الحاج غرم الله .. 40 عاما بين «جمل» وتذكرة قطار
40 عاما تفصل بين أول حجة قام بها السعودي ''غرم الله بن أحمد'' حينها أمسك بخطام جمل تنقل به بين المشاعر، ليستبدله بقصاصة تذكرة يمتطي بها قطار المشاعر، مستعرضا شريط ذكريات يحمل حجم المعاناة التي تكبدها في رحلة حجه الأولى، في مقابل اليسر والطمأنينة في تنقله بين المشاعر خلال حج هذا العام.
ولم يرَ الحاج غرم الله القادم من إحدى قرى الجنوب السعودي قطارا طوال حياته على أرض الواقع، ولدى رؤيته في المشاعر وقف أمام إحدى محطاته يشخص بناظريه، مستطلعا عظم هذا المشروع، يسأل أقرانه عن تفاصيل القطار وكيفية تشغيله وخط سيره .. الكثير من التساؤلات تدور في ذهنه، لا يئدها في مهدها سوى أن يصعد بقدميه أولى درجات سلم المحطة، ليدلف إلى هذا الصندوق العجيب - بحسب وصفه لأقرانه - ويعيش رحلة الحج، ويحمد الله أنه عاش إلى هذا اليوم ليشهد التطور الكبير في التنقل بين المشاعر بكل يسر وسهولة.
ويقول: ''لا أستطيع أن أصف شعوري ويعجز لساني عن النطق، فكيف برجل قبل أربعة عقود جاء إلى المكان ذاته، يؤدي مناسك حجه ممسكا بخطام جمله لينتقل بين المشاعر، واليوم ينتقل داخل هذا القطار العجيب لينقله في سرعة ووقت وجيز من مشعر إلى الآخر''.
ويربط قطار المشاعر مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة منى، عرفة ومزدلفة، تبلغ تكلفة المشروع نحو 6.7 مليارات ريال سعودي، وبدأ تنفيذ المشروع منذ بداية 2009 من خلال الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية، وكان يقتصر ركوب القطار أول افتتاحه على مواطني السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنَّه أصبح الآن مفتوحاً لجميع الحجاج من كل دول العالم.
ويتابع الحاج غرم الله حديثه: ''سمعت كثيرا وأنا في قريتي من خلال أبنائي الذين يعيشون في المدن أن هناك قطارا ينقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، نفذته الحكومة خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وقتها لم ألق بالا لهذا الحديث، لكنني وعند قدومي في حج هذا العام، ووقوفي أمام هذا العملاق المهيب، أدركت مدى الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة في توفير الكثير من الخدمات والإمكانات لضيوف الرحمن''.