الأندية الكبيرة تدفع أموالاً طائلة لأطفال أعمارهم 13 عاماً

الأندية الكبيرة تدفع أموالاً طائلة لأطفال أعمارهم 13 عاماً
الأندية الكبيرة تدفع أموالاً طائلة لأطفال أعمارهم 13 عاماً
الأندية الكبيرة تدفع أموالاً طائلة لأطفال أعمارهم 13 عاماً
الأندية الكبيرة تدفع أموالاً طائلة لأطفال أعمارهم 13 عاماً
الأندية الكبيرة تدفع أموالاً طائلة لأطفال أعمارهم 13 عاماً

مع افتتاح نادي ويست هام موسم الدوري الممتاز الجديد لكرة القدم ضد كارديف، اتجهت الأضواء إلى رافيل موريسون، لاعب الوسط الموهوب الذي تمتع بموسم ممتاز من المباريات الاستعراضية والودية. وفي العادة، تؤدي نوعية اللعب الذي يظهره موريسون إلى تنبؤات من كل حدب وصوب عن لاعب يمكن أن يكون الظاهرة الكبيرة التالية.

لكن قصة موريسون (20 عاما) ليست بسيطة. فقد اعتبر، في أكثر من مناسبة، آخر صيحة في عالم كرة القدم الإنجليزية – والواقع أنه في السنوات الخمس الماضية، منذ أن انضم إلى نادي مانشستر يونايتد، ووصفه السير أليكس فيرجسون بأنه أمهر لاعب ظهر في صفوف النادي منذ بول سكولز، لاعب الوسط الذي اشتهر على نطاق واسع بأنه من أكثر اللاعبين موهبة من الناحية الفنية في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.

الواقع يمكن اعتبار موريسون ـ على الرغم من العقد الدسم الموقَّع مع النادي، والرعاية من أحذية نايك، وطلبات الاستفسار من نوادٍ مثل آرسنال وتشيلسي وبرشلونه ـ مثالاً للفشل، لأنه خلال خمس سنين في يونايتد لم يلعب مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريمير ليج).

وحالة موريسون ليست فريدة من نوعها، فالحالة الراهنة لفرق أندية الدوري الممتاز لكرة القدم تعني أن هناك كثيرين من أمثاله ممن قدمت لهم الأموال والمديح والوعود، لكن لم تقدم لهم فرصة للعب.

ولم يكن الأمر كذلك دائماً. فمنذ فترة ليست بالبعيدة كان على اللاعبين الواعدين من الشباب أن يشقوا طريقهم ويصعدوا من خلال الأندية الصغيرة، ويثبتوا موهبتهم قبل أن يكسبوا مالاً وفيراً من نقلهم إلى نوادٍ أكبر. ولنأخذ مثالاً على ذلك، الحياة المهنية للاعبين من الأجيال السابقة مع نادي مانشستر يونايتد.

أمضى بريان روبسون ست سنوات في الفريق الأول لنادي ويست بروميتش ألبيون قبل الانضمام إلى يونايتد عام 1981 مقابل 1.5 مليون جنيه، وهو مبلغ اعتبر في ذلك الوقت قياسياً. وكان رون كين في الفريق الأول لنادي نوتنجهام فوريست لمدة ثلاث سنوات قبل أن يذهب إلى مانشستر عام 1993 مقابل 3.75 مليون جنيه، وهو رقم قياسي آخر يسجل مقابل انتقال لاعب. وقبل أن يحصل مايكل كاريك على 18 مليون جنيه مقابل انتقاله من توتنهام هوتسبير عام 2006، كان قد أسس لنفسه مركزاً في ويست هام، حيث لعب معه لسنتين في دوري الدرجة الأولى، على الرغم من أنه بحلول ذلك الوقت كان قد سجل ظهوره الدولي الأول مع المنتخب الإنجليزي.

ومن السهل أن نشعر بالإغرء لوصف موريسون بأنه رمز لكرة القدم الحديثة، كونه من مواليد عام 1993، السنة التي تلت إنشاء البريمير ليج، أو الولد الصغير المثالي للظهور في الإعلانات، ومن جيل صغير لدرجة غير كافية لتحقيق النجاح. ويمكن قراءة السنوات الثلاث التي قضاها لاعبا محترف في صفوف مانشستر يونايتد على أنها حكاية تحذيرية، حيث بدأ النادي يشعر بالإحباط من نظرته للتدريب ومخالفاته المتكررة التي تجعله يصطدم بالقانون. ومع ذلك لا يبدو أن الأمور تحسنت بعد أن تم بيعه في العام الماضي إلى نادي ويست هام في صفقة تصل إلى 2.5 مليون جنيه. ولعب تسع دقائق فقط فقط مع الفريق الأول لكرة القدم في النادي اللندني في 17 آذار (مارس) 2012 ضد نادي ليدز، قبل أن تتم إعارته إلى بيرمنجهام سيتي.

وكان يكسب مالاً وفيراً في كل الأوقات، وقد صور نفسه وهو يغرد على تويتر، وهو يضع ليس ساعة واحدة وإنما ساعتين ـ ساعة رولكس في كل معصم. ويستمر عقده مع نادي ويست هام لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة مقابل 12 ألف جنيه في الأسبوع، وهو مبلغ يمكن أن يصل إلى 65 ألف جنيه في الأسبوع (أو 3.4 مليون جنيه في السنة)، اعتماداً على عدد المرات التي سيبدأ فيها اللعب مع الفريق الأول. وهذا مبلغ كبير جداً بالنسبة للاعب شاب يبلغ من العمر 20 عاماً، لم يمض سوى فترة قليلة في اللعب مع أندية الدوري الممتاز. لكن كرة القدم أوجدت سوقاً يستطيع فيها بعض اللاعبين الشباب، مثل موريسون، كسب مبالغ غير عادية ابتداءً من اللحظة التي يوقعون فيها على اللعب مع الأندية الكبيرة. وبعضهم دون حتى أن يلعبوا في الدوري الممتاز، ناهيك عن تأسيس مكان لأنفسهم ليكون الواحد منهم لاعباً منتظماً في بداية الطريق إلى الشهرة.

#2#

ويقول كريس جرين، مؤلف كتاب ''حلم كل ولد'' (2009) وهو تحليل جذاب لفشل تطوير فرق الشباب في بريطانيا: ''تحب أكبر الأندية تخزين ألمع اللاعبين الموهوبين على أمل أن يتحولوا في يوم من الأيام إلى نجوم كبار ''سوبر ستارز''. إنهم يخشون افتقاد لاعب مثل وين روني. ولذلك يستطيع الشباب اليوم تقريباً الذهاب مباشرة من المدرسة إلى كسب الملايين، دون أي جهد يذكر سوى ارتداء أحذية اللعب. وبطريقة غريبة وكأنها انفصام في الشخصية، تصب الأندية أموالاً غير مسبوقة في تطوير الشباب، لكنها تفتح فرصاً أقل للاعبين الذين يثبتون تفوقهم''.

ويتساءل فرانك لامبارد لاعب الوسط في فريق تشيلسي ومنتخب إنجلترا الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، وبدأ احتراف اللعب في عام 1995، ما إذا كان دفع اللاعبين نحو النجومية يتم قبل الأوان. وقال خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة ''التايمز'' في العام الماضي: ''الأندية مستميتة في توقيع عقود مع أفضل اللاعبين الشباب. إنها تدفع لهم مبالغ كبيرة من المال يحصلون بعدها على قليل من الشهرة. ومن طبيعة البشر أن بعضهم لا يركز على الشيء المهم، وهو التدريب والانضباط''.

وأضاف لامبارد: ''المال يخلق جواً يجعل صغار السن من الأولاد يعتقدون أنهم هم الذين صنعوا هذا المال. حالما يأتي واحد من اللاعبين بسيارة رينج روفر، فمن الطبيعي أن يفكر الأولاد الآخرون بأنهم في حاجة لامتلاك واحدة من هذه السيارات''.

لنأخذ مثلاً على ذلك، ويلفريد زاها، الجناح البالغ من العمر 20 عاماً، الذي قالت صحيفة ''الجارديان'' إنه اشترى أربع سيارات خلال خمسة أشهر بعد أن أُعلِن في كانون الثاني (يناير) الماضي عن انتقاله مقابل مبلغ 1.5 مليون جنيه إلى مانشستر يونايتد قادما من نادي كريستال بالاس، الذي كان حتى ذلك الحين في دوري الدرجة الأولى.

#3#

ووفقاً لبيري جروفز، الذي لعب لنادي آرسنال في الفترة 1986-1992، اللاعبون الصغار يُكافأون اليوم بسرعة أكثر من اللازم. ويضيف جروفز البالغ من العمر 48 عاماً، والذي يعمل الآن معلماً وناقداً في كرة القدم: ''عندما كنت ألعب مع آرسنال، كنا نجعل الأولاد الصغار يعرفون أنهم ما زالوا على الدرجات السفلى من السلم. وكان على اللاعبين الصغار أن يصلوا إلى أرض الملعب في الثامنة صباحاً كي ينظفوا ويلمعوا أحذية اللاعبين الأكبر قبل وصولهم''. وعلى الرغم من أن تنظيف الأحذية لا يغني عن الموهبة والتدريب ''إلا أن ذلك بالتأكيد يبقيهم متوازنين ويعرفون حدودهم''.

ويتذكر جروفز مراسم التكريس التي كان على المتدربين الصغار الجدد فيها أن يصعدوا إلى المسرح ويقولوا نكتة أو يُغنوا أغنية. إذا أجادوا ذلك، تلقوا 50 جنيهاً وصفعة على قفاهم. وإذا لم يحسنوا فعل ذلك، كان يُلقى عليهم ''جردل من ماء الأحذية القذرة''. ويقول: ''لو استمر هذا الشيء حتى اليوم، فسأتصور أن اللاعبين الصغار سيصرون على خلع ساعاتهم من أيديهم وأقراط الألماس من آذانهم قبل القيام بذلك''.

وهناك لاعبون صغار موهوبون معاصرون لرافيل موريسون، اختبروا تجارب مماثلة أثناء دخولهم اللعبة. ومنذ سنتين وصفت صحيفة ''الجارديان'' جوش ماكيشاران الذي انضم إلى أكاديمية تشيلسي وهو في الثامنة من عمره، بأنه ''معجزة'' في ''مهارات اللعب التي لا يمكن تعليمها''. وبعد 12عاماً من ذلك، ما زال لاعب الوسط هذا بعيداً عن الوصول إلى التشكيلة الأساسية. ولنأخذ لاعب الوسط جاك رودويل البالغ من العمر 22 عاماً، الذي انتقل في العام الماضي من إيفرتون إلى مانشستر سيتي مقابل 12 مليون جنيه لغرض الوصول إلى أعلى مستوى من اللعب، لكنه وجد نفسه يجلس في مقعد اللاعبين الاحتياطيين في أغلب أيام اللعب.

#4#

وربما علينا أن نلقي نظرة على باتريك بامفورد، لاعب نوتنجهام المتواضع البالغ من العمر 19 عاماً. لعب بامفورد لنادي نوتنجهام فوريست 12 دقيقة فقط في دوري الدرجة الأولى قبل أن يأتي نادي تشيلسي ليعرض في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي 1.5 مليون جنيه مقابل توقيعه على عقد مدته خمس سنوات. ويتذكر بامفورد ذلك ويقول: ''كان ذلك غريباً جداً. ذهبت إلى تشيلسي لتوقيع العقد، وعدت إلى نوتنجهام في اليوم نفسه، وكان علي العودة إلى لندن في الصباح التالي. لم يكن حتى لدي وقت لأقول لأي شخص وداعاً، الشيء الوحيد الذي أذكره هو بكاء أمي على منصة محطة القطار وأنا أغادر''.

أما بالنسبة لفرانك كلارك، الذي كان رئيساً لنادي نوتنجهام فوريست أثناء الفترة التي لعب فيها بامفورد في النادي، فإن انتقال هذا المراهق إلى نادي تشيلسي كان علامة على اتجاه جديد مثير للقلق في كرة القدم. ويقول معلقا على ذلك: ''اعتدنا على الاحتفاظ باللاعبين لفترة سنتين في الفريق الأول. لكن الآن أصبحت الأندية الكبيرة فعلاً تدفع ثروة من المال إلى أولاد تبلغ أعمارهم 13، 14، 15، أو 16 عاماً. إنهم غير مستعدين للانتظار''.
وفي الحقيقة لم يكن في نية تشيلسي أن يلعب بامفورد مع النادي مباشرة عندما وقّع معه العقد، وبدلاً من ذلك أعاروه إلى ميلتون كينز دونز، وهو نادٍ مغمور يلعب في دوري الدرجة الثانية (أقل من نادي فوريست بدرجة واحدة). ويقول كريس جرين: ''تقوم الأندية الكبيرة بالتوقيع معهم حتى ولو كانوا يعرفون أنهم غير جاهزين للعب بعد. إنهم يوقعون على إمكانات كامنة''.

هل تعني عملية إعارة بامفورد إلى نادي ميلتون كينز دونز شعور بالخسارة، بعد الضجة التي أثيرت حول نقله إلى تشيلسي؟ يقول بامفورد: ''هذه بالضبط هي الحقيقة في كرة القدم الحديثة. أخبروني في نادي تشيلسي أنهم لا يتوقعون أن ألعب في الفريق الأول حتى أبلغ من العمر 21 أو 22 سنة. أنا أتوق للعب مع توريس ولامبارد وجميع اللاعبين الآخرين الكبار في تشيلسي، ولكن علي أن أتحلى بالصبر. أعتقد أن علي أن أنظر إلى احترافي كسلسلة من عمليات البناء على مراحل''.

وقبل أربع سنوات تم تجهيز المهاجم سانشيز واط للنجومية بعد أن شاهده أحد كشافة نادي آرسنال وهو يلعب في فريق الأحد لكرة القدم في شرق لندن وهو في السابعة من العمر، وحينها أثيرت حوله ضجة بأنه سيكون الصرعة التالية. وفي عام 2008 وقّع سانشيز عقد احتراف مع آرسنال، وهو يصف ذلك بأنه: ''كان واحداً من أفضل أيام حياتي''. وفي السنة التالية، أحرز أهدافاً في أول ظهور له وهو يلعب ضد ويست بروم في بطولة الكأس. ويقول: ''قلتُ في نفسي بعد المبارة هذا ليس سيئاً بالنسبة لشخص يبلغ من العمر 18 عاماً، ولا يوجد كثيرون من الذين يستطيعون القول إنهم نجحوا في إحراز أهداف في أول ظهور لهم مع آرسنال''.

ولعب واط في الحقيقة مرتين فقط مع آرسنال قبل أن تتم إعارته إلى سلسلة من الفرق المصنفة في درجات أدنى. والآن استقر مع ناد متواضع هو كولشستر يونايتد الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، الذي وقّع معه في كانون الثاني (يناير) الماضي عقداً مدته سنتان بعد أن أخلى آرسنال سبيله.

#5#

وفي يوم مشمس من الأسبوع الماضي قمت بزيارة ملعب التدريب في كولتشستر، حيث كان يستعد واط وزملاؤه لاستضافة بورت فيل. وفي غرفة صغيرة وجدت واط، البالغ من العمر22 سنة والمغطى بالوشم، لا يزال يتعرق من دورة منتصف النهار التدريبية ويلبس طقم كرة القدم ويتأرجح. ويقول: ''في آرسينال وجدت نفسي أنتظر وأنتظر للعب كرة القدم. لقد كنت في الظل. وصلت إلى مرحلة كان فيها أصدقائي وعائلتي يقولون: سانشيز، متى يمكن أن نأتي لنراك تلعب؟ لم أكن أعرف، لذلك لم أتمكن من إعطائهم جواباً''.

وكما قال: ''هناك الكثير من الأسباب التي تجعل بعض اللاعبين لا يمانعون في الجلوس على مقاعد لاعبي الاحتياط - ربما هم على مقربة من المنزل، أو يكسبون المال بشكل جيد''. ويتابع: ''عدد كبير فوق الحد من اللاعبين الشباب يعتقدون أنهم بحاجة إلى ناد كبير يدعمهم ويدفع باسمهم. أريد أن ألعب وأصنع لنفسي اسماً''.

ولا يزال من السهل أن نرى ما لفت عيون الكشافة إلى موريسون. وبصفة عامة، كرة القدم الإنجليزية معروفة بإنتاجها لاعبين ذوي بنية جسمانية قوية في خطي الدفاع والوسط. لكن موريسون نشأ وهو يلعب كرة القدم في الشوارع، وأسلوبه في اللعب أكثر شبهاً بالبرازيليين أو الفرنسيين، مع إحساسهم القوي تقليدياً باللمسة الفنية والبراعة. ويوجد له مقطع على موقع يوتيوب يلخص أفضل لقطاته. وقد لعب في عام 2009 مع فريق الشباب في مانشستر يونايتد ضد بلاكبيرن عام 2009 وأظهر قدرة فنية كبيرة.

نشأ موريسون في وايذنشاو، ثاني أكبر منطقة في بريطانيا مملوكة للمجلس المحلي، وهي واحدة من أصعب الأحياء في مانشستر. وخلال معظم طفولته، عاش مع جده وجدته في دنتون، على بعد بضعة أميال إلى الشرق من مانشستر، في حين عاشت والدته في جزء آخر من مانشستر مع ابنيها الأصغر سنا.

وعلى الرغم من أن نجاحه في كرة القدم جاء في وقت مبكر – مثَّل موريسون إنجلترا في كل مستوى من مستويات تحت 16 سنة إلى تحت 18 سنة؛ وأصبح محترفاً عند عمر 17 سنة، ثم رفع في عام 2011 كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب بعد أن سجل هدفين في المباراة النهائية، ولاحقاً في السنة نفسها سجل ظهور له لاعبا احتياطيا في مباراة فاز فيها مانشستر يونايتد 3-2 في كأس رابطة أندية المحترفين ضد وولفرهامبتون – إلا أن المتاعب لم تكن أبداً بعيدة عنه. ففي شباط (فبراير) 2011 اعترف بأنه مذنب في ترويعه لأحد الشهود وتم إعطاؤه أمر إحالة (خدمة المجتمع) لمدة 12 شهراً. وفي حادث منفصل بعد بضعة أشهر تم تغريمه 600 جنيه من قبل محكمة لرميه هاتف صديقته من خلال نافذة خلال مشادة بينهما.

ومن الصعب أن نعرف كيف يتعامل موريسون في هذا السن الصغير مع الكثير من الضغوط، لأنه نادراً ما يتحدث علناً. ولا ترغب إدارة ويست هام في إصابة معجزتها بالإعياء. وبالتالي طلبات إجراء المقابلات تتراكم، لكن دون استجابة. وفقاً لأحد الزملاء السابقين لموريسون في مانشستر يونايتد، العلاقة بين الشاب الطموح وزملائه كانت معقدة وهي مزيج من الغيرة ونفاد الصبر والمودة.

وقال لي زميله السابق الذي لعب أيضا في منتخب إنجلترا: ''لقد واجه انتقادات من أولئك المقتنعين بأنه يجب أن يكون أكثر من ذلك، أو أولئك الذين ضاقوا به ذرعاً بسبب ما يبدو أنه السعي الذي لا يتوقف بحثاً عن الإمكانات. كنا جميعاً ننتظر منه أن يثبت نفسه''.
ويواصل الزميل السابق: ''وفي مجال التدريب كان طاقم التدريب يتحدث معه عن موهبته لكنهم أبقوه في الاحتياطي، بعيداً عن الفريق الأساسي. ولسوء الحظ هذه الأمور تعتبر الآن جزءاً لا يتجزأ من عقلية اللاعبين الشباب الذين تم تحديدهم على أنهم نجوم المستقبل. لكن رافيل فقد صبره. بدأ في التغيب عن الدورات التدريبية، وعندما كان يحضر فعلاً توقف عن بذل كامل جهده''.

هذه الأيام عاد موريسون إلى ويست هام ويبدو أن الأمور في تحسن. واستغرق منه الأمر فقط 16 ثانية لافتتاح التسجيل في آخر مباريات النادي الودية مع باكوس دي فيريرا البرتغالي في أبتون بارك.

وقال لقناة تلفزيون وست هام بعد المباراة ''كنتُ أحس بدوي متواصل عندما سجلت''. لكنه لا يريد أن يستبق نفسه وهناك الكثير من التحديات التي تنتظره.
وكان ذلك هو الهدف السادس من موريسون في موسم رائع من المباريات الودية. وفي الأسبوع الذي سبق ذلك، أثناء اللعب ضد نادي سبورتِنج لشبونه البرتغالي، سجل هدفين. كان الأول ضربة قوية من زاوية المرمى جعلتنا نستذكر بول سكولز في أوجه. وقال كيفن نولان، كابتن ويست هام البالغ من العمر 31 عاماً: ''نرجو أن يكون ذلك بداية ما ستكون حياة مهنية رائعة بالنسبة إليه. لكن لا داعي للاندفاع والحماس، لقد مررنا بهذه التجربة من قبل''.

الأكثر قراءة