد فكرة إلى فرصة استثمارية سنضرب مثالين؛ الأول لفكرة لا تمثل فرصة، والآخر لفكرة تمثل فرصة استثمارية.
لو فكر مستثمر في إنشاء مصنع لصناعة المشروبات الغازية في منطقة ما، فيجب عليه أن يسأل نفسه الأسئلة التالية: هل يمثل المنتج حلا لمشكلة واضحة لدى المستهلك؟ وهل السوق كبير بما فيه الكفاية لاستيعاب المنتج؟ هل سيقاوم المستهلك في تحوله من المنتج الذي يستخدمه حالياً إلى المنتج الجديد؟ وهل السوق موزع بشكل واضح بين المنافسين أو بين مختلف شرائح العملاء المستهدفين؟ هل الدخول لهذا السوق سهل أم صعب؟ وما موانع الدخول والخروج من السوق كمصنع؟ هناك أسئلة أخرى كثيرة، ولكنها تعتبر ثانوية أمام هذه الأسئلة.
إذا كانت المشكلة واضحة لدى العميل المستهدف، وهو يعتبر المشروب الغازي حلا لها، كارتفاع درجات الحرارة كما هو الحال في المملكة، وإذا كان عدد المستهلكين كبيرا، حيث يمكن تسويق الكمية المنتجة، وإذا كان المستهلك غير متعلق بمنتج آخر كـ "البيبسي" و"الكوكاكولا" بدرجة كبيرة، سنكون أمام فرصة جيدة، وتقوَّم هذه الفرصة بالأسئلة التالية: هل هناك حدة في التنافس بين المنافسين في السوق؟ وهل يحتاج المنتج لجهود تسويقية كبيرة تكلف كثيرا من الجهود المالية؟
خلاصة القول أن الفكرة التي تمثل فرصة تتميز بالخصائص التالية: أن تكون تمثل حلا لمشكلة واضحة للعميل، وأن تكون السوق كبيرة بما فيه الكفاية للحصول على شريحة سوقية بشكل غير مكلف، وأن يكون المستهلك سهل التحول من المنتج الذي يستخدمه حاليا لحل هذه المشكلة "إن وجدت"، وأن يكون السوق ناشئاً ونامياً. عندها فقط نستطيع القول إننا أمام فرصة استثمارية، نستطيع دراسة جدواها المالية والاقتصادية، وكل عام وأنتم بخير.