أهالي مكة يستغنون عن الدراجات ويتنقلون بالمركبات
عقود طويلة من الزمن وأهل مكة عندما يدلف عليهم موسم الحج، يعمدون إلى وضع مركباتهم في منازلهم وإيقافها وعدم خروجهم بها في الطرقات، والاكتفاء بالدراجات النارية لقضاء ما يحتاجونه من مستلزمات، وذلك بسبب ما تشهده العاصمة المقدسة من توافد الآلاف من المركبات وخصوصا حافلات نقل الحجاج، التي يكثر فيها مشاهد التصادم بين المركبات.
في هذا العام تغير المشهد الذي اعتاده أهل مكة، فالطرقات خالية على غير المعتاد لا توجد بها ازدحامات إلا ما ندر في عدد منها، التي تكون قريبة من المسجد الحرام أو المشاعر المقدسة، الأمر شجع الأهالي إلى كسر حاجز الخوف، والخروج بمركباتهم يجوبونها ذهابا وعودة دون الخوف من وقوع حالات ازدحام وتشاحن مع حافلات نقل الحجاج، ولعل ما يفسر هذا الأمر هو الأنظمة والتعليمات الصارمة من قبل الجهات المعنية في منع دخول المركبات التي لا تنتمي إلى حملات ومؤسسات حج رسمية، مما أسهم في تقليل دخول المركبات المخالفة إلى داخل مكة، حيث يتم منعها في نقاط الفرز المنتشرة على مداخل مكة من جهاتها الأربع.
ولعل ما لاحظه أهل مكة أن كثيرا من الطرقات كانت مغلقة في السابق ضمن خطة مرورية يتم وضعها من قبل مسؤولي الإدارة العامة للمرور، ولكنها وكنتيجة طبيعية في هذا العام لم يتم إغلاقها، وذلك بسبب انسيابية الحركة المرورية في تلك الطرق.
يقول ساير المطرفي، أحد سكان حي جبل النور، ''بحكم سكني في هذا الحي منذ سنين طويلة، ونحن متعودون على مشاهد الازدحامات المرورية التي تبدأ منذ قدوم الحجاج في أوائل شهر ذي الحجة، ويتم من خلالها إغلاق الطرقات وعمل محاور مرورية، نظرا لأن هذا الحي يقع على مدخل مكة من ناحيتها الشرقية، وبالتالي تكون الازدحامات المرورية في ذروتها، الأمر الذي يدفع كثيرا من السكان إلى إيقاف مركباتهم والاكتفاء بالدراجات المرورية لقضاء حوائجهم ومشاويرهم الخاصة''.
يتابع المطرفي حديثه، ''في هذا العام اختلف المشهد كليا، فلا ازدحامات مرورية، والطرق التي كانت تغلق في السابق مفتوحة ومسموح المرور منها، حتى أنه وكتشبيه مبالغ بعض الشيء، أستطيع القول إن الازدحامات التي نشهدها في شهر رمضان وهي أمر طبيعي، أكثر بكثير مما نشهده في حج هذا العام''.