مليونا حاج على صعيد عرفة .. اليوم
يرفع نحو مليوني حاج من مختلف الأعراق والجنسيات اليوم، أكف الضراعة والدعاء على صعيد عرفات، في ظل اكتمال التجهيزات والإمكانات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، من كل القطاعات والأجهزة العامة في موسم حج هذا العام.
وتكتسي فجر اليوم جبال عرفة وساحاتها باللون الأبيض الذي يتوشحه ملايين الحجاج، "فالحج عرفة" كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، والفائز في هذا اليوم يخرج من الحج كيوم ولدته إمه، خاليا من الذنوب والخطايا.
وأكد اللواء سعد الخليوي قائد قوات أمن الحج، نجاح خطة التصعيد من مكة المكرمة إلى منى أمس، متوقعا نجاح التصعيد إلى عرفات ثم العودة إلى منى، مشيرا إلى اكتمال التجهيزات الخاصة بالحركة المرورية وحركة المشاة، فيما يتم تأهيل المراكز الأمنية في المشعر إذ زودت بالمزيد من الضباط والأفراد المؤهلين، قائلا: "نحن جاهزون بخطط خاصة ليوم الحج الأكبر".
ومشعر عرفة يمثل منصة الغفران التي يقف عليها الحجاج ليرفعوا فيها أكف الضراعة، بالدعاء والابتهال، تتمازج حبات العرق المتساقطة من جبينهم، لتعانق دموعهم الصادقة، وينظر إليهم من وسعت رحمته كل شيء ويقول لمن استجاب له، اذهبوا فأنتم العتقاء اليوم، ليخرجوا من هذا المعترك العظيم منتصرين حائزين أكبر جائزة بذلوا في سبيلها الغالي والنفيس، قطعوا مئات الألوف من المسافات ليشهدوا هذا الموقف الجليل.
واستعد نحو ألفين من رجال الدفاع المدني لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في مشعر عرفة ابتداءً من فجر اليوم وحتى نفرة الحجيج إلى مزدلفة، حيث أوضح العميد عبد الرحمن الزهراني قائد الدفاع المدني في عرفة أن فرق الحماية المدنية ودوريات السلامة أنهت أعمال المسح الوقائي لجميع مخيمات عرفات وتفقد اشتراطات السلامة فيها قبيل بدء تصعيد الحجاج إلى المشعر في يوم الحج الأكبر.
وأجرت وحدات الدفاع المدني عدداً من البرامج التدريبية والفرضيات العملية للتأكد من فاعلية شبكات الإطفاء التي تنتشر في جميع مربعات عرفة، كما تم توزيع عدد من وحدات الإنقاذ والإسعاف في محيط مسجد نمرة، واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للتعامل مع مخاطر صعود أعداد من الحجاج إلى جبل الرحمة. وانتشر مفتشو السلامة والإشراف الوقائي لمتابعة التزام مؤسسات الحج والطوافة بقرار حظر استخدام الغاز المسال في المشاعر، وتفقد مواقع المنشآت الحكومية والتجارية والخدمية و"المباسط"، للتأكد من عدم وجود أي مخالفات تهدّد سلامة الحجيج ومصادرة أي أسطوانات للغاز يتم ضبطها في المخيمات، وتوقيع الغرامات المالية الفورية بحق المخالفين.
وتمركزت وحدات الدفاع المدني التابعة لقيادة مركز الدفاع المدني في مشعر عرفات والوحدات المساندة لها من مشعر مِنى ومزدلفة في جميع طرق تصعيد الحجاج إلى عرفات للتعامل مع أي حوادث في المركبات والحافلات، يدعمها عدد من طائرات الأمن المشاركة في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام، والتي سترافق الحجيج في رحلة تصعيدهم إلى عرفات، وتوجيه الوحدات الميدانية لمواقع الازدحام، إضافة إلى جاهزيتها للقيام بأعمال الإطفاء والإنقاذ والإخلاء الطبي.
وأتمت إدارة الحماية المدنية في الحج تجهيزات مواقع الإيواء في مشعر عرفة لنقل ما يزيد على 18 ألف حاج لها في حالات الطوارئ التي قد تستلزم إخلاء أعداد من الحجاج إلى مواقع آمنة داخل عرفة. وكانت الجهات الأمنية قد سعت طوال يوم أمس في رسم التجارب والمواقع المحددة، وشرعت فرق الطوارئ في الانتشار المدروس، فيما خصصت بعض الفرق للانتشار فوق جبل الرحمة. وسترافق طائرات الأمن ضيوف الرحمن في رحلة تصعيدهم من منى إلى مشعر عرفات ابتداء من صباح اليوم وحتى نفرة الحجيج باتجاه مزدلفة.
وأوضح اللواء محمد بن عيد الحربي قائد طيران الأمن في الحج أن قيادة طيران الأمن في الحج أنهت طلعاتها الاستكشافية للمشاعرالمقدسة وجميع الطرق التي يسلكها الحجاج من منى بعد قضاء يوم التروية في طريقهم إلى مشعرعرفات، وتحديد أفضل المواقع للهبوط لتنفيذ الإخلاء الطبي والإسعاف،
ولفت إلى أن جميع الطائرات المشاركة في مهمة الحج مجهزة لدعم الوحدات الميدانية للدفاع المدني في أعمال الإطفاء في المخيمات والمناطق المكشوفة في المشاعر، إضافة إلى أعمال الإنقاذ في المواقع الجبلية وحالات الطوارئ والسيول وتقديم خدمات الإسعاف الجوي من خلال الطائرات المجهزة بالمعدات الطبية.