منشأة الجمرات تستقبل الحجاج بخطط «منع التكدس»
أكدت وزارة الشؤون البلدية والقروية خطة متكاملة لتفويج حجاج بيت الله الحرام داخل منشأة الجمرات، حيث تهدف إلى توزيع الحجيج على جميع أدوار المنشأة لتجنب الزحام والتكدس، وتيسير أداء الحجاج لهذا النسك من مناسك الحج، مشيرة إلى أنها ستستفيد في خطتها لتشغيل وصيانة منشأة الجمرات هذا العام من مشروع ربط منطقة الشعيبين والمعيصم بالدور الثالث، وكذلك ربط منطقة العزيزية بالدور الثاني، اللذين تم تشغيلهما حج العام الماضي بتشطيبات مؤقتة.
ووسط استعدادات أمنية وخدمية مكثفة، استقبل مشعر منى منذ ساعات الفجر الأولى من هذا اليوم، قوافل الحجيج العائدة من مشعر مزدلفة بعد أن قضت ليلتها فيه بعد النفرة من مشعر عرفة الذي شهد أمس الوقفة الكبرى لضيوف الرحمن، ويأتي قدوم الحجاج باتجاه واحد صوب جمرة العقبة لرميها بسبع حصيات، قبل أن يتجهوا نحو المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، استعدادا لنحر الهدي ليدخلوا في التحلل الأصغر الذي يجيز لهم خلع رداء الإحرام واستبداله بغيره من الملابس.
وأفادت الوزارة أن الخطة تضمنت إجراءات لتحقيق الانسيابية في جميع مداخل ومخارج المنشأة والبالغ عددها 11 مدخلاً و12 مخرجاً، إضافة لتخفيف عناء السير على الحجاج قدر الإمكان بزيادة الاعتماد على السلالم المتحركة في نقل الحجاج إلى جميع طوابق المنشأة بما في ذلك الطابق الرابع "المستوى الخامس"، الذي تم تخصيصه للحجاج مستخدمي قطار المشاعر المقدسة، مؤكدة أنها عمدت إلى تنفيذ آلية لإدارة الحشود من نهاية مشعر مزدلفة إلى ساحة الجمرات الغربية عبر غرفة العمليات المتكاملة في المنشأة.
وأوضح العقيد ناصر النهاري قائد قوات الدفاع المدني في منشأة الجمرات، أن مهام وواجبات الدفاع المدني في المنشأة تتضمن كل ما من شأنه المحافظة على سلامة حجاج بيت الله الحرام أثناء رمي الجمرات طوال أيام التشريق.
من جهته، كشف اللواء جداوي سعد الشهراني نائب قائد قوات الطوارئ الخاصة وقائد منشأة الجمرات، عن وجود 11.500 فرد وضابط، يقومون على تنظيم وإدارة الحشود في منشأة الجمرات ومنها منع الافتراش وعكس المسار وحمل الأمتعة داخل المنشأة، مشيرا إلى أنه تم تقسيم ساحات الجمرات إلى جزر بألوان متعددة، تستخدم كمواقع إخلاء في حالة الحاجة إليها، أو يمكن استخدامها كخطوط لتحويل ونقل المشاة في حال استدعاء ذلك.
ولفت الرائد خالد العتيبي قائد مركز القيادة والسيطرة في منشأة الجمرات، إلى أن غرفة التحكم في المنشأة تحتوي على 420 كاميرا ثابتة ومتحركة، بمعدل 37 كاميرا في كل دور، تقوم بمراقبة المنشأة وحركة الحجيج على مدار الساعة، وترصد السلالم وأنفاق الشعيبين ونفق العزيزية، إضافة لوجود أربع كاميرات مربوطة مع الحرم المكي الشريف من أجل متابعة تدفق الحجيج على المنشأة، كما يتم بث رسائل توعوية بجميع اللغات.
في الوقت الذي كشف فيه لـ "الاقتصادية" المهندس محمد إبراهيم مدير إدارة المشاعر المقدسة في المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، إن الخطة التشغيلية لهذا العام، نصت على بقاء نصف حجاج الدول العربية في مخيماتهم لليوم 13 من ذي الحجة، وذلك لخدمة الحجاج المتأخرين.
وأكد أنه تم الانتهاء من مشكلة تكدس الحجاج في المخيمات بعد زيادة الحراسات في المخيمات والتشديد فيها، إضافة لتوزيع طرح "الصوفا بيد" التي تحدد مساحة الحاج وله مقياس معين وتعطى على قدر عدد الحجاج في المخيم، ما يجعل مبيت أشخاص إضافيين أمراً صعباً.
وأوضح المهندس عبد السلام بن سليمان مشاط وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات، أن فرق النظافة تمكنت من تنظيف كامل المشعر منذ وقت مبكر استعداداً لعودة ضيوف الرحمن بعد نزولهم من عرفات، مؤكداً أن الأمانة حريصة على تهيئة كل ما يمكن أن يساهم في إنجاح خطة أعمال الموسم والعمل على راحة الحجيج وتوفير كل وسائل الراحة والطمأنينة لهم.
وقال المهندس محمد بن المورقي مدير عام النظافة، إن الأمانة قد جندت نحو 16 ألف عامل نظافة للعمل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على مدار الساعة بنظام الورديات ومجهزين بكامل المعدات اللازمة.
وأبان المورقي أن وزن النفايات التي تم رفعها منذ بداية شهر ذي الحجة وحتى يوم أمس بلغ ما يقارب 20 ألف طن، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تستمر خطة أمانة العاصمة المقدسة في تكثيف الأعمال حتى مطلع العام الهجري المقبل.