«بيت الكبير» يلم الشمل.. و«العيدية» لإسعاد الأطفال
على الرغم من التغيرات التي نعيشها في عصر طال فيه التغيير كل شيء حولنا، إلا أن هناك عادات لم تتغير، خاصة في المناسبات الكبيرة كالأعياد.. ولعل ''زيارة بيت كبير الأسرة'' و''العيدية'' من أبرز العادات السعودية التي تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل منذ عقود من الزمن، حيث يرتبط بيت كبير الأسرة بيوم العيد ويجتمع فيه شمل الأسرة بعد صلاة العيد للتهنئة والمباركة.. وتشهد هذه الاجتماعات توزيع العيديات على الأطفال، والكبار أحيانا..
والعيدية غالبا ما تكون مبلغا ماليا، وقد تكون هدايا، وتختلف باختلاف القدرات المالية لكل أسرة، وكانت تقدم للأطفال بغرض مكافأتهم على صيام رمضان من باب التشجيع، حتى تدخل الفرح والسرور على قلوبهم، فالعيدية تعتبر من أفضل الهدايا التي يحرص الأطفال على الحصول عليها في عيد الفطر وأبرز ما يميزه. يقول أيمن المسعودي (79 عاما) من سكان مكة المكرمة، إن ما يميز العيد هو اجتماع الأسرة وتقديم التبريكات والتهنئة.. ويضيف: ''منذ الصغر في خمسينيات القرن الماضي عندما كانت البيوت تضم الأب والأبناء وأبناء الأبناء، كنا ننتظر العيد لاستقبال الأقارب وسكان الحي في المنزل باعتبار منزلنا البيت الكبير في الحي بوجود أكبر رجل في السن وبحضور العمدة. وبعد المعايدة وتبادل التبريكات وتقسيم العيدية للأطفال ننطلق لزيارة منازل أخرى، ومن ثم نجتمع عند عمدة الحي ونستقبل التهنئة من الأحياء الأخرى ونحن نقوم بتهنئة الأحياء، مع وجود الأطفال معنا للحصول على العيدية، ولكن مع مرور الوقت أصبحت أنا كبير الأسرة يجتمع الكل في منزلي بعد صلاة العيد لتبادل التهنئة، لكن اختفت معايدة الأحياء واجتماع العمدة نظرا لتغير تركيبة الحي، فالحي الآن أصبح يستوعب أعدادا كبيرة وسكانا جددا يتغيرون بشكل مستمر ولا توجد روابط بينهم.
ويتابع المسعودي ''إن العيدية كانت هي المكافأة التي ننتظرها من عام لعام، حيث لم تكن تتجاوز القروش التي بالكاد تجلب قطعة حلوى، لكنها تحمل قيمة معنوية لا تضاهى، وكنا نحرص على جمعها من الكبار، من الأهل وجيران الحي والأحياء الأخرى أيضا، ثم الذهاب لشراء الحلوى أو للعب بألعاب كانت تنصب في برحة العيدروس بجدة''.
وترى منيرة الصهبي أن (زيارة بيت كبير العائلة والاجتماع في البيت بعد صلاة العيد ما زالت من أبرز العادات، إلى جانب العيدية، ويعتبر إفطار العائلة كذلك من أبرز الولائم الخفيفة والمتنوعة، حيث تتسابق سيدات الدار في تحضير الأطباق التقليدية المرتبطة بأفطار العيد، وهي أكلات متوارثة منذ قرون.. ففي المنطقة الغربية عرفت ''الدبيازة'' و''التعتيمة الحجازية'' و''الشريك'' التي تبدع السيدات في تقديمها، بل أصبحت هناك محال متخصصة في تقديم إفطار العيد).