«نيسان» تعيد إنتاج «داتسون» للأسواق الناشئة
«نيسان» تعيد إنتاج «داتسون» للأسواق الناشئة
أعادت شركة نيسان علامتها التجارية ''داتسون'' إلى الحياة بعد غياب عن الأسواق استمر أكثر من 30 عاماً، بحيث تكون هذه العودة خاصة بالأسواق الناشئة لملء فجوة واضحة في عروض الشركة المقدمة للأسواق العالمية.
وتم كشف النقاب الأسبوع الماضي عن أول موديل من هذه السيارة منذ سبعينيات القرن العشرين في الهند، وهي أول أربع أسواق ناشئة تستهدفها نيسان لإعادة الحياة للماركة التي عرفها الجيل السابق بموديلاتها الرياضية الذكية وتصميمها المميز.
وتم إحياء هذه السيارة الرخيصة التي بيعت من قبل في الأسواق الغربية بصورة جيدة قبل أن يوقف إنتاجها في الثمانينيات، على أمل أن يساعد سعرها الرخيص وكفاءتها في الوقود وميزاتها البسيطة على كسب ثقة المستهلكين المتشككين في أسواق نامية كافحت نيسان في السابق لبيع موديلات سياراتها فيها.
وقال فينسينت كوبي، رئيس داتسون، ونائب رئيس شركة نيسان للسيارات: ''أنا لا أقوم بمعجزات، أنا أصنع تحديات''.
وأضاف: ''يمكن أن يكون إدخال سيارة صممت لمكان آخر، إلى أي سوق، عملية خطرة من حيث القيمة، تحمل في طياتها نتائج غير متوقعة''.
وتجيء إعادة إطلاق هذا الموديل جزءاً من توجه أوسع يقوم به الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، كارلوس غصن، الذي يدير أيضا مصانع رينو الفرنسية المتحالفة مع نيسان. وهو يرغب في توسيع مجال نيسان التقليدي القائم على السوق المتوسطة للسيارات وتوجيهه نحو الأسفل، ليدخل إلى الأسواق الكبيرة لكن ذات المنافسة الشديدة للسيارات الرخيصة، وتوجيهه كذلك إلى الأعلى نحو قطاع السيارات الفاخرة المميزة من خلال ماركة إنفينيتي، الجاذبة للزبائن الذواقة، في الوقت الذي تسعى فيه الشركة لمنافسة شركات عالمية أكبر مثل جنرال موتورز وفولكسفاجن.
وقال كوبي لـ ''فاينانشيال تايمز'': ''عليك أن تعرف أين تلعب. وهذا هو المكان الذي بدا معقولاً كي تكون فيه لدى شركة نيسان للسيارات ماركات إنفينيتي ونيسان وداتسون، لأننا نتوجه نحو الاتجاهات الثلاثة في أسواق السيارات العالمية''.
وتأتي عملية إطلاق هذا الموديل بعد النجاح الذي حققه غصن في زيادة إنتاج سيارة رينو الرخيصة ماركة داشيا، التي تفوقت على كل المنافسين في سوق السيارات الأوروبية الكئيبة.
وبعد الهند ستقوم نيسان خلال سنتين، وبعد اتخاذ الترتيبات اللازمة، بإطلاق سيارات داتسون المعدلة في إندونيسيا، ثم تتجه نحو روسيا وأخيرا جنوب إفريقيا.
ويعتبر اختيار الهند لتكون سوق العرض الأولى لهذه السيارة علامة على الأهمية المتزايدة لهذه البلاد التي تعد كبرى أسواق السيارات الصغيرة في العالم من حيث الحجم، كما تعتبر موقع اختبار للسيارات المخصصة للأسواق النامية الأخرى المهتمة بالتكلفة.
وبحسب أحد التنفيذيين في شركة دولية لصناعة السيارات في الهند طلب عدم ذكر اسمه: ''يشبه هذا قليلاً ما يحدث عندما تطلق شركات الطيران نسخاً من علامات تجارية جديدة تكون أقل تكلفة وتحت أسماء مختلفة رخيصة على نحو لا يؤدي إلى تذويب العلامة التجارية الأم''.
وقال كوبي إن تسعير الداتسون الجديدة ''منخفض وجذاب''، مبينا أن سعرها يبلغ 400 ألف روبية هندية (6700 دولار)، وهو مستوى الأسعار في قلب قطاع السيارات منخفضة التكلفة، الذي يشكل نحو 60 ـ 70 في المائة من مبيعات السيارات في الهند.
ويأتي إطلاق هذا الموديل في وقت عصيب بالنسبة لصناعة السيارات في الهند، حيث تشير بيانات الصناعة عن شهر حزيران (يونيو) إلى أن السوق تتقلص للشهر الثامن على التوالي، وكانت السيارات الأرخص والأصغر هي التي أصيبت بأكبر الأضرار.
كذلك ستجد داتسون نفسها في مواجهة ماروتي سوزوكي، المملوكة لليابان، وهيونداي الكورية، اللتين تهيمنان على قطاع السيارات ذات التكلفة القليلة ومستوى الدخول المنخفض، واللتين تفتخران بعقود من الخبرة والعلامة التجارية في الهند.
وهناك موديلان من داتسون سيعرضان للبيع في الهند في أوائل السنة المقبلة، إلى جانب موديل ثالث من المقرر أن يعرض في 2016. ويستهدف كوبي مبيعات تبلغ بحلول ذلك الوقت 200 ألف سيارة سنويا، وهي مهمة يعتقد كثير من المحللين أنها ربما تتعقد بسبب الوجود الضعيف لنيسان في الهند، حيث تشكل فقط 1.5 في المائة من سوق للسيارات تبلغ مبيعاتها مليوني سيارة.
ويقول موهيت أرورا من شركة التحليل جيه دي باور في آسيا: ''في سوق السيارات الصغيرة في الهند، هناك عدد قليل للغاية من الشركات توصلت إلى التوازن السليم، والواقع أنه باستثناء ماروتي وهيونداي لم تتمكن أي شركة من فعل ذلك على الوجه الصحيح حتى الآن''.
ويضيف: ''لذلك سيكون الأمر صعبا تماماً عليهم''.