على الإنترنت .. مطلوب محافظ بنك مركزي
من المعتاد جدا أن تجد إعلانا ما في صحيفة ورقية أو في موقع إلكتروني يبحث عن مدرس خصوصي أو ربما سكرتير وفي بعض الأحيان طبيب، لكن العجيب بلا شك أن تجد إعلانا يبحث عن موظف برتبة محافظ للبنك المركزي وهو منصب يحمل صاحبه رتبة الوزير في عديد من الدول، وتمثل شخصيته وطريقة عمله أهمية كبرى في إدارة استراتيجيات الدولة المالية. هذا إذًا ما حصل في ليبيا حيث نشرت الحكومة إعلانا على شبكة الإنترنت تبحث فيه عن محافظ يدير مصرف ليبيا المركزي، رغم عدم اتضاح ما إذا كان هذا يعني أنه جرى الاستغناء عن المحافظ الحالي.
وفي خطوة غير تقليدية نشر المؤتمر الوطني العام استمارة لراغبي شغل منصب محافظ المصرف المركزي ونائبه.
والاستمارة التي نشرت على موقع المؤتمر على الإنترنت مشابهة لأي استمارة توظيف أخرى، ولا يمكن تمييز أنها تختص بمحافظ للبنك المركزي إلا عبر أسئلة في آخرها وضعت ليسجل طالب الوظيفة فيها رؤيته للاستراتيجية النقدية في ليبيا. ولم يتضمن الإعلان إشارة لما إذا كان المحافظ الحالي الصديق عمر الكبير الذي عين في عام 2011 عقب الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي قد استقال أو فصل من منصبه.
ويبدأ قبول طلبات شغل المنصب في السابع من آب (أغسطس) وعلى الراغبين في شغل الوظيفة إرسال سيرتهم الذاتية وملء الاستمارة الإلكترونية التي تتضمن أسئلة عن تصورات صاحب الطلب لأولويات البنك والسياسات التي سيتبناها في حالة تعيينه.
وبحسب وكالة رويترز فلم يتسن الاتصال بكبار مسؤولي البنك ومن بينهم الكبير نفسه للتعليق. وقال أعضاء في المؤتمر الوطني العام إنه يحق للمحافظ الحالي التقدم بطلب لشغل المنصب.
وقال عبد السلام نصية رئيس لجنة الميزانية والتخطيط والمالية في المؤتمر، إن المجلس التشريعي صاحب حق تعيين شاغلي المناصب الرفيعة ومن بينهم محافظ المصرف المركزي ونائبه.
ولا يمكن بكل حيادية الحكم على الخطوة، فهي إيجابية من حيث إنها تفتح الباب لجميع من يرون في أنفسهم الخبرة والقدرة والعلم للتقدم للظفر بمنصب سياسي بالغ الأهمية لا يمكن الوصول له إلا عبر سنين من التدرج الاقتصادي وحتى السياسي، وهو بهذا يختصر الطريق على الكثير من الخبراء المستقلين للحصول على المنصب دون المرور في الحزبية أو الخضوع للاعتبارات التي تتسيد البلاد العربية كالمحاصصة وغيرها، لكنه أيضا يطرح تساؤلا بالغ الأهمية يقول: هل عجز علية القوم في ليبيا عن الوصول إلى شخص يستحق شغل منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي حتى اضطروا للبحث عنه في عالم المجهول؟