الجولة السادسة وحرّاس المرمى

مَن يعرف كرة القدم جيداً يعلم يقيناً أن نتائجها مجنونة ولا يمكن التنبؤ بها أو التقيُّد بقواعد ثابتة لا تتغيّر، فلك أن تتعجّب كيف يستطيع صاحب الصرف المالي الأقل التغلُّب على صاحب الصرف الأكثر، فنجد أن أصحاب الهللات كيف يتغلبون على أصحاب الملايين، لذا فمن الطبيعي جداً ألا تستطيع إدارات الأندية أن تقطع على أنفسها وعداً بتحقيق إنجاز معين لكي ترضي جماهير ناديها المتعطشة لإنجاز.
تذكّر أخي القارئ الكريم أنك تتابع كرة قدم مستديرة يتبادلها اللاعبون بشغف ليسكنوها بين القوائم الثلاث وسط مقاومة خصم شرس يتبادله الطموح نفسه ويحاول تحقيق الهدف نفسه.
مَن يمنح كرة القدم نفسه وهو يمتلك المهارة والقدرة الجسمانية والذكاء فستمنحه المجد والشهرة والمال التي لن يجد كل هذه الإغراءات في مكان آخر سوى في كرة القدم، مَن يدرك أن قوة الإنسان الرياضي تكمن في العمل الجاد على نفسه والسعي بكل وسيلة شرعية من أجل تطوير موهبته وتفعيلها تحت إشراف مختصّين من الأجهزة الفنية والطبية والإدارية.
عددٌ كبيرٌ من الشباب الصاعد الذين نالوا إعجاب الجماهير بمستوياتهم الرائعة في أثناء مشاركاتهم مع الفريق الأول في المسابقات المحلية والدولية لم يعد لهم ذكرٌ الآن؛ فسرعان ما اختفت تلك الأسماء وأصبحت أثراً بعد عين بعد توقيع العقد الثاني الذي يشترط فيه اللاعب مقدماً مجزياً؛ إضافة إلى عدم قدرة اللاعبين الصغار على استيعاب الأضواء التي تسلط عليهم فتبهر أبصارهم وتذهب بعقولهم من الملعب إلى وسائل الترفيه المحظورة بفعل القوة المالية التي حصلوا عليها من مقدم العقد الثاني.
نحن أمام سلوكيات غير متزنة تسبّبت في تدمير معظم نجوم الكرة السعودية في سن مبكرة وحدّت من تطوّر مستوياتهم الفكرية والفنية التي بلا شك ستنعكس على أدائهم داخل أرضية الملعب.
مهمة اتحاد الكرة، وتحديداً لجنة الدراسات الاستراتيجية دراسة هذه الظاهرة بشكل موسّع وإشراك عدد من الخبراء المهتمين بسلوكيات الشباب وكيفية معالجتها قبل أن نفقد الكثير من نجوم الكرة السعودية لأسباب تافهة.
تعرَّض عديد من حرّاس المرمى في الأسابيع الماضية لانتقادات لاذعة خلال الجولات السابقة، وكان وليد عبد الله، وعبد الله المعيوف، وفواز القرني، أكثر الحرّاس عُرضةً للنقد نتيجة انضمامهم إلى المنتخب الأول ولم يقدّموا ما يشفع لهم؛ ناهيك عن الأخطاء التي ارتكبها حرّاس المنتخب في أثناء مشاركتهم في الدوري، ولكن جاء الرد سريعاً من قِبل الثلاثي الدولي بعد إسهامهم في الذود عن مرمى أنديتهم، خاصة في الجولة السادسة.
وعلى الرغم من أن عبد الله العنزي يعد من أبرز الحرّاس في الوقت الحاضر إلا أن فهد الثنيان والعويشير والكسّار والرويلي والصيعري خطفوا أيضاً الأنظار في الجولات السابقة وأسهموا بشكل واضح في تحقيق أنديتهم نتائج إيجابية أمام الفرق الكبيرة.

مقتطفات هادفة
- فاز التعاون على نجران في نجران؛ فانطلق نجران نحو المقدمة، وفاز التعاون على الشعلة في الخرج؛ فهل يتحرّر فريق الشعلة من مركزه الأخير؟
- بمجهود لاعبيه، وقدرات مدربه، وتفاعل إدارته، ودعم الشرفيين، استطاع التعاون المتجدّد تخطي عقبة الشعلة ورسم الفرحة على مُحيا مُحبيه وجماهيره الحاضرة.
- هزيمة الهلال من الرائد وتعادل النصر مع العروبة يعطيان مجالاً للشباب والأهلي والاتحاد في الاقتراب من مركزَيْ المتصدّر والوصيف.
- مَن لا يستطيع الفوز على فرق المؤخرة لا يستحق أن يحقق بطولة الدوري مهما كانت نتائجه مع فرق المقدمة التي يتصارع معها على صدارة الدوري.
- أعتقد أن هذا الموسم مليء بالمفاجآت السارة لفرق المؤخرة بسبب تذبذب مستويات الفرق الجماهيرية وعدم نجاحها في جلب أجانب مؤثرين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي