نعيب زماننا والعيب فينا

الواقع الرياضي الذي تأسس قبل ستين عاما مضت بالتأكيد كان مبنيا على قواعد متينة ومبادئ حميدة وأهداف سامية نبيلة أساسها التعارف والمنافسة الشريفة بين شباب الوطن الواحد، حينها شرع المسؤولون آنذاك في تفعيل النشاطات الشبابية والطلابية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي الثقافي الاجتماعي والرياضي بين أفراد المجتمع في وقت كانت العادات والتقاليد والأعراف لها قيمة كبيرة تحكم المجتمع أكثر من الأنظمة واللوائح، بدأت الحركة الرياضية بأقل الإمكانات وأبسط وسائل التقنية التي نعيشها في وقتنا الحاضر ومع ذلك كان شعار الوطن مقدسا والغيرة والحمية عن هذا الشعار أحد الدوافع التي كان يتسلح بها الرياضي في ذلك الوقت أمام خصومه حتى بات يعرف ذلك الزمان بالزمن الجميل.
سرعان ما تحول هذا الزمن الجميل المبني على تكريس الروح الرياضية بين شباب هذا الوطن إلى كابوس يخدش الروح والقيم والمبادئ التي تم تأسيس الرياضة السعودية في ذلك من أجل غرسها في نفوس أبناء الوطن، للأسف إن رياضتنا الحالية تحولت من رياضة ممتعة إلى حرق الأعصاب ومن تقوية للجسم بالتدريبات والتمارين إلى تناول منشطات محظورة تتسبب في تدمير الجسد والعقل، نحن بحاجة ماسة إلى إعادة صياغة مفاهيمنا لكرة القدم السعودية من جديد بإيجاد آلية تحصن النشء القادم من شباب هذا الوطن حتى لا يقع ضحية لبعض أفكار هذا الجيل الذي لم يحقق للكرة السعودية أي إنجاز يذكر الذي تسبب في تدمير كرة القدم لدينا.
بعد دخول نظام الاحتراف كرة القدم السعودية تغيرت معه مفاهيم عديدة وأصبحت لغة المال هي اللغة السائدة بين النجوم، فترى معظم اللاعبين يبحثون عن العرض الأكبر بعيداً عن أي إغراءات أخرى وهذا كان أحد أسباب تدني مستوى اللاعب السعودي وضياع تركيزه في الملعب، لقد غابت المستويات الفنية والتكتيكية وبدأنا نشاهد عكا كرويا لا يرتقي لطموح المشجع المنتمي للنادي فضلاً عن المشجع المحايد الذي يبحث عن المتعة، ربما نظل نسير على الوتيرة نفسها لسنوات قادمة طالما أننا لم نعالج أوضاعنا وسلوكيات نجومنا بشكل صحيح.
دعنا نبحث بشكل مباشر عن الأسباب والمسببات التي قادتنا إلى هذه الأوضاع المأساوية حتى نستطيع أن نعالج المخاطر التي تواجهها رياضتنا قبل فوات الأوان، ربما أن دخول بعض رجال الأعمال والشخصيات التي لا يمتلكون القدرة على الاستمرار بالدفاع لأربع سنوات قادمة ولا يحمل أي فكر رياضي أو نظرة مستقبلية ساهم في تراكم الديون وعدم وجود آلية عمل إدارية ومالية واضحة.
البرامج التلفزيونية التي تستضيف ما هب ودب هي كذلك جزء من المشكلة التي ساهمت في خروج كرة القدم من الملعب إلى الشاشة ليتم تغذية معظم المتابعين من الجماهير واللاعبين بالفكر المتعصب الذي لا يرى إلا ألوان ناديه حتى ولو كان الحق مع خصمه، إذاً نحن نعيش أزمة حقيقية تحتاج إلى خارطة طريق تطبق من خلال اللوائح وتفعيل الجمعيات العمومية للأندية.

مقتطفات من الجولة الخامسة
أغرب ما حدث في مباراة الاتحاد والتعاون أن ترى قانون التحكيم يتمايل نحو صاحب الأرض والجماهير وكأن الضيوف خارج نطاق قانون كرة القدم.
تستغرب أن يقف الأهلي ندا قويا للنصر والهلال ويتقهقر أمام أندية المؤخرة وكأن الدوري بالنسبة للاعبيه ينحصر في مواجهات الأندية الجماهيرية.
عندما يقف فريق العروبة ندا للفتح والاتحاد والأهلي فإنك تستطيع أن تصنفه من فرق الوسط وتخرجه من دائرة الهبوط من الجولة الخامسة إذا استمر الفريق بهذا العطاء.
قبلت إدارة الشباب استقالة برودوم وأعفت إدارة النهضة الروماني بلاتشي ولم يتغير شيء في مباراة الفيصلي الشباب، والرائد النهضة وأتوقع أن تضطر إدارة الشعلة والاتفاق لتغيير الأجهزة الفنية للأسباب نفسها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي