محتالون يغتنمون غلاء أسعار الحملات للترويج بـ «حج بدل»
في خطوة بديلة انتهجها وافدون في عملية من عملياتهم الاحتيالية، لملامسة وجدان من لا يستطيعون أداء مناسك الحج، وذلك بإيهامهم بالقيام عنهم بأدائها بما يسمى بـ "حج البدل"، بعد أن أوصدت الأبواب أمامهم في الحج العشوائي، خصوصا أن أسعار أدائه منخفضة ولا تتجاوز أربعة آلاف ريال.
هذه الطريقة الاحتيالية وجدت تجاوبا كبيرا بعد موجة ارتفاع الأسعار التي ضربت عديدا من حملات الحج في هذا العام، التي وصل أقل سعر لها إلى ما دون العشرة آلاف ريال، وهو ما صعب على الكثيرين أداء مناسك الحج، وهو الأمر الذي وجد أرضا خصبة لهؤلاء المحتالين لتنفيذ عمليات تسويقية لـ "حج البدل"، وجمع مبالغ كبيرة في مقابل عدم أدائه، مستغلين جهل المغرر بهم بالأنظمة والتعليمات التي سنتها الجهات المعنية.
واستخدم منفذو "حج البدل" الوهمي، وسائل التواصل الاجتماعي، معتقدين أنهم في منأى عن أعين الجهات الأمنية في تسويق وتمرير مخططاتهم الاحتيالية، وبثوا رسائل عن استعدادهم للحج عمن لا يستطيع أداءه وبمبالغ رمزية، مختتمين رسائلهم بأرقام حساباتهم في المصارف، وهو الأمر الذي تنامت فيه مدخراتهم إلى مبالغ بلغت عشرات الآلاف من الريالات محولة من قبل الراغبين في توكيل هؤلاء النصابين لأداء مناسك الحج بدلا عنهم.
وأكد الشيخ الدكتور محمد بن رديد المسعودي، أستاذ الفقه والأصول المتقاعد في جامعة الطائف، أن "حج البدل" يكون صحيحا إذا توكل عن شخص واحد فقط، ومتبعا للأنظمة والتعليمات، وذلك بأن يكون متعاقدا ضمن إحدى الحملات الرسمية، أما من يقوم بالتوكل عن عدة أشخاص فهذا لا يصح، وهي عملية نصب أريد بها الكسب غير المشروع.
ولعل البيان الصادر من قبل شرطة العاصمة المقدسة، المتضمن إلقاء القبض على أحد الوافدين من جنسية عربية، جمع اكثر من مليون ريال من أناس غرر بهم بأدائه "حج البدل" عنهم، أكبر دليل على وجود هذه الظاهرة، خصوصا أن الحج العشوائي تمت السيطرة عليه من خلال الأنظمة والتشديدات التي انتهجتها الجهات المعنية.
وطالب المقدم عبد المحسن الميمان الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة، المواطنين والمقيمين بعدم الانسياق وراء هذه الحملات الوهمية، التي تهدف إلى الاستيلاء على مبالغهم في مقابل عدم القيام بأداء مناسك الحج لأنهم لن يستطيعوا أداءها بسبب الأنظمة الصارمة في عدم السماح للحجاج المخالفين وغير حاملي تصاريح الحج الرسمية من الدخول إلى المشاعر المقدسة.
وأكد الميمان أنهم في شرطة العاصمة المقدسة، متأهبين لمثل تلك الممارسات الخاطئة والاحتيالية، مشيرا إلى أن رجال الأمن متيقظون وعلى حرص تام على راحة وأمن وسلامة ضيوف الرحمن، وملاحقة كل من يحاول مخالفة الأنظمة والتعليمات.