المفتي لـ «المسلمين»: حلوا مشكلاتكم بأنفسكم واحذروا عدوكم

المفتي لـ «المسلمين»: حلوا مشكلاتكم بأنفسكم واحذروا عدوكم
المفتي لـ «المسلمين»: حلوا مشكلاتكم بأنفسكم واحذروا عدوكم

قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتى عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، خلال خطبة عرفة، أمس: ''أيها المسلمون إن الانقسام بين الأمة والطائفية ضرر على الأمة، حلوا المشكلات بأنفسكم، واحذروا من عدوكم أن يضرب بعضكم ببعض، فإنكم أمة مسلمة يجب أن يكون لكم وعي وانتباه لما يحيك لكم الأعداء''. وامتلأت جنبات مسجد نمرة الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع، والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع، بضيوف الرحمن، حيث تقدم المصلين الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية.
وخاطب آل الشيخ الشعوب الإسلامية بقوله: ''إن بلادكم أمانة في أعناقكم فحافظوا على أمنها واستقرارها ومكتسباتها ومقدراتها ومشاريعها العامة النافعة، واعلموا أنكم مستهدفون من كل أعدائكم يريدون تفريق صفكم وضرب بعضكم ببعض ونشر الفوضى والبلبلة في صفوفكم، فاحذروا مكائدهم''.

#2#

وحذر المسلمين من الطرق المحرمة كالغش والظلم والغدر وأكل أموال الناس بالباطل ونقض العهود، مشدداً على تحكيم شرع الله في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والعلاقات الخارجية لتكون الشريعة وحدها مصدر الحكم والتحاكم، مشددا على أن العقل أمانة، محذرا مما يكذبه ويضعفه ويزيله أو يقلل إنتاجه، من الاشتغال بالمخدرات والمسكرات والشعوذة والسحر وأنواع الكهانة والتنجيم، داعيا إلى تسخيره في التفكر في خلق الله وعظيم آياته.
وأضاف المفتي: ''تفرق أبناء المسلمين واختباءهم وتشتتهم وتكالب الأعداء المتربصين بهم وانتشار الحروب والفتن الداخلية، أصابهم بالضعف والوهن والذل والهوان، فأصبح بأسهم بينهم شديد يعلمه القريب والبعيد''، مرجعا ذلك إلى تخليهم عن تعاليم دينهم وعن العقيدة الصحيحة واتجاه كثير منهم إلى ما حرم الله ورسوله، فنالوا الضعف والهلاك.
وخاطب قادة المسلمين قائلاً: ''إن عليكم مسؤولية المحافظة على مكتسباتها ووحدة صفها وإجماع كلمتها وترك الأخطاء المحدقة بها والاهتمام بمصالحها العليا في رعاياكم بالرفق واللين، والسعي في تحقيق الحياة الكريمة لهم، واحذروا أن تضيقوا عليهم أو تسوموهم سوء العذاب أو تهينوا كرامتهم، فإن ذلك بينكم وبينهم، وابنوا جسورًا من المحبة بينكم وبين شعوبكم فيما يحقق المصلحة العامة في الحاضر والمستقبل، ليكن لكم موقف شجاعة في المحافل الدولية في الدفاع عن القضايا الإسلامية، وكف الظلم عنهم وعدم السماح لعدوهم ليستولى عليهم، فكونوا معهم كذلك في الخير والتعاون على البر والتقوى''. ودعا آل الشيخ رجال المال إلى أن يتقوا الله فيما أئتمنوا عليه، وأن يؤدوا زكاة أموالهم وأن من حق الأمة الإسلامية عليهم أن يستثمروا أموالهم في بلادهم ليحصل الخير والبركة من مشاريع حيوية ليكون فيها قوة الاقتصاد والتقدم وإتاحة الفرصة للشباب وتشغيل الأيدي العاملة، محذرا من أن تكون أموالهم سببا لضرر الأمة أو فساد أخلاقها أو طمس هويتها وشعارها أو تكون عونا لأعداء الإسلام على المسلمين''.
ودعا إلى البعد عن أسلحة الدمار والخراب التي تدمر البلاد والعباد وتقضي على الحرث والنسل، واصفا إياها بالقوة الشريرة التي تضر بالأمة ومستقبلها، وأنه يجب على ملاكها أن يتقوا الله في أنفسهم، والعلم بأن هذه القوة إن لم تستعمل فيما ينفع البشرية استعملت فيما يضر البشرية، وأن هذا ظلم وعدوان على بني الإنسان، محذرا من العواقب الوخيمة للظلم.
إثر ذلك أمّ المفتي جموع حجاج بيت الله في مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا.

الأكثر قراءة