تدفق المعلومات مباشرة عبر الهاتف الضوئي

تدفق المعلومات مباشرة عبر الهاتف الضوئي

ألكسندر جراهام بل مشهور لاختراعه الهاتف، ولكن هذا العالم الاسكتلندي المولد يعتقد أن أعظم إنجاز له كان فعلاً اختراع الهاتف الضوئي، الذي أرسل إشارة ليس من خلال الأسلاك، ولكن على طول شعاع من أشعة الشمس.
جهاز الهاتف الضوئي لم يطلق أبداً، ولكن هارالد هاس، رئيس مجلس الاتصالات المتنقلة في الجامعة التي تخرَّج منها بل، وهي جامعة أدنبرة، يعتقد أنه بعد أكثر من قرن من الزمان لأول ظهور له في عام 1880، فإن الضوء القائم على اللاسلكي على استعداد للتألق أخيراً.
كما أن المؤسس المشارك وكبير الإداريين العلميين لشركة PureVLC التي انبثقت عن الجامعة، البروفيسور هاس يقود مجموعة لتطوير تكنولوجيا جديدة، يطلق عليها اسم LiFi، التي يمكن أن تحول تجهيزات الإضاءة القياسية إلى أجهزة إرسال بيانات لاسلكية لمنافسة شبكات واي فاي الآن، في كل مكان في المكاتب والمنازل.
هذا الشهر، شحنت شركة PureVLC أول منتج لها، وهي وحدة بمبلغ خمسة آلاف جنيه استرليني، لأحد مقدمي الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. واليوم فإن الشركة سوف تستخدم نظاماً ركبته في أكاديمية بيكسلي للأعمال في لندن، لبث فيديو خطاب يلقيه بوريس جونسون، عمدة لندن .
يقول هاس إن أحد التغييرات الرئيسية من يوم اختراع بل هو إدخال أضواء الصمام الثنائي الباعث للضوء أو ما يعرف ب LEDs، حيث كان يتحدث أثناء مقابلة في مكتبه، على نحو ملائم بمبنى ألكسندر جراهام بل في الجامعة.
الفكرة أخذت منظوراً جديدا كلياً، حيث إن LEDs هي دوائر إلكترونية .. وإنها تجلب فرصاً جديدة تماماً''. حسب قوله.
يمكن تغيير درجة إضاءة LEDs بسرعة كبيرة، ما يسمح لها بنقل البيانات بسرعات عالية جداً إلى جهاز استقبال حساس للضوء.
النموذج التوضيحي من شركة PureVLC المعد للزوار يبث بسهولة مقاطع فيديو عالية الجودة - على الأقل إلى أن يخطو هاس أمام الشعاع. ولكن يمكن صنع أجهزة استقبال حساسة بما فيه الكفاية لقراءة حتى الضوء غير المباشر، والوميض المصاحب للإضاءة شديد الدقة، وهو ما لا يمكن الكشف عنه بواسطة العين البشرية.
الإرسال المستند إلى الضوء لديه قيود متأصلة. مثلاً تعطل الهاتف الضوئي الذي صنعه بل بسبب الاعتماد على ضوء الشمس - يمكن أن تقطع المحادثات بسبب الغيوم المارة – ونطاقها القصير.
لا تعتمد تقنية LED على الطقس، ولكن الإشارات التي تعتمد على LiFi لا يمكن أن تخترق الجدران أو الستائر.
الداعمون يرون أن هذا يمكن أن يكون ميزة – إذ لا يمكن لأحد اقتحام الشبكة من خارج مجموعتها البصرية.
أول عميل لشركة PureVLC هو المهتم بصفة خاصة في قدرتها على توفير أمان أكبر من واي فاي .
على الرغم من أن شبكات LiFi ستتطلب بعض البنى التحتية الجديدة لربط تجهيزات الإضاءة، يقول البروفيسور هاس إنها يمكن أن تُحمَل على ظهر إدخال تجهيزات LED.
هذه التكنولوجيا تسمح أيضاً باستخدام أكثر كفاءة للطاقة في مبانٍ مثل المكاتب والمدارس، حيث كل ضوء مجهز سوف يدفق البيانات على وجه التحديد للمستخدمين الأقرب إليه. يتم اختبار النظام في أكاديمية بيكسلي للأعمال، على سبيل المثال، بهدف تقديم سرعات اتصالات أكبر بكثير لكل تلميذ.
شركة PureVLC التي ستغير اسمها الشهر المقبل إلى PureLiFi، واحدة تأمل في استغلال نقل البيانات المستندة إلى الضوء.
كما أن شركة كاسيو اليابانية طورت تطبيقات تسمح بتبادل البيانات بين الهواتف الذكية. وفي الشهر الماضي قالت شركة أولدكوم الفرنسية إنها ثبتت أضواء الشوارع مجهزة ب LiFi في معرض تجاري، ما يمهد الطريق لتركيب أجهزة تجريبية.
تقول شركة أبحاث ماركت وماركت إنه يمكن استخدام تكنولوجيا اتصال الضوء المرئي على نحو متزايد، كعنصر مكمل للواي فاي وشبكات بيانات الهاتف لمبيعات وضعت لترتفع من 96 مليون دولار في عام 2012 إلى 6.14 مليار دولار في عام 2018.
يقول هاس إن المحرك الرئيسي للنمو في المستقبل سيكون الأزمة الوشيكة للطاقة الاستيعابية للشبكة في الوقت الذي تعمل فيه خدمات البيانات الكثيفة، مثل بث الفيديو، على إعاقة عرض النطاق الترددي المتاح للراديو.
تتوقع شركة سيسكو التي تزود معدات وخدمات تقنية المعلومات، أن حركة البيانات المتنقلة العالمية ستنمو إلى 11.2 إكسا بايت شهرياً بحلول عام 2017، أي بزيادة 13 ضعفاً عن عام 2012.
سوف تسعى شركة PureVLC لإثبات تقنيتها من خلال التطبيقات متخصصة الخدمة لحين تجاوز أزمة انكماش الطاقة الاستيعابية ''خلال سنتين أو ثلاث سنوات''، كما يقول هاس.
مصير الهاتف الضوئي هو تذكير بكيفية إمكانية تعثر التكنولوجيات الجديدة. لكن هذا الأستاذ البافاري يعتقد أن LiFi يمكن أنه يكون في البداية بالنسبة لاسكتلندا ما كانت عليه ''نوكيا'' لصناعة الاتصالات المتنقلة في فنلندا.
ويقول هاس: ''نحن، في اعتقادي القوي، في النقطة نفسها هنا في اسكتلندا. في السنوات الـ 10 المقبلة، سيتحدد مصير هذه الصناعة التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير''.

الأكثر قراءة